ثم بعد ذلك العمل على استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي يجب إذن أن يكون هدفًا أساسيًا من الدرجة الأولى اليوم. إن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما في وسعهم لكي يعودوا إلى أحضان العالم العربي، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع في سيناء إلى ما كانت عليه. إن مصر لا تشكل خطرًا عسكريًا إستراتيجيًا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلي، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونية 1967 بطرق عديدة. إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت في عام 1956 وتأكد زوالها في عام «1967». إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هي بمثابة جثة هامدة فعلاً بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتي سوف تزداد حدتها في المستقبل وإن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسي في الثمانينيات على جبهتها الغربية. إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة، على عكس ما هي عليه الآن، لن تشكل أي تهديد لإسرائيل بل ستكون ضمانًا للأمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا. إن دولاً مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها لن يكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التي ستتعرض لها مصر. فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى مثل السودان ونحوه، تفكك مصر هو المفتاح الرئيس لتفكيك كل الدول العربية والإسلامية وإن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التي تتمتع بالسيادة الإقليمية في مصر بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم هي وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخي. وتقسم على النحو التالي: 1- سيناء وشرق الدلتا: تحت النفوذ اليهودي ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات. 2- الدولة النصرانية: عاصمتها الإسكندرية. ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوبأسيوط واتسعت غربًا لتضم الفيوم، وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية.، وقد اتسعت لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح. 3- دولة النوبة: المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية، عاصمتها أسوان، تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر. 4- مصر الإسلامية: عاصمتها القاهرة، الجزء المتبقي من مصر، يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي «حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها». 2- السودان «4 دويلات» : وأما السودان أكثر دول العالم العربى الإسلامي تفككًا فإنها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية إلى وثنيين إلى مسيحيين. وتقسم على النحو التالى : 1- دويلة النوبة: المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان. 2- دويلة الشمال السوداني الإسلامي. 3- دويلة الجنوب السوداني المسيحي: وهي التي تم انفصالها بالفعل، ليكون أول فصل رسمي طبقًا للمخطط. 4- دارفور: والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة، حيث إنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول. 3- دول الشمال الإفريقي «3 دويلات»: ففي الجزائر هناك حرب أهلية في المناطق الجبلية بين الشعبين اللذين يكونان سكان هذا البلد. كما أن المغرب والجزائر بينهما حرب بسبب المستعمرة الصحراوية الاسبانية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي تعانى منها كل منهما كما أن التطرف الإسلامي يهدد وحدة تونس. وتقسم على النحو التالي: تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة: 1- دولة البربر:على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان. 2- دويلة البوليساريو. 3- الباقي دويلات المغرب والجزائروتونس وليبيا. شبه الجزيرة العربية «والخليج»، «3 دويلات»: إن جميع إمارات الخليج وكذلك السعودية قائمة على بناء هشّ ليس فيه سوى البترول. وفى البحرين يشكل الشيعة أقلية السكان ولكن لا نفوذ لهم. وفى دولة الإمارات العربية المتحدة يشكل الشيعة أغلبية السكان وكذلك الحال في عمان. وفى اليمن الشمالية وكذلك فى جنوب اليمن.. توجد أقلية شيعية كبيرة. وفى السعودية نصف السكان من الأجانب المصريين واليمنيين وغيرهم بينما القوى الحاكمة هي أقلية من السعوديين. وأما في الكويت فإن الكويتيين يشكلون ربع السكان فقط إن دول الخليج والسعودية وليبيا تعد أكبر مستودع في العالم للبترول والمال ولكن المستفيد من كل هذه الثروة هى أقليات محدودة لا تستند إلى قاعدة عريضة وأمن داخلي، وحتى الجيش ليس باستطاعته أن يضمن لها البقاء. وإن الجيش السعودي بكل ما لديه من عتاد لا يستطيع تأمين الحكم ضد الأخطار الفعلية من الداخل والخارج. و ما حدث في مكة عام 1980 ليس سوى مثال لما قد يحدث. إن شبه الجزيرة العربية بكاملها يمكن أن تكون خير مثال للانهيار والتفكك كنتيجة لضغوط من الداخل ومن الخارج وهذا الأمر في مجمله ليس بمستحيل على الأخص بالنسبة للسعودية سواء دام الرخاء الاقتصادي المترتب على البترول أو قلّ فى المدى القريب. إن الفوضى والانهيار الداخلي هي أمور حتمية وطبيعية على ضوء تكوين الدول القائمة على غير أساس. وتقسم على النحو التالي: - إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخريطة، ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط: 1- دويلة الإحساء الشيعية: «وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين». 2- دويلة نجد السنية. 3- دويلة الحجاز السنية.