لم يتوقع أحد أن كهرباء مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أن تصل إلى الوضع الذي تمر به الآن حيث أصبحت قضية الكهرباء تمس حياة إنسان الولاية الذي يواجه بضائقة المعيشة وارتفاع أسعار السلع الضرورية وأزمة المحروقات التي طال أمدها رغم تأكيد حكومة الولاية بتوفرها فالكهرباء التي أصبحت الهم الشاغل للمواطنين استفحلت حتى على القائمين بأمرها والذين لم يجدوا العذر المباشر للزبائن سوى أن الوابورات ما بين الصيانة وعدم توفر الوقود الخاص بالمحطة تلك الشماعة ليست اعتذار مباشر عبر جهاز الإذاعة والتلفزيون للمواطنين كما يحدث في بعض الولايات التي تحترم وتقدر شعبها لكنها جاءت عقب المنبر الذي نظمته أمانة الاتصال والتعبئة السياسية والانتخابات بحزب المؤتمر الوطني حول (كهرباء نيالا.. المشكلات والحلول) بحضور والي الولاية اللواء ركن آدم محمود جار النبي وممثلين للقوى السياسية الذين اجمعوا على قضية الكهرباء المهمة التي يتعلق أمرها بالمركز الذي ظلت يده مغلولة عن الولاية طبقاً للمراقبين. وفي السياق يقول مدير عام وزارة التخطيط العمراني المهندس منصور محمدين إن كهرباء نيالا بدأت في العام «1976م» بثلاث وحدات وتطورت ل (13) وحدة، وقال إن تلك الوحدات عاملة منها الآن (9) تنتج (11) ميقاواط ووجود ثلاث محطات تحت الصيانة وأخرى تحت التركيب وقال إن حاجة نيالا الحالية من الكهرباء (20) ميقاواط وهي تغطي ربع مدينة نيالا وقال منصور في المنبر الإعلامي إن المدينة بها (100) ألف منزل وتغطيتها الكلية تحتاج ل (80) ميقاواط وأضاف أن الاستهلاك اليومي للماكينات من الوقود (390) برميلاً من الفيرنس والديزل والجازولين وفي الشهر (2250) طناً وقال إن الإيراد الشهري للكهرباء مليار جنيه لعدد المشتركين البالغ عدد (24,600) مشترك من القطاعات المختلفة وهم يمثلون ربع عدد السكان بالمدينة لافتًا إلى أن علاقتهم بإدارة الكهرباء القومية إشرافية وتنسيقية فقط وقال منصور إن المشكلة الأساسية تتعلق بانسياب وقود تشغيل المحطة وأشار إلى ثلاث مشكلات تواجه الترحيل منها عربات السكة حديد خاصة بعد حادث القطار الأخير بجانب عدم ترفيع الخط الناقل للسكة من (40) إلى (90) رطلاً علاوة على مشكلة تأخر الطوف، وأشار إلى أن هنالك متأخرات لشركة النيل تبلغ (4) مليار لم تدفعها المالية الاتحادية خاصة بترحيل الوقود للولاية مبيناً أن التوليد الحراري مكلف جدًا والحل الأساسي يكمن في دخول الخط الناقل للكهرباء من الشبكة القومية مقترحاً حلول عاجلة لأزمة كهرباء نيالا منها التأمين على انسياب الوقود ورفع زنة خط السكة حديد بجانب سداد متأخرات شركة النيل وضمان التسيير الشهري للوقود، أما والي الولاية اللواء جار النبي الذي ركز حديثه حول مسألة الوقود والكهرباء فقد هدد بسحب التراخيص من أصحاب الطلمبات التي لا تستطيع جلب الوقود لطلمباتها في وقت أقرّ فيه أن ولايته تعيش حالة ضعف إداري كبير جدًا فاقم من حجم المشكلات التي تعيشها الولاية، وكشف جار النبي عن تكوين لجنة لمتابعة توفير الوقود والسكر واحتياجات شهر رمضان، وأضاف خلال تعقيبه في ختام المنبر الإعلامي أن هنالك جشعًا منقطع النظير من قبل التجار بنيالا خاصة فيما يتعلق بسلعة الدقيق الذي وصل ل (203) جنيه في حين أن سعره في الخرطوم (115) وحمّل جار النبي إدارة الكهرباء بالولاية مسؤولية انتظام التيار الكهربائي وصيانة الوابورات الخاصة بمحطة نيالا، ودعا أن لا يكون الوقود شماعة وسلم يتحدث عبره الجميع بأنه متوفر في السوق الأسود فقط وقال إن ناس الكهرباء هم الذين يتسببوا في تأخير القطار بعدم تفريغه بعد وصوله لنيالا وتابع (الوقود موجود وناس السوق الأسود استمروا في البيع وزاد هناكأصحاب طلمبات أخذوا تراخيص وما قادرين يجيبوا وقود لها والمرة الجاية سنسحب تلك التراخيص فورًا) وأبدى جار النبي رفضه القاطع لأي زيادة في الترحيل تكون خصماً على المواطن في إشارة إلى أن ترحيل الطن عبر القطار ب (700) جنيه والعربات (1,200) جنيه، وأضاف (إذا شعرنا أن مسألة الترحيل فيها ضرر للمواطن سنوقف كل السلع ماعدا الوقود) وأكد جار النبي أن الخط الناقل للكهرباء هو الحل الناجع، فيما كشف مدير التوليد بإدارة الكهرباء المهندس محمد رحمة أن هنالك (9) وابورات عاملة تنتج (11) ميقاواط وأن الحاجة الحالية (16) ميقاواط بعجز (4) ميقاواط وقال إن الشركة السودانية للكهرباء اتفقت مع شركات لاستجلاب (5) ميقاواط لسد العجز لكن التمويل أضحى مشكلة وأضاف أنهم يعانون من عدم توفر الصحة الشهرية لوقود التشغيل وأشار إلى عجزهم تغطية المدينة بالوقود الموجود والمشكلات المائلة لجهة أن المحطة منذ ميلادها في العام «1976م» وحتى الآن كانت تمضي بالحلول الإسعافية بجلب محطات كانت عاملة بولايات أخرى بينما انتقد رئيس لجنة الشؤون الهندسية والزراعية بالمجلس التشريعي للولاية د. همة على ازيرق السياسة التي تمضي بها إدارة الكهرباء بنيالا بأنه إذا توفر الوقود تعطلت الوابورات والعكس وهو سيناريو متكرر وأضاف (ونحن مقتنعين مبررات المركز بوصول الشبكة القومية سنة 2016م إذا حصلت هناك كهرباء أصلاً بالفولة لذلك لا بد من الضغط على المركز لمعالجة قضايا الولاية وتكوين لجنة برئاسة الوالي لرفع تلك القضايا لمؤسسة الرئاسة) فيما انتقد القيادي بالوطني عيسى الفاضل سياسة الكهرباء في أنها مواجهة بعجز أربعة ميقاواط وفي نفس الوقت تقوم بتوصيلات جديدة متسائلاً هل القصد من ذلك أن المواطن يدفع قروش بدون كهرباء وقال إن مسألة الكهرباء أصبحت ضرورة وتحتاج لتفكير الضرورة مطالباً بالإيقاف الفوري لأي توصيل جديد لحين حل المشكلة القائمة الآن بانتظام التيار للمشتركين القدامى وقال أمر انسياب الوقود يتطلب تكوين قوة إستراتيجية من الواجهات لحراسة القطار من الضعين وحتى نيالا، فيما قال القيادي بحزب السودان أنا المرضي عبد الله إن قضية كهرباء نيالا أدت إلى تدني العمل في كافة مؤسسات الدولة وفاقمت مشكلات البطالة وسط الشباب وكثير من الأسر التي ترتبط حياتها ونشاطها بالكهرباء وأضاف أن هنالك أكثر من (3) آلاف وابور عامل بالمدينة بسبب عدم توفر الكهرباء مما أصبح أصحابها يزيدون من أزمة الصفوف في الطلمبات، عمومًا إذا أردنا أن نفصل ما دار من حديث حول أزمة كهرباء نيالا البحير لا يسع المجال في هذا التقرير لكن الجميع اتفقوا على أن الحل يكمن في الإسراع بربط دارفور بالشبكة القومية للكهرباء بجانب تأهيل السكة حديد وقيام طريق الإنقاذ الغربي ومن هنا وجه عدد من المواطنين لحزب المؤتمر الوطني الذي طرق أبواب تلك القضية المحلية القومية الحية المتجددة الأزمات سؤالاً حول هل من حلول عاجلة وناجعة للمشكلات التي تواجه المواطن حالياً حتى يكون رهاناً يدخلون عبره مجددًا قلوب الناس للانتخابات القادمة أم أن القضايا تظل تطرح في المنابر دون حلول.