الأستاذ حسن عابدين فضل الله من مواليد دنقلا العجوز درس بها كل المراحل الأولية، والثانوية بالدبة وتخرج في جامعة الخرطوم وبعد التخرج عمل مساعد تدريس بجامعة الخرطوم قسم العلوم الإدارية لمدة (6) سنوات كما عمل متعاوناً بجامعة كمبيوتر مان والجامعة الأهلية ثم هاجر بعد ذلك إلى دولة قطر وعمل بالبورصة القطرية وما زال يعمل بها حتى الآن.. (نافذة مهاجر) التقته في هذا الحوار وخرجت منه بالحصيلة الآتية: لماذا الهجرة والاغتراب؟ الدافع الرئيس هو تحسين الوضع المادي والتحصيل الأكاديمي وتحقيق الطموحات وتكوين مصدر دخل ثابت لمواجهة المطلبات اليومية. لماذا تركت مجال التدريس بالجامعات واتجهت إلى مجال آخر؟ بعد أن هاجرت إلى دولة قطر عملت في البورصة القطرية وتركت الجانب الأكاديمي واتجهت اتجاهًا آخر غير التخصص من أجل تحقيق الرغبات وجزء بسيط من الأحلام التي يحلم بها أبسط شاب سعيًا لتكوين مستقبله. ما هي المواقع التي عملت بها؟ عملت في شركة خاصة لمدة عامين وبعدها انتقلت إلى البورصة القطرية من عام (1998) وما زلت أعمل بها حتى الآن. هل حددت سنوات معيَّنة للاغتراب؟ لم أحدّد فترة زمنية معيّنة، فالمغترب السوداني تقع على عاتقه مسؤوليات كثيرة من الإنفاق على أسرته ثم الأسر الممتدة لذا لا يستطيع تحديد وقت لإنهاء الغربة. من خلال اغترابك بدولة قطر كيف تقيِّم العلاقات الاجتماعية بين الشعبين؟ العلاقات جيدة وخاصة المغتربين الأوائل الذين تركوا انطباعاً جيداً خاصة أنهم كانوا من الرعيل المتعلم كالأطباء والمهندسين وأساتذة جامعات والعلاقات الاجتماعية متبادلة وتتمثل في الزيارات العائلية، والسودانيون محل ثقة بالنسبة للشعب القطري ومن ناحية معظم المهاجرين السودانيين مؤهلين أكاديمياً كل في مجال تخصصه. كيف تقيِّم تجربتك في الغربة؟ تجربة ناجحة ومميزة من كل النواحي على مستوى الخبرات إضافة إلى العائد المادي والتعرف على أجناس عالمية مختلفة في مجال العمل والمعرفة اللصيقة بالثقافات المختلفة، وخصمت مني فقدان الأهل والوطن والبيئة الاجتماعية التي تربينا بها والمعاناة في تربية وتعليم الأطفال. ما هو تقييمك لأداء نشاط الجالية في دوله قطر؟ الجالية مترابطة ولديها أنشطة عديدة اجتماعية وثقافية وأكاديمية وتحرص على تقديم الخدمات وقيام الاحتفالات الوطنية والقومية، ويحرص السودانيون على إحضارها خاصة إذا كانت مصورة في القنوات الفضائية. كيف تقيّم أداء جهاز المغتربين؟ جيد ويؤدي الخدمة في زمن وجيز، ولكنه يفتقر إلى وجود إدارة توجيهية إرشادية للمغترب، ومن المفترض إضافة منافذ زيادة لتحسين الخدمة ويوجد معاكسات من بعض المواظفين داخل الجهاز إضافة إلى الضرائب المفروضة على المغترب. ما هي المشكلات التي تواجه أبناء المغتربين التعليمية؟ وضع التعليم بدولة قطر للأجانب أفضل من بقية دول الخليج وتوجد مدارس للجالية السودانية مرحلة الأساس والثانوي وتدرس بالمنهج السوداني وحلت مشكلة كبيرة في مجال التعليم ويمكن الالتحاق بأية جامعة من الدول الأخرى. حدثنا عن العلاقات الاجتماعية بالأجناس الأخرى الموجودة بدولة قطر؟ تربطنا علاقة قوية مع بعضنا البعض وخاصة نحن جميعًا نعاني الغربة وأقرب الأجناس التي نندمج معهم هم الشعب المصري. هل ما زالت الأسر السودانية متمسكة بالعادات والتقاليد في دول المهجر؟ السودانيون في دولة قطر متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم التي تتمثل في كافة مراسم الزواج والخطوبة والجرتق بطقوس سودانية وفي نادي سوداني وفنانين سودانيين ووجود السودانيين في دولة قطر بكثرة هو السبب الذي جعلهم متمسكين بعاداتهم وتقالديهم السودانية الأصلية. إلى ماذا تعزي الهجرة المتزايدة للكوادر المؤهلة وخاصة أستاتذة الجامعات؟ ازدات هجرة الكوادر إلى الخارج نسبة لعدم الاستقرار في المجال وضعف الرواتب بالنسبة للأساتذة الجامعيين التي لا تكفي المواصلات ومتطلبات الحياة الأخرى أما في الخارج فالرواتب عالية وخاصة أساتذة الجامعات يتقاضون أضعاف رواتبهم في السودان. أخيراً ما هو حصاد غربتك بعد العودة إلى أرض الوطن؟ سوف يكون إن شاء الله يصب في اتجاه الاستثمار في المشروعات المختلفة بعد دراستها واختيار الأفضل منها.