دكتورة رجاء نسيم حماد، إحدى الكفاءات السودانية المهاجرة التي هجرت الوطن بسبب الالتحاق بالزوج مقيمة بسويسرا وتعمل كطبيبة في مجال الصحة العامة، بدأت غربتها للوطن في «1996» وتعد واحدة من المشاركات في المؤتمر التداولي الثاني لرؤساء وممثلي الجاليات السودانية بالخارج الذي أقامه جهاز المغتربين ضمن فعاليات برامج الموسم الصيفي.. وكان ل «نافذة مهاجر» وقفة معها باعتبارها واحدة من الكفاءات السودانية المهاجرة وكان هذا الحوار.. ٭٭ إنجازات استطعتي أن تحققيها في الغربة ولم تستطيعي أن تحققيها داخل الوطن؟ يمكن لي أن أقول بالرغم من حساسية هذا الموضوع إلا أن في بلد الاغتراب معرفة موسعة وأكثر نضجاً، وأقول وليس افتخاراً بالذات أن الناس بالخارج في كافة المجالات لديهم رؤية تقديرية أدق واصح بجانب انعكاسات البيئة الخارجية على الأبناء التي أحس بأن ربنا حباهم ببيئة ستجعل منهم منتج فكري وإنساني غير عادي. ٭٭ هل واجه أبناؤك مشكلة اللغة العربية؟ هذه نقطة انتباهة لها أبعادها واستطعت أن أغطيها وذلك من خلال التحاق أبنائي بالمدارس أو مجموعات التقوية في اللغة العربية لإعطائهم كورسات مرة أو مرتين في الأسبوع والآن أبنائي يجيدون اللغة العربية تحدثاً وكتابة وتمثيلاً من خلال العروض المسرحية التي يقدمونها بمدارسهم. ٭٭ صفي لنا شكل الجالية السودانية بسويسرا؟ هي كيانات داخل تنظيمات وهي شكل من الأشكال التي اعتبرها مثالية للجالية السودانية بسويسرا كما أنها من أكثر الجاليات محافظة على طبيعة العلاقات كما هي بالسودان بمعنى أنه ليس هنالك تنافر سياسي ولا تنافر عرقي هذه الأشياء لا نعرفها وندهش عندما نشاهدها في السودان. ٭٭ كم عدد أبناء الجالية السودانية بسويسرا؟ الجالية السودانية بسويسرا جالية نوعية نحن في جنيف عبارة عن «40» أسرة تقسم إلى أسرة تتبع للسفارة وأخرى تعمل في منظمات دولية وهناك الأسر التي هاجرت في وقت مبكر من الدناقلة الذين لهم السبق في ذلك والأسر التي هاجرت للجوء السياسي وهي قليلة جداً إضافة إلى بقية المدن فنجد أن الأعم من السودانيين فيها إما مهاجرين أو لاجئين. ٭٭ ما تقييمك لأنشطة الموسم التي يقيمها جهاز المغتربين؟ في السابق كنت مواكبة لنشاطات الجهاز لكن لعامين سابقين أشارك في ملتقياته، وتلك المشاركة تنبع من الخطاب الجميل الذي يأتي لنا من قائد الركب ويحظى بإعجابنا كحقيقة لا نستطيع أن نقدر هل هذه المؤتمرات تحظى بالتنفيذ أم لا لكن من خلال هذا المؤتمر سمعنا العديد من البشريات خاصة في مجال الاستثمار خاصة أن كل المغتربين السودانيين يجتمعون في حاجة واحدة وهي رد شيء من هذا الجميل الذي ندين به كمواطنين سودانيين لأن هذا وطننا وأهلنا بغض النظر عن الأشياء الأخرى كما نتمنى ضرورة إيجاد سياسات متبادلة ومتعلقة بالاغتراب. ٭٭ العام القادم ماذا تتمنى أن يتحقق من توصيات المؤتمر؟ التوصية التي خرج بها المؤتمر إنشاء بنك للمغتربين أو ما يسمى ببنك المهجر الذي يتمنى أن يكون حقيقة موجودة وضامن من الضمانات الاقتصادية للمغتربين كما نتمنى خلال هذا العام وحتى الموسم القادم أن نجد أن أحلام المغتربين قد تحققت وأصبحت واقعاً ملموساً، كما نتمنى أن نجد الوطن بأفضل صورة. ٭٭ متى تقررين ترك الغربة والعودة للوطن؟ لا تقولي متى نحن نتمنى أن نعود الآن، وأقترح أن يكون هنالك مكتب بجهاز المغتربين تُرفع فيه خطط للاغتراب ويوجد به فرص لاستيعاب الهجرة المعاكسة لكن ذلك لا يتم إلا بتغيير الوضع العام للوضع الاقتصادي في الوطن، ولا أعتقد أن هنالك إنساناً لا يريد أن يهاجر إلا للهجرة الأكاديمية والهجرة الاقتصادية وإذا توفرت الظروف الاقتصادية لا يرغب إنسان في أن يترك وطنه ويهاجر وعن نفسي أتمنى العودة اليوم قبل الغد لكن ما يقف في طريقي قيمة الأبناء والجو الذي يعيشون فيه وللأسف الشديد المؤشرات الداخلية للبلاد لا تؤشر بذلك ولا يوجد أمل.