الإخوة الأعزاء قدامى المحاربين، وعدنا في عدد الإتكاءة الأسبوع الماضي، وعدنا بالكتابة عن القيادة الشمالية العريقة وهي تكرَّم بوسام الإنجاز ويُكرَّم قائدُها بنجمة الإنجاز. لم أتمكن من حضور الاحتفال الذي أُقيم بمقر القيادة بشندي وكنتُ حريصاً على نيل شرف الحضور تلبية للدعوة الكريمة والاتصال الشخصي من قائدها الأخ اللواء الركن السر حسين بشير ولكن كانت أسرة الاتكاءة حاضرة للاحتفال وغطَّى فعالياته الأستاذ محمد أحمد كباشي وجاءنا بالحصيلة التي ننشرها اليوم في صفحتكم توثيقاً للمناسبة ونزيد عليها بما جاد علينا به الأخ اللواء الركن (م) الشيخ مصطفى وهو أحد قادة القيادة الشمالية وقد ختم حياته العسكرية بها. لم أنل شرف العمل بالقيادة الشمالية خلال فترة عملي الطويلة بالقوات المسلحة ولكن كانت القيادة الشمالية أو (شمالية شندي) كما تُنادى تلغرافياً، كانت أول قيادة أزورها بعد التخرج مباشرة. وأذكر كنت في طريقي إلى البلد بعد احتفالات التخرج بأسبوع لقضاء أول إجازة وأنا ضابط برتبة ملازم ثاني مع أهلي نزلت في محطة شندي تلبية لدعوة دفعتي الملازم محمد عبد الله الأمين، وكان في استقبالنا (السينير) الملازم عبد الرحمن سر الختم وهو من ضباط الدفعة (19) الذين نُقلوا للقيادة الشمالية وقد استضافنا معه في ميز الضباط، بعد تلك الزيارة واصلت رحلتي برحلة القطار التالية للشمالية. كانت الأيام القليلة التي قضيتها في رحاب القيادة الشمالية مع ضباطها ضيفًا عليهم تركت في نفسي أثرًا إيجابيًا عميقًا أحسست به يشعرك بالفرق بين حياة الطالب الحربي وهو في مرحلة التدريب والإعداد بالكلية الحربية وحياة الضابط بعد انضمامه لقيادته ضابطاً له مسؤوليات تجاه وحدته وقادته وزملائه يحكمه انضباط وقيم وأخلاق وتقاليد. من تلك الزيارة المحدودة الأيام أصبحت أتخيل كيف ستكون بداية الحياة العسكرية بعد انضمامي للقيادة الشرقية (الشرقية عرب) التي نُقلت إليها مع مجموعة من دفعتي الدفعة عشرين. التحية للقيادة الشمالية قادة وضباطًا وجنودًا والتهنئة بما حققته من إنجازات والتحيَّة والتهنئة للأخ اللواء الركن السر وهو يزين صدره بنجمة الإنجاز والتحيَّة للأخ الفريق عبد الرحمن سر الختم في أديس والتحيَّة للأخ الدفعة العميد الركن (م) محمد عبد الله الأمين بأبوظبي.