أعتقد بأن من أصعب الفترات التي شهدتها الروابط الرياضية السودانية لأبناء الجالية المقيمين في الرياض خلافاً.. وجعلوا الصراع على أشده في التنافر والفجور في الخصومة، وكان صراعاً مفزعاً ومرعباً بين العواطف الإنسانية والعقول المريضة، وهم يعملون على تعكير المساحات الواسعة بين الفرقاء وبزوايا بعيدة تماماً عن الحس الوطني، وكان لايحلوا للبعض منهم إلا ذلك المكان البعيد في الخلاف حينما جعلوا للنشاط الرياضي ذكرى تندثر مع السنين. وهذه المشاعر الطاغية المتمردة غطت بظلالها أجمل وأسمى معنى الرسالة الإنسانية السامية (الرياضة سمو وأخلاق) ومنحوا لقوتهم الأسطورية السحرية القوة العظمى في الخلاف بالرغم من أن واقع أبناء الجالية الآخرين غير ذلك لأنهم يقفون على أرض صلبة لا تتكسر فيها الأمنيات الشخصية، لكن ولله الحمد هناك العديد من الخيرين الذين جعلوا أنفسهم حمائم للسلام بوضع معايير سليمة وصحيحة للوفاق وهم يستمدون نظامهم وأفكارهم النيرة من كتاب الله والسنة المطهرة على أرض واقعنا المسلم الذي ما زالت تحكمه حب الوطن والتغني بأسمه. وشاهدت بأم عيني جلوس عدد من الخيرين مع سعادة القنصل عبد الرحمن رحمة الله بالسفارة السودانية للتفاكر حول الخروج من هذه الأزمة، وقد كان لقاءً مثمراً يدفع بقوة التلاقي ولو بعد حين، والآن نشهد هذه البوادر تطل برأسها في المساحات الرياضية بدون منغصات، فالحمد لله نلحظ بطولة رياضية هنا باسم الجاليات وبطولة هناك باسم دورة الشهيد فتحي خليل، هذا ما نرمي إليه في ظل بناء مجتمعنا الرياضي، فجاءت رغبة القنصل رحمة الله والخيرين من الرياضيين قوية في استشراف آفاق المستقبل الذي يتطلب منا جميعاً رياضيين وإداريين وأجهزة فنية وصحافيين إعداداً خاصاً ومتميزاً لبناء رياضة ترويحية سليمة، فالقيمة الحقيقية للحوار بين الأطراف والذي نهدف إليه يكمن في كونه ضرورة من ضرورات هذا العصر والعمل به والسعي إلى تجاوز الصعاب التي تعترض مسيرة النشاط الرياضي بوحدته المعهودة، فالحوار الذي بدأه القنصل منذ نحو عام إلا قليلاً لتضييق مسافة الخلاف وانحسار الخلاف وتلاشيه جاء بتحقيق التقارب في وجهات النظر هو ما أدى في النهاية إلى تقوية نسيج وحدة أبناء الجالية في الرياض ليكونوا رافداً أساسياً من روافد الشورى بين الرياضيين، وشرياناً من شرايين الفكر الحر.