لا أحب الكتابة في أمور الدين لأن له أهله وعلماؤه لكن أجد نفسي أحياناً مجبراً على نصرة ديني ونصرة المعتقد الحقّ ، معتقدِ أهل السنة والجماعة الذي عليه سلف الأمّة ... وكثيراً ما اعرض كتاباتى على شيخ سعد او شطة او ابو مجاهد او الملا عمر حتى استبرأ لديني. بسم الله الرحمن الرحيم «وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ «سورة التوبة آية 12. «وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ» أي: نقضوها وحلوها، فقاتلوكم أو أعانوا على قتالكم، أو نقصوكم، «وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ» أي: عابوه، وسخروا منه. ويدخل في هذا جميع أنواع الطعن الموجهة إلى الدين، أو إلى القرآن، «فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ» أي: القادة فيه، الرؤساء الطاعنين في دين الرحمن، الناصرين لدين الشيطان، وخصهم بالذكر لعظم جنايتهم، ولأن غيرهم تبع لهم، وليدل على أن من طعن في الدين وتصدى للرد عليه، فإنه من أئمة الكفر. «إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ» أي: لا عهود ولا مواثيق يلازمون على الوفاء بها، بل لا يزالون خائنين، ناكثين للعهد، لا يوثق منهم. «لَعَلَّهُمْ» في قتالكم إياهم «يَنْتَهُونَ» عن الطعن في دينكم. «إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ» أي: لا عهود ولا مواثيق يلازمون على الوفاء بها، بل لا يزالون خائنين، ناكثين للعهد، لا يوثق منهم. «لَعَلَّهُمْ» في قتالكم إياهم «يَنْتَهُونَ» عن الطعن في دينكم. إن من ما ينقض العهد مع أهل الذمة إذا امتنعوا وقالوا.. لا نخضع لحكم الإسلام. لأنه يؤخذ عليهم العهد في البلاد الإسلامية ألا يجهرون بكتابهم فيما بين المسلمين ولا ينشرون كتبهم ولا يظهرون الدعاية إلى النصرانية أو إلى اليهودية وهم بين المسلمين. ولا يفتنون الناس ولا ينشرون شبهاتهم... إن فعلوا ذلك انتقض عهدهم....لأن هذه تعاليم تنافي شعائر الإسلام... والمسلمون يسوءهم أن يظهر فيما بينهم شيء يخالف شعائرهم... وكذلك إعلاناهم للمحرمات يعتبر أيضاً ناقضاً ولو كانت مباحة عندهم . إن هذه ينتقض بها عهدهم... سواء كانوا ذميين أو معاهدين أو مستأمنين وهم بين المسلمين...لأن الكفار لا يخرجون عن هذه الصفات الأربع.. إما أن يكون ذمياً، وهو الذي يبذل الجزية... وإما أن يكون معاهداً، وهو الذي بينه وبين المسلمين عهد وإما أن يكون مستأمناً، وهو الذي يدخل بلاد الإسلام بأمان... وإما أن يكونوا حربيين، ليس بيننا وبينهم إلا الحرب. فهل يخرج المنتمي لدولة جنوب السودان الكافر من هذه التصنيفات الاربعة... فلماذا نسمح لهم بإقامة معرض للتبشير داخل السودان؟ معرض يقع على مرمى حجر من القصر الجمهوري الذي تجلس بداخله حكومة اسلامية من واجباتها حماية الاسلام والمسلمين، ولأن الحفاظ على الدين مقدم على حفظ النفس، فليس هنالك سبب تتعلل به الحكومة لسماحها بإقامة مراكز للتبشير والتنصير. وحتى نرد على المطالبين بالسماح بإقامة مثل هذه النشاطات وقولهم لماذا تمنعون حرية التنصير في بلادكم الإسلامية، في الوقت الذي تدعون فيه إلى الإسلام في البلاد غير المسلمة.. نقول لهؤلاء ومن شايعهم من المنبطحين والمسترزقين على حساب دينهم من المنتسبين للإسلام ... إن الإسلام يتميز بأنه دين ودولة، ومن ثم فإن حكومات الدول الإسلامية لا يمكن أن تكون محايدة إزاء دين الدولة الذي هو الاسلام ... لأنه مقوم من مقوِمات تكوينها الاجتماعى والسياسي والتشريعي ونظام الحكم .. مثلاً الشريعة في الإسلام تبيح الزواج من اربع ، فكيف يأتي من يتحدث عن حرمة ذلك الأمر وهو موجود بقوانين الدولة.. كذلك الحكم في الإسلام انه لا يجوز لكافر أن يتولى أمر الحكم.. وغيرها من احكام الشريعة التي تمثل قوانين الدولة. إذن فإن زعزعة الإسلام هي زعزعة لمقوِم من مقومات المجتمع ونظامه، وليس هذا حال الدين في المجتمعات العلمانية، وخاصة في ظل النصرانية التي تقول إن ما لقيصر لقيصر، وما لله لله. فهي تحصر الدين بالعبادات.. ثم أمر آخر هو أن الدعوة للإسلام فيها إقرار برسالة سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام.. بينما الدعوة في أي من الاديان الاخرى ليس فيها اقرار برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم المرسل رحمةً للعالمين. عليه فإن على الدولة أن تقوم بواجبها في حماية الدين.. فكيف بدولة تتخذ الإسلام منهجاً لها بينما قرى بأكملها تنصر، ومدارس التنصير تنتشر داخل احيائنا السكنية.. فمنطقة مثل منطقة الديوم الشرقية توجد بها أكثر من أربع مدارس، والصليب ينتشر على الجدران والملابس وعلى جباه بائعات الشاي الأجنبيات، ومنظمات التبشير تعمل ليل نهار بميزانيات عالمية بلغت في عام 2010م أكثر من «163» مليار دولار، وحكومتنا تتفرج على هذا الغزو الفكري والمسخ الحضاري.. وأحزاب المعارضة التي تضم دعاة التدين من شيوخ الغفلة والعلمانيين تحمل أكبر معول لهدم الدين.. فمن لهذا الدين يا أصحاب المشروع الحضاري من «الوطنيين» و «الشعبيين»؟ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد