في دكانه الكائن بشارع الموردة استقر المقام بالعم علي بابكر يلفت نظر كل المارة بدكانه الصغير الذي تقف أمامه عربات غريبة التصميم أقرب للحناطير، والمحل كما علمنا منه لاحقاً هو مكان لتنجيد الكراسي والسيارات جلسنا مع العم علي بابكر لنستمع الى حكايته مع تصميم هذه العربات وكيف أتت الفكرة. فقص الرجل قصته كاملة ويا لها من قصة لا تسع المساحة لسردها كاملة وبتفاصيلها الكثيرة يقول: بدأت العمل أو تعلم مهنة تنجيد الكراسي في أوائل سبعينيات القرن الماضي وتحديداً العام 1970وحتى يومنا هذا. يقول:العم علي تعلمت مهنة التنجيد وكنت قد تنقلت بين الخرطوم ومدينة ود مدني وتعلمت هذه الصنعة على يد عمنا الحاج حسين وهو رجل من صعيد مصر لا أعلم إن كان حياً الآن أم توفي وبدأت بتنجيد الكراسي في بداية تعلمي ومن ثم انتقلت وتخصصت في تنجيد السيارات، وكانت ماركات محددة ومعروفة في تلك الفترة مثل ماركة فولفا بيجو,وكورنيت واميلت هنتر ولاندروفر، والفولكسواجن,والمرسيدس وغيرها وأصبحت أعمل في تنجيد كراسي العربات وبعدها استقريت بحي ود درو بأم درمان وواصلت مهنة التنجيد من العام 1970 بحي ود درو حتى العام 2004 انتقلت لموقعي الحالي بشارع الموردة. ٭ كيف كانت فكرة وعمل عربات الحنطور المميزة هذه؟ في بداية الثمانينيات كنت أقوم بتربية أبقار بمزرعة على النيل ومازلت أربيها حتى اليوم، وكنت في حاجة ماسة لعربة كارو لنقل علف الأبقار وألبانها، فقمت بشراء كارو بعجلتين عادية وكنت اصطحب أولادي معي في هذه الكارو، ففكرت أن أعدل في هذه الكارو لعمل صندوق وتكون مغلقة، فنفذت الفكرة وكانت تلك أول عربة حنطور أصنعها حيث قمت بتعديل هيكل عربة الكارو وأضفت اليها إطارين وأصبحت بأربعة إطارات بدلاً عن اثنين وكانت محل إعجاب الكثيرين وأصبح شهيراً بين الناس في أم درمان وأذكر انه في منتصف التسعينيات حضر للمحل شخص أعرفه من سكان حي ود درو يعمل حداداً وقال لي العميد يوسف عبد الفتاح يريد أن ينشيء مشروعاً للحنطور بحدائق 6 أبريل وبالفعل بدأت فكرة تنفيذ المشروع بحنطور واحد ولم تستمر الفكرة ولم نشاهدها مرة اخرى. أما أنا فأصبحت أطور من صناعة الحناطير وأحسن من شكلها ولم تستغل في الإيجار أو البيع وأذكر حضر لي الأخ الفاتح بابكر الجبل وطلب حنطوراً لمناسبة، وطلب الحنطور أن يحضر للخرطوم للتزيين وبالفعل أرسلنا الحنطور قبل يوم من المناسبة وكانت أول مرة تخرج الحناطير التي صنعتها من أم درمان للخرطوم، وكان الحنطور في المناسبة شكلاً جديداً ومبتكراً حاز على إعجاب الناس في تلك المناسبة. طرفة مع السيد مأمون البرير الذي استوقفته أشكال الحنطور الغريبة في العام 2002رأيت رجلاً لم اعرفه للوهلة الأولى وكان قد استوقف سائقه بالقرب من عربات الحناطير وأخذ ينظر باستغراب وقال لي أريد منها واحدة، ولكن لا تشبه أشكال الحناطير. فقلت له أنا لا أقلد فهذا حنطور من تصميمي الخاص، واتفقنا على سعر ألف جنيه في ذلك الوقت مليون جنيه، فقلت له أريد أن أعدل فيه وأحدث بعض التحسينات. فقال لي خير وأخذ ورقة وقلماً وكتب بسم الله الرحمن الرحيم ورقم هاتف وإذا بي اندهش من الاسم مأمون البرير فقلت له ممازحاً «عايز توديهو مزرعتك الفي الجريف شرق الباعا ليك ود خالتك شرف نورين بمبلغ 5 آلاف جنية» فدهش أكثر مني وقال: أنت كيف عرفت المعلومات دي كلها فقلت له أنا عرضت عليه بمبلغ «4» آلاف جنية، فضحك الرجل حد الدموع فقلت له أنا كنت جارك بحي الخنادقة وعرفني أنا صاحب محل التنجيد علي أبو بكر. عم علي نجدت السيارة والطيارة تعاملت في هذه المهنة مع القاعدة الجوية بالخرطوم وكنت أنجد طائرة الرئاسة داخل القاعدة الجوية كما نجدت طائرات شركة سودانير آيرويز وطائرات الجيش الفالكوم وحتى الطائرات الحربية الانتنوف وحتى السيد الرئيس والسيد وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين يعلم ذلك وكنت أعمل بالقاعدة الجوية ومنها أحضر للمحل لتنجيد عربات زبائن لا يذهبون إلى أي محل آخر وقد تعاملت مع الكثير من الناس في هذه المهنة.