منذ أكثر من أسبوع وفي أعقاب تحرير أبوكرشولا بدأت مجموعات من النازحين بمدينة الرهد أبودكنة تشد الرحال إلى حيث شردت بهم الحرب لأكثر من شهر في رحلة العودة الطوعية بعد أن أصبحت منازلهم أشبه بالأطلال لا شيء يوجد هناك غير الحيطان والأشجار نهب وسرقة وخراب وتدمير، في وقت أعلنت المفوضية العامة للعون الإنساني عن عودة طوعية لعدد من مواطني منطقة أبو كرشولا إلى ديارهم؛ وذلك بعد أن أحكمت القوات المسلحة سيطرتها على المنطقة في الأسبوع الماضي، وقال مفوض العون الإنساني بولاية جنوب كردفان هارون محمد عبد الله أن المفوضية ستقوم بنقل المساعدات الإنسانية لمواطني أبوكرشولا من مناطق نزوحهم إلى إدارية أبوكرشولا. (الحياة بالتأكيد بدأت تعود بشكل تدريجي)، عددٌ كبيرٌ من المواطنين عادوا إلى منطقة أبو كرشولا الآن، خاصة الرجال والشباب عادوا لإعادة ترميم منازلهم بشكل يستقبل أسرهم ومن ثم سيقومون بإعادة أسرهم وأضاف هارون أن حكومة الولاية الآن تبذل جهودًا كبيرة لإعادة تعمير المنطقة وخدماتها من مياه وكهرباء ومدارس خلال الأيام المقبلة وتبدأ يوم غد الإثنين أولى قوافل التفويج الرسمي للعودة الطوعية، فيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها حيث بدأت الأفران والطواحين في التشغيل وكخطوة استباقية لإعادة تأهيل وبناء ما دمرته الحرب، ولمتابعة قضايا المواطنين بأبوكرشولا فقد وجه والي جنوب كردفان مولانا أحمد محمد هارون عددًا من قيادات الولاية يتقدمهم الشيخ الخليل وزير الإرشاد والأستاذ بيلو محمد صالح معتمد الرئاسة وصباحي كمال الدين نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية وغيرهم من القيادات البقاء بأبوكرشولا حتى تستقر الأوضاع هناك فيما تم تعيين السعودي قادم علي ضابطًا إداريًا للوحدة الإدارية أبوكرشولا، الذي أكد ل (الإنتباهة) أن المرحلة تتطلب مزيدًا من الجهد الرسمي والشعبي حتى تعود أبوكرشولا أفضل عما كانت عليه، وأشار إلى أن إعادة التوطين وتوفير الخدمات هي من أولويات اللجنة التي تم تكوينها برئاسة مدير التعليم بولاية جنوب كرفان موسى عثمان بقادي وأكد السعودي أن العمل جار لحصر كل الخسائر التي تعرَّض لها المواطنون من قبل المتمردين إضافة لحصر خسائر التجار بالسوق، حيث أشار إلى أنها تفوق حد التصور، وذلك لما تعرض له السوق من عمليات نهب، فيما أكد والي الولاية أحمد هارون أن المهمة لم تنتهِ، مشيرًا إلى أن فترة ما بعد التحرير تحتاج إلى جهود مكثفة، وتساءل كيف نستطيع مع بعض أن ننتصر في المعركة الثانية؟ وأجاب بقوله إن هذه المعركة تعد أخطر من المعركة الحربية وهي ما ظلت تسعى لها الحركة الشعبية وتعمل جاهدة لتفتيت عضد المجتمع وهذا جوهر الاستهداف وأخطره هنا بيد أنه أبدى تخوفه لما قد يصيب المجتمع من شرخ وما يعلق بالنفوس، وهو الأمر الذي قال إنه يحتاج لمجهود أكبر لتحقيق الانتصار وذلك بتفويت الفرصة على من سماهم مرتزقة الجيش الشعبي وعدم إتاحة الفرصة لهم لاختراق الصف واحتواء الشباب في صفوفهم وذلك لسد المنافذ أمامهم فضلاً عن مناشدة المنضوين تحت ما يسمى بالحركة الشعبية للعودة إلى حضن الوطن وضمن ما اهتم به مولانا أحمد هارون خلال مخاطبته للفعايات العمل على رتق النسيج الاجتماعي في إشارة منه إلى مواطني أبوكرشولا، وقال لا بد أن نتمثل في لحظات الرسول صلى الله عليه وسلم ورسوله عندما فتح مكة حين قال للمشركين اذهبوا فأنتم الطلقاء، وأشار إلى أنه يمثل النصر الحقيقي، مشددًا على أن المعركة ما زالت طويلة وتحتاج إلى زاد كثير من القيم والأخلاق مبينًا أنها معركة مصير وأمة.. من جانبه قال حسن سليمان يوسف معتمد الرشاد في تصريحات صحفية إن التدافع الكبير من أهالي أبوكرشولا في العودة الطوعية للمنطقة بعد تحريرها مباشرة يحتم على اللجنة عملاً كبيرًا في مجال الإعمار، خاصة أن التمرد قام بتدمير البنيات التحتية للمنطقة، وأكد عزم حكومة الولاية على استعادة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن قبل حلول فصل الخريف، موضحًا أن مرحلة ما بعد التحرير قد بدأت بالتعمير، وأضاف المعتمد أن أبوكرشولا هي بداية المعركة الفاصلة مع الخونة والمرتزقة من الحركة الشعبية لتحرير كل بقعة دنسها التمرد بالولاية وبقية أنحاء السودان.