في عام 2007م وتحديداً في 31 يوليو منه، قرر المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن والأممالمتحدة لما بدا أن الحيلة أعيتهم في الوصول لحل سلمي للقضية التي أقلقت العالم وإفريقيا وهي قضية دارفور، قرر مجلس الأمن بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة وبموجب القرار «1769» قرر إرسال بعثة مشتركة من الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة «يوناميد» وأوكل لها مهمة حفظ الأمن واتخاذ جميع الإجراءات التى تكفل لها القيام بمهمتها فى مناطق انتشار قواتها حسب ما ترى فى حدود قدراتها وحماية أفرادها والعاملين فى المجال الإنسانى التابعين للبعثة وحماية المدنيين. وقد عرفت حينها ومازالت بأنها أكبر بعثة سلام تابعة للأمم المتحدة في العالم، وكانت قد سبقتها بعثة الأممالمتحدة فى السودان «يونميس»، وقد انتهت ولايتها بانفصال دولة جنوب السودان في عام 2011م. وبحسب موقع الأممالمتحدة فإنه يوجد أكثر من «120» ألف جندى لحفظ سلام فى جميع انحاء العالم يمثلون «116» دولة ويعملون فى «17» بعثة من بينهم «15241» جندياً و «2495» مستشاراً شرطياً، و «2242» ضابطاً من وحدات الشرطة المدمجة، اضافة إلى «4413» هم قوام بعثة اليوناميد فى دارفور. ومنذ انتشار البعثة بدارفور فى عام 2007م قتل منهم ما يتجاوز خمسين من عناصرها كان آخرهم السبعة الذين قتلهم مجهولون بالقرب من منواشي خلال اليومين الماضيين، وجرح «17» منهم بينهم امرأتان، وهو الحدث الذي وصفه المراقبون بأنه الاعتداء الاكبر على البعثة منذ عام 2008م، وفى أبريل الماضى تم قتل احد جنود القوات المشتركة للاتحاد الإفريقى والأممالمتحدة بالرصاص فى هجوم على قاعدة للبعثة، وجرح جنديان آخران كذلك في هجوم شنه مجهولون على مهاجرية. وفى اكتوبر من العام الماضى قتل اربعة جنود نيجريين وأُصيب ثمانية آخرون بجروح. كل ذلك يحدث وهى البعثة التى جيء بها لحماية المدنيين من أهالي دارفور الذين ليست لهم لا ناقة ولا جمل فى الحرب والصراع الدائر في المنطقة منذ عام 2003م ولا يعلم اغلب الغلابى فيها سبباً جلياً لذلك، فماذا يُرجى من هذه البعثة التي اقل ما يمكن أن يقال في حقها المثل «باب النجار مخلع».. ماذا يُرجى منها وهي التى عجزت عن حماية أفرادها من هجمات متفرقة هنا وهناك؟ فهل تستطيع هذه البعثة الدفاع عن إنسان دارفور وحمايته من المتغولين؟ أم أنها فشلت حتى في الدفاع عن أعضائها، كما فشلت في تحقيق السلام وحماية المدنيين في كثير من المناطق المأزومة في العالم؟