{ النظام يريد مقدمة جميلة للعديد من الفقرات في مقال اليوم استوحيتها من المسرحية العظيمة التي تواصل عروضها هذه الأيام بقاعة الصداقة، وسعدت بمشاهدتها، ورأيت اليوم الكتابة عما يريده النظام وما نريده من النظام حتى يظل بعيداً عن ثورات الربيع العربي وهو موضوع المسرحية. { النظام يريد الاستمرار، وهذا مبدأ مقبول، فكل شيء منظم ومرتب وناجح يريد الاستمرار، وحتى النظام بالمعنى الحرفي للكلمة يجب أن يتواصل في حياتنا، وقد تطرقت المسرحية في «هبشات» مختلفة لما يجب أن يكون عليه النظام في حياتنا، وأن نعمل بنظام ونقف في الطابور بنظام ولا نتعدى من هم أمامنا، وأن نعمل خلال ساعات الدوام الرسمي بنظام وإخلاص في داخل البلاد، وألا يكون احترامنا للدوام الأول والثاني في الخارج ونعمل مثل الطاحونة كما جاء في المسرحية. { النظام يريد مسرحية ناجحة لأن مؤلفها ومخرجها وأفرادها أدوا ما عليهم من نقد بان في حدود الإمكانات وما يتوفر من حريات قد لا يكون هنالك مثله في العديد من البلاد، ولهذا يستحقون التقدير، وأذكر هذه الجزئية من واقع مسرحي قديم درس دراما في معهد الموسيقى والمسرح على يد أساتذة أجلاء مثل يوسف عايدابي وخالد المبارك وهاشم صديق والطيب المهدي وعز الدين هلالي وعمر الخضر والمصري نبيل الألفي. وكان من زملائي في الدفعة الاخوة محمد قرني وحطاب حسن أحمد وحريكة والمرحوم عبد العزيز العميري وفادية جنيدابي ومنى عبد اللطيف وعفاف الصادق وعبد الواحد عبد الله، كما أنني وقفت في السبعينيات علي خشبة المسرح القومي في مسرحية بلد ناس فاطمة.. ومثلت في تمثيلية «المحاكمة» بالتلفزيون.. وأظن من حقي أن أدلي بشهادتي في مسرحية «النظام يريد». { المخرج استفاد كثيراً من تقنيات صورة الشاشة، ولعبت الإضاءة دوراً في التركيز على بعض الأحاديث الجانبية أو الشمارات، ولكن الصوت لم يكن في المستوى. نقطة.. نقطة!! { نال تلفزيون محمد حاتم سليمان حقه في مسرحية «النظام يريد» حين جاءت المقارنة بين شاشتنا وشاشات العالم.. وكذلك كانت الإشارة ذكية بأن هم إدارة التلفزيون تحوَّل من تجويد البرامج إلى بناء الأبراج، في إشارة لما ذكره محمد حاتم كثيراً عن بناء برج التلفزيون أو المدينة الإعلامية أو قيام قنوات اقتصادية وزراعية ودينية ووثائقية وأطفال ومنوعات وهلال ومريخ ورياضية، ولم تقم من كل هؤلاء إلا الأخيرة لأنها حظيت بصمت رسمي وأمني واقتصادي ومن المراجع العام ومن الدولة حول التحقيق في شراكتها العجيبة التي تعطي شركاء لا علاقة لهم بالرياضة.. حقوق استباحة المكتبة والمكاتب والاستديو والأجهزة والعاملين وحتى الدوري الممتاز المدعوم من الدولة. { النظام يريد والشعب يريد وكلنا نريد ولكن يفعل الله ما يريد.. وشكراً للظروف التي جعلتني أتمكن من حضور مسرحية كاملة بعد غياب سنين، رغم أنني اشتاق للعودة إلى المسرح خاصة بعد أن صار »يجيب ثمنه« وليس على أيامنا، وكان أكبر مبلغ تسلمته في السبعينيات عن عمل درامي مائة وخمسين قرشاً.