يُعد قرار أمير قطر بتسليم السلطة إلى ولي عهده حدثًا غير مسبوق في تقاليد الأنظمة الملكية العربية التي يبقى فيها الحاكم على رأس السلطة حتى وفاته، وبهذا الإجراء أصبح تميم بن حمد آل ثانِي أصغر حكام قطر سناً وهو لا يزال في ال «33» من عمره، بتوليه فعليًا لمقاليد السلطة بعد قرار والده الأمير حمد بن خليفة يوم الإثنين 24 يونيو تسليمه السلطة. أصغر الحكام العرب ورغم صغر سنه فإن تعيين الشيخ تميم وليًّا للعهد وهو في ال «33» من عمره، أسهم بشكل كبير في صقل خبراته ومعارفه، وإعداده لتولي الإمارة وقد تم تعيينه وليًّا للعهد في الخامس من أغسطس «2003» بعد تخلي شقيقه الأكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو أحد أبناء الشيخة موزا أيضًا وبعد «5» أعوام من تخرّجه فقط عُيِّن وليًا للعهد، وبجانب ولايته للعهد تقلد مناصب عديدة أثناء ولايته العهد. ترأس عددًا من المؤسسات منها المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، والمجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما تولى منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الأشغال العامة والهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني، ورئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، إضافة إلى رئاسة مجلس أمناء جامعة قطر ورئاسة اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية. وتولى تميم أيضًا منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية، ونائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة. وهو شغوف بالرياضة ويشرف على ملف تنظيم كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه قطر عام «2022». التأهيل مبكراً سرّع الأمير حمد من وتيرة إعداد ولي العهد لتولي الحكم وكثيرًا ما أدار ولي العهد شؤون الدولة خلال فترة غياب الأمير عنها. كما شارك تميم ومثّل بلاده في عدد من المؤتمرات والقمم، كان أحدثها القمة الخليجية الأخيرة في العاصمة البحرينية المنامة مما أكسبه المزيد من الخبرة على صعيد السياسة الدولية. وقد حرص تميم على ترجمة تلك الخبرات عبر مبادرات دولية للترويج لنفسه على الصعيد الدولي، وقد أطلق الكثير من المبادرات الخارجية خلال العام الجاري فقط، ففي يناير الماضي وجّه بتخصيص نصف مليون دولار أمريكي لدفع التكاليف الدراسية للطلاب السوريين النازحين في دولة قطر بالمدرستين السورية والأردنية في الدولة، كما وجّه بتقديم مساهمة مالية بقيمة «100» مليون دولار أمريكي ل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ووحدة تنسيق الدعم الإنساني «ACU» وذلك في إطار المعونات الإنسانية التي تقدمها قطر للشعب السوري منذ بداية الأزمة السورية مارس «2011» كما تبرع تميم في أبريل الماضي ب «11» مليون دولار لقطاع غزة الفلسطيني لبناء قصر العدل «معهد القضاء العالي»، بخلاف المنحة القطرية لإعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي وتبلغ «407» ملايين دولار. وخلال يونيو الجاري، وجّه تميم بتقديم منحة لمصر مكونة من خمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال تسلم للهيئة العامة المصرية للبترول بهدف التخفيف من أزمة إنتاج الطاقة للسوق المحلي المصري خلال فترة الصيف. السيرة الذاتية لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وُلد الشيخ تميم في عام «1980» ووالدته هي الشيخة موزة بنت ناصر المسند، حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن بالمملكة المتحدة عام «1997» وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام «1998»، تزوج عام «2005» من الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني وأنجبا: الشيخة المياسة، والشيخ حمد، والشيخة عائشة. وفي عام «2009» تزوج من العنود مانع الهاجري، وأنجبا: الشيخة نائلة، تلقى العديد من الأوسمة منها وسام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من دولة الإمارات العربية المتحدة عام «2004»، ووسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة من مملكة البحرين في العام ذاته، إضافة إلى تلقيه الوسام الأعلى للمجلس الأولمبي الآسيوي، عام «2007». تميم بن حمد.. «كيسنجر العرب» يتمتع بمهارات دبلوماسية وحضور إقليمي ودولي قوي، وهو ما جعل شبكة «بي بي سي» البريطانية تعتبره أنه «داهية من دهاة السياسة العربية» كما أن وسائل الإعلام الغربية تصفه ب «هنري كيسنجر العرب» في إشارة إلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق. هو ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، الذي من المتوقع أن يتخلى والده الشيخ حمد بن خليفة عن السلطة له. ولد تميم عام «1980»، وتخرج فى أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام «1998»، ويجيد الإنجليزية والفرنسية، كما أن له ارتباطاً وحباً خاصاً لفرنسا، وتولى ولاية العهد في «5» أغسطس «2003» بعد أن تنازل له عنها أخوه الأكبر جاسم، وهو أحد أبناء الشيخة موزة. لمع اسم «تميم» في الساحة المحلية والإقليمية والدولية منذ تعيينه ولياً لعهد قطر، ومنذ ذلك الحين بدأ يتولى مهام قيادية في الدولة ومثل بلاده نيابة عن والده الأمير حمد في محافل عدة مكنته من بناء علاقات وثيقة بزعماء دول عدة، مما منحه نفوذاً متزايداً في الدوحة جعله مهيأ لقيادة البلاد حينما تستكمل الترتيبات لذلك. تقدم في حياته بجانب والده في تطوير الدولة القطرية، ويُعتقد أن تميم قريب جدًا من جماعة الإخوان المسلمين أكثر من كثيرين في القيادة الحالية وربما يتبع سياسات اجتماعية أكثر محافظة. العلاقات السودانية القطرية اتسمت العلاقات السودانية القطرية الأزلية فى فترة الأمير حمد بن خليفة بالتطور في كل المجالات السياسية والاقتصادية وخاصة المجال الاستثماري، حيث لجأت الشركات القطرية إلى تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية في البلاد في شتى المجالات سواء كانت في المجال الزراعي وإنشاء المدن السياحية فضلاً عن الاستثمار في مجال العقار والصرافة والثروة الحيوانية، وسوف يكون هناك مستقبل طيِّب وظاهر للشركات القطرية للاستثمار في السودان في الفترة المقبلة، ويعود ذلك للإرادة القويّة لدى القيادة في البلدين لتطابق الرؤى بينهما، لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك وخلق فرص واضحة وشراكات إستراتيجية واستثمارية ناجحة، انظروا الى العلاقة السودانية القطرية بنظرة قد لا تستوعب الكم الهائل من التغيير الذي حصل في هذه العلاقات المتميِّزة كما أن كثيرين ربما لم يدركوا حجم المتغيِّرات على الصعيد الدولي، فقطر رغم صغر مساحتها إلا أنها أصبحت في الآونة الأخيرة لاعبًا دوليًا أساسيًا ولم تعد السياسة العالمية ترتبط بحجم مساحة الدول بقدر ما ترتبط بحجم المصالح والتكتلات والدور المحوري الذي تلعبه أية دولة حسب معطياتها السياسية والاقتصادية وتأثيرها وارتباطها بالدول الكبرى المؤثرة في السياسة العالمية. وفي الآونة الأخيرة أضحت الدوحة بؤرة الاهتمام العالمي وسطع نجمها كعاصمة شرق أوسطية مؤثرة وذلك الحراك الدبلوماسي الواسع الذي تقوده قطر بفضل ارتباطها بالدول الكبرى. دور قطر في حل أزمة دارفور هناك أيضًا كثير من الإشادة وفقاً لمراقبين بالدور القطري في السودان سيما في حل أزمة دارفور والدور القطري الرائد في احتواء حاملي السلاح والرافضين التفاوض، إن دور قطر في تلك القضية كان وما زال مهمًا للغاية وأن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تعامل مع الأمر على أنه قضية خاصة للغاية وحاول تحقيق نتائج في وقت وجيز لأنه من المهم أن تقوم دولة عربية بمحاولة مساعدة الذين يعيشون في دارفور. رحبت القوى السياسية بقرار استضافة قطر لمفاوضات السلام بين الحكومة والحركات الرافضة للسلام بدارفور ورئاستها للجنة الوزارية العربية ووصفت تلك الخطوة بأنها مهمة جدًا في سبيل إنهاء أزمة دارفور وأكدت القوى أهمية الدور القطري في ذلك.
