منذ أن اجتاحت السيول والأمطار محلية أبو حمد والتي أحدثت أضراراً طالت الأرواح والمنازل والمحاصيل والماشية وخلفت أوضاعاً بيئية سيئة بكل مناطق المحلية تداعى أبناء منطقة المحلية بالخرطوم وبقية الولايات فضلاً عن الجهد الرسمي بالولاية لاستشعار الخطر القادم وإيجاد حلول وتعويضات جبراً للضرر الذي لحق بهم، وقد باشرت محلية أبوحمد إجلاء سكان الجزر المهددة بالغمر جراء الازدياد المطَّرد في مناسيب نهر النيل فعلياً على الضفتَين، والتي كانت قد أنذرت السُّلطات المحليَّة، قاطنيها بإخلائها ضمن التدابير الاحترازية والتحوُّطية التي اتُّخذت لحماية أرواح وممتلكات الآلاف من المواطنين بداخلها. وقال الأستاذ محمد شنقر السماني إن محلية أبو حمد تعرَّضت لأضرار جسيمة بجانب الأضرار التي لحقت بالمواطنين التي تمثَّلت في مناطق «الشريك، أبو هشيم، أم غدي، عتمور والكرو». ومناطق عمليات التنقيب عن الذهب إضافة إلى انهيار عدد من المدارس والداخليات بمنطقة الشريك تعرَّضت لإتلاف كامل مع جرف عشرة وابورات للمياه على شاطئ نهر النيل بمناطق «أم غدي وأبو ديس» ولذلك هبّ أبناء محلية أبو حمد لمساعدة آهاليهم بمجهودات خاصة، وأشار إلى أن الجهود تتمثل في توفير المواد الغذائية ومواد إيواء من خيام ومشمعات ومعينات أخرى، وقد أسهمت هذه المحاولة في تخفيف حدة الوضع المأساوي، ويضيف شنقر أنه منذ الوهلة الأولى للسيول كنا على اتصال مع غرفة الطوارئ بالولاية ومعتمد محلية أبو حمد وتم التنسيق على التدخل عبر حملات إصحاح البيئة وذلك للوضعية الخاصَّة التي تتميَّز بها هذه المحليَّة بوجود أعداد كبيرة من منقِّبي الذهب مع وجود ممارسات خاطئة أفرزها نشاط التعدين وهي المخلَّفات الإنسانيَّة وبقايا الزئبق المستخدَم في ذلك الأمر الذي ضاعف مخاوف المواطنين من انتشار الأمراض وسط انتشار كثيف للذباب وتوالد البعوض الأمر الذي يستدعي إعادة وتكرار حملات الرش في مناطق المحلية المختلفة. وبخصوص الأوضاع داخل الجزر بأبو حمد يقول شنقر معلوم بهذه المحلية عدد من الجزر وقد تأثر أغلبها بعد أن غمرته مياه النيل وهنا لا بد أن نشيد بجهود الأخ معتمد المحلية طارق فرح وذلك لقيام المحلية بمبادرة إخراج المواطنين من الجزر المهددة بالغرق إلى أماكن آمنة وبذلك تكون المحلية أسهمت في إنقاذ عشرات الأسر وممتلكاتهم من الغرق. ويقول الأستاذ شنقر لا بد من التعامل والتنسيق بين حكومة الولاية ومنظمة الجذور ومواطني المحلية لمعالجة مشكلة الغرق المتكررة سنويًا بجزر أبو حمد والتي يفقد من خلالها المواطنون كثيراً من الممتلكات ولهذا كان لا بد من علاج جذري بإعادة إعمار المناطق داخل الجزر إلى مواقع أخرى بعيدًا عن تأثيرات الفيضان ولا بد أن نشيد بموافقة حكومة الولاية وممثل الدائرة بتوفير عدد من معينات البناء مثل الطوب والأسمنت وبالتالي نحن في منظمة الجذور نطرح نموذجاً للشراكة المجتمعية بين الحكومة والمواطنين للإسهام في عملية إعادة التعمير وهذه مستمدة من تجارب وسنقوم بمزيد من التنسيق مع المطوعين وبرامج المانحين من منظمات قاعدية ووطنية والجمعيات القاعدية لمناطق المحلية بالخرطوم لتوظيف وتسخير الإمكانات وتحريك المجتمع وسنعول على هذا المشروع كثيرًا لأنه يدخل نمطاً جديدًا من البناء ممثلاً في البلوك والمواد الثابتة وهو أمر بات مهماً لحدوث تغييرات في التنمية التي شهدتها المحلية، وقد تم بالفعل حفر آبار بما يشير إلى أن الولاية عازمة على عدم إرجاع المواطنين إلى مواقعهم التي ظلت تتعرض للفيضان وبالتالي الاستفادة منها كمساحات زراعية، من ناحيته أبدى د. ياسر أحمد إبراهيم أن انتشار الأمراض نتيجة لتردي البيئة وتلوث المياه في ظل عدم وجود محطة مياه صحية بالمحلية وانعدام الاختصاصيين وشح الدواء خاصة المحاليل الوردية والمضادات الحيوية، مشيرًا إلى ظهور حالات التهاب الكبد الوبائي إضافة إلى ظهور حميات خاصة بمناطق تعدين الذهب.. وأكد أن الولاية بذلت مجهودات مقدرة إلاّ أن الآثار المترتبة عن السيول والفيضانات تفوق إمكانية الولاية، وشدد على ضرورة توفير مواد الإيواء للمناطق المتأثرة إضافة لتوفير الأدوية، وكشف د. ياسر عن قيام منظمة الجذور بحملات مكثفة لإصحاح البيئة تشمل قوافل طبية لكل التخصصات وبرامج مصاحبة تتمثل في محاضرات تعنى بالتثقيف حول مخاطر تردي البيئة واستخدامات الزئبق والسينايت في استخلاص الذهب.