أصبحت إذاعة الجنينة في الفترة الأخيرة تعاني من جملة من الإشكالات ما إن تخرج من مشكلة إلا واعترضت طريقها مشكلة أخرى فبعد أن كانت محطة متوسطة ويسمع صدى أثيرها في كافة ولايات دارفور وبعض الدول المجاوره اتقوقع الآن بثها في حدود مدينة الجنينة فقط في محطة «اف.ام» بسبب تعطل أجهزتها وصعوبة استجلاب قطع غيار لها في ظل الحصار المفروض على البلاد، ولعبت إذاعة الجنينة التي أنشئت عام «1998م» في شكلها الحديث دورًا مهماً في نشر الإبداع وتوعية المجتمع المحلي وربطت بين محليات الولاية الثماني واستطاعت الحكومة الولائية عبرها أن تعكس أنشطتها وتوجه رسالتها، لكن فيما يبدو أن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسر بسبب الكثير من العوامل أهمها التخبط الواضح في اختيار مدير للإذاعة فقد تعاقب على إداراتها في فترة وجيزة أكثر من أربعة مديرين إضافة إلى ذلك فقد أصبحت الأمور في الإذاعة تتدهور يوماً بعد يوم بسبب تردي البيئة الداخلية وقلة الإمكانات وعدم توفر المال وبذلك لم تستطع الإذاعة مجاراة الإذاعات المجاورة منها والمعادية وهذه الأخيرة وجدت الظروف مواتية لها لتوصيل رسالتها الإعلامية التضليلية ويقول والي غرب دارفور حيدر قلوكما في تصريحات له إن مواطني الولاية يستمعون بوضوح لإذاعتي دبنقا وعافية دارفور اللتين طورتا الإرسال بأكثر من لهجة وتخدمان أهدافاً سياسية خارجية، فيما يرى مدير الهيئة الولائية للإذاعة والتلفزيون أحمد إبراهيم أن الوضع لا يحتمل تأخر المحطة المتوسطة كاشفاً عن أن الجهود المبذولة من المركز والولاية قطعت شوطاً كبيراً وتوقع وصول المحطة قبل نهاية العام الحالي، لكن بعض المراقبين يرون أن المشكلات ليست فنية فقط وإنما هنالك مشكلات إدارية تمثّلت في الترقيات وفروقاتها إضافة إلى الجدل الدائر حول ترقية المدير لنفسه إلى درجة أعلى من هيكل الإذاعة نفسها، ونفى أحمد بشدة أن تكون إذاعته تعاني من مشكلات إدارية أو أي مشكلات متعلقة بالترقيات، أما بخصوص ترقية المدير لنفسه فقال هذه الترقية صادرة من الوالي وصادق عليها ديوان شؤون الخدمة لكنه أقرّ بمشكلة الكهرباء وقال نعاني كثيرًا من تعطّل الأجهزة بسبب تذبذب التيار الكهربائي وطالب بخط منفصل للإذاعة، وقد وصف مدير إذاعة البيت السوداني طارق البحر حال إذاعة الجنينة في إطار زيارته للمدينة ضمن وفد الجنينة عاصمة الثقافة السودانية وصف الحال بأنها صعبة ولعل إذاعة الجنينة التي انحصر ساعات بثها في ثلاث ساعات في الفترة المسائية تكاد تنعدم فيها خارطة برامجية واضحة غير بعض البرامج التي تقدم بين الفينة والأخرى باجتهادات بعض الزملاء والشيء الأكثر إلحاحاً الآن توقف البث المحلي لأكثر من أسبوع كامل لعدم وجود عربة ترحيل الورديات ويرد إبراهيم في هذا الجانب وينفي رغم كل ذلك أن الإذاعة تعاني الإهمال من قِبل الحكومة الولائية ويعزي ذلك إلى الصعوبات المالية التي تعيشها الولاية خاصة بعد تقسيمها إلى ولايتين لكن بالمقابل هنالك بعض الأشياء غير مرئية ربما تكون العائق الأساسي لتقدم الإذاعة وتطورها في ولاية تعيش حالات شد وجذب وصراع دائم من أجل السيطرة على كل شيء وتتمثّل هذه الأشياء في المصالح السياسية والكسب الشخصي، فالمدير الحالي للإذاعة جاء إلى هذا المنصب من مكتب الوالي قلوكما وكان رئيسًا لحركة تحرير السودان بالولاية، وقد أثار تعيينه جدلاً واسعاً، وقد أعلنت عدد من القيادات حينها عدم رضائها باختيار الرجل ذو التوجهات السياسية المخالفة لكن لسد هذه الثغرة وربما لأشياء أخرى فاجأ المدير الجميع وتقدم باستقالته من الحركة لأسباب لم تكن واضحة في هذا التوقيت لكن بعض المصادر أكدت أن هنالك ضغوطًا مورست على المدير جعلته بين خيارين إما الحركة أو الإذاعة.