آلاف المدنيين يفرون أمام زحف مسلحين من النوير والدينكا جوبا: الخرطوم : الانتباهة كشفت مصادر بجنوب السودان أمس الجمعة أن عناصر مدججة بالسلاح من قبيلة النوير والدينكا يتبعون للجيش الشعبي يزحفون باتجاه مناطق قبيلة مورلي بولاية جونقلي شرق جنوب السودان، غير أن مسؤولين حكوميين في مناطق النوير نفوا مثل هذه التحركات الكثيفة، في الأثناء التي رفض فيها المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير تلك الاتهامات، وقال ل«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الشعبي داخل «الخنادق» في منطقة البيبور في ولاية جونقلي لمواجهة أي هجوم من قوات المتمرد ديفيد ياو ياو. استنفار: وقال: «ليس هناك جديد في البيانات التي تصدر كل مرة، لأننا في مواقع الدفاع ولا نتحرك خارج الخنادق.. ومنذ «22» مايو لم تحدث مواجهات مع قوات التمرد في البيبور»، مؤكدا استعداده لإجراء أي تحقيقات إذا كانت هناك تجاوزات في منطقة بيبور، مشددًا على أن قواته في حالة استنفار لمواجهة قوات ديفيد ياو ياو المدعوم من السودان. قلق: من جهته أكد مفوض منطقة البيبور جوشوا كونيي نقلاً عن شهادات مدنيين أن أفرادًا من قبيلة مورلي يهربون بكثافة أمام تقدم مسلحين من قبيلة النوير والدينكا الذين أكدت مصادر أن عددهم يقدر بالآلاف وأنهم مسلحون ببنادق شبه آلية. وقال: «أشعر بالقلق لأن شبان قبيلة النوير كثر»، وتشير بعض المعلومات إلى آلاف العناصر. وأضاف: «نخشى أن يقتل العديد من الأشخاص ولا سيما النساء والأطفال ونفى مسؤولون حكوميون تم الاتصال بهم في مناطق النوير هذه التحركات الكثيفة لكن المشاهد التي وصفها مفوض بيبور سبق أن حصلت في الماضي. استنئاف المعارك: وسبق أن وقعت مواجهات عرقية في الماضي بين قبيلتي النوير ومورلي، ففي نهاية 2011 زحف نحو ثمانية آلاف من أفراد قبيلة النوير نحو البيبور وقتلوا ونهبوا ردًا على هجمات قالوا إن قبيلة مورلي نظمتها. وتحدثت الأممالمتحدة آنذاك عن سقوط «600» قتيل، لكن مسؤولين محليين تحدثوا عن عدد أكبر بكثير، ومنذ الأسبوع الماضي استؤنفت المعارك بين القوات الحكومية والقبائل المتخاصمة مورلي والنوير وكذلك الدينكا، وهي قبيلة أخرى منافسة لمورلي، كما كانت البيبور في مايو الماضي مسرحًا لعمليات نهب قام بها مسلحون مجهولو الهوية وجنود من جنوب السودان، واستهدفت خصوصًا مقار تابعة للأمم المتحدة وكذلك مستشفى المنطقة ومنطقة البيبور ليست ضحية مستمرة لمواجهات عرقية فقط، وإنما أيضًا لمعارك تدور منذ أبريل «2011» بين جيش جنوب السودان ومليشيا أستاذ اللاهوت السابق ديفد ياو ياو، وهو من قبيلة مورلي. ودعا مجلس الأمن الدولي، بمناسبة تمديده عمل قوات حفظ السلام في جنوب السودان عامًا آخر، إلى نقل مزيد من القوات والعتاد بسرعة إلى مناطق مضطربة مثل ولاية جونقلي لتوفير حماية أفضل للمدنيين.