قال الديوان الأميري القطري أمس إن الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، أمير قطر أعلن عزمه التنحي عن الحكم لنجله ولي العهد الشيخ تميم «33»عاماً، حيث سيتوجه بخاطب إلى الشعب القطري صباح اليوم «الثلاثاء» كما أعلن بالمناسبة يوم عطلة رسمية، وأبلغ الشيخ حمد ظهر أمس الأسرة الحاكمة وأعيان البلاد قراره تسليم السلطة إلى نجله ولي العهد بحسب ما أعلنت قناة «الجزيرة». وكانت صحيفة «تليغراف» البريطانية قد كشفت منذ أيام أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثانى سينقل السلطة إلى ابنه ولي العهد الأمير تميم نهاية الشهر الجاري، وذكرت الصحيفة أن أمير قطر الحالي سيتخلى عن السلطة بالتزامن مع تنحية ابن عمه رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني، من مناصبه السياسية، باستثناء رئاسته هيئة الاستثمار القطرية. كما ذكرت مصادر دبلوماسية على صلة بالتطورات الجارية في دولة قطر، مبايعة الأمير الجديد تميم بن حمد ستكون اليوم الثلاثاء بعد تنازل والده الأمير حمد بن خليفة، وكان من المقرر أن يتوافد ممثلو العشائر والقبائل والمسؤولون لمبايعة الأمير القطري الجديد كما هو متعارف عليه بالخليج، في حين سيتم الكشف غدًا «الأربعاء» عن التشكيل الوزاري الجديد. وتعد سابقة تسليم الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، أمير قطر، الحكم لولي العهد، الشيخ تميم بن حمد، بشكل سلس وهادئ سابقة هى الأولى عربياً، وسط أجواء التغيير التي اجتاحت المنطقة في أعقاب اندلاع الربيع العربي 2011، ويصب في صالح قطر والدول المجاورة لها، لأنها حافظت على الطابع الهادئ في نقل السلطة بدول الخليج العربي، التي تتوافق مع رغبات شعوبها. الخطوة التي اتخذها الشيخ حمد تضاف إلى رصيده، فهو قاد بلاده إلى تغيرات جذرية على المستويات السياسية والاقتصادية، وأقر في عهده دستوراً دائماً لقطر، إلى جانب إجراء انتخابات للمجالس المحلية، وتغلبت الدولة الخليجية في عهده على مشكلاتها الاقتصادية لتتحول إلى واحدة من أكبر الدول المستثمرة في الغرب من خلال الاعتماد على ثروة ضخمة من الغاز والنفط، إلا أن الأكثر إثارة للجدل كان اعتماده على سياسة خارجية أثارت ردود فعل مختلفة، في المقابل، فإن الشيخ تميم يعتبر من الوجوه التي لها وجود قوي داخل المجتمع القطري، فهو من الشخصيات المعروفة حرصها على التواصل مع كل العائلات القطرية، كما أنه خارجياً معروف بتوجهه نحو إقامة علاقات قوية مع الدول العربية، خاصة السودان، وهى علاقات ليست موجهة نحو دعم فصيل سياسي معين، وإنما الأساس فيها السودان أياً كانت السلطة الحاكمة، لذلك لم يكن مستغرباً أن يشارك الشيخ تميم في العديد من المبادرات الدبلوماسية الإقليمية لدولة قطر، بما في ذلك المحادثات حول دارفور بغرب السودان. بالتالي فأن أمام الشيخ تميم تحديات كثيرة خاصة نحو إعادة هيكلة قطر من الداخل، فالمؤكد أن هناك إجراءات ستكون تالية لتنصيب الشيخ تميم أميراً لدولة قطر، على رأسها إعادة تشكيل الحكومة التي يرأسها حالياً الشيخ حمد بن جاسم، مع ضخ دماء شابة جديدة في شرايين الوزارات والهيئات القطرية. ولد الشيخ تميم بن حمد في 3 يونيو 1980 وهو ثاني أبناء أمير قطر ووالدته الشيخة موزة ، حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن في المملكة المتحدة عام 1997 وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا عام 1998، وهو متزوج من الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني منذ 8 يناير 2005 وفي عام 2009 تزوج من العنود بنت مانع الهاجري.. ولديه ثلاث بنات وولد واحد، وبعد اندلاع ثورات الربيع العربي أيد الشيخ تميم بقوة جهود بلاده في ملف الثورات.