لم يمنع البرتكول معتمد محلية التضامن بولاية النيل الأزرق الشيخ الأدهم من «دق النحاس» وهو يرتدي البدلة السوداء الأنيقة التي حضر بها للمشاركة في افتتاح دار الإدارة الأهلية بالولاية ، «وكسر البرتكولات» من معتمد التضامن لم يكن غريبًا على الكثير من حضور ذاك الحفل باعتباره نحاس والده الناظر الأدهم الشيخ إدريس ود رجب والعمدة الهادي محمد ومشايخ القبائل بمنطقة قلي غرب الدمازين، ولم يكن غريبًا أن يدق معتمد النحاس في ولاية عُرفت بتماسكها القبلي وقوة إدارتها الأهلية، وربما هذه القوة هي ما جعلت مستشار الوالي للإدارة الأهلية الفاتح يوسف المك يعلن عن مبادرة للإدارة الأهلية لتحقيق السلام بالولاية، وقال: «نحن دعاة للسلام». وعدد يوسف دعم منظمة إيكوم الأمريكية التي شيدت مقر الإدارة الأهلية وقال إنه تأكيد على أهمية الدور المتعاظم للإدارة الأهلية، فيما اعتمد والي النيل الأزرق حسين يس حمد أبوسروال وثيقة طرحتها الإدارة الأهلية لتحقيق السلام بالولاية. وأكد خلال مخاطبته احتفال تدشين مقر الإدارة الأهلية بالدمازين التزام حكومة الولاية برؤية الإدارة الأهلية في تحقيق السلام وقال: «نريد سلاماً يتحقق برؤية الإدارة الأهلية، وما علينا إلا أن نبصم عليه»، وتعهد بنقل رؤية الإدارة الأهلية لبسط السلام في النيل الأزرق إلى المسؤولين عن ملف السلام بالمركز والآلية الإفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو مبيكي، وقال «نحن دعاة سلام والحرب لن تحقق التنمية والرفاهية» وكانت الوثيقة التي اعتمدها يس قد طرحها ناظر عموم قبائل النيل الأزرق المك الدكتور يوسف حسن عدلان وهي لتاريخ الإدارة الأهلية بالولاية، وأكد الناظر أنها لم تكن من صنع المستعمر وقال: «الإدارة الأهلية إبداع سوداني أصيل ولم تكن من صنع المستعمر بل هي من صنع السلطنة الزرقاء». فيما أوصد والي النيل الأزرق الباب أمام الأصوات المطالبة بتداول قيادة الإدارة الأهلية عبر الانتخابات، وقال إن تداول الإدارة الأهلية وقيادتها إرث خالد ولا انتخابات للإدارة الأهلية لتظل متماسكة ومضطلعة بدورها في تحقيق السلام والتعايش السلمي». واحتفى ياسين بالإدارة الأهلية ووصفها بأنها «حكومة حقيقية» وقال إنها باقية، ووجَّه وزارة الثقافة والإعلام الولائية بطباعة وثيقة الإدارة الأهليّة وتمليكها للمواطنين. إن احتفال الإدارة الأهلية بمقرها الجديد أكد تماسك وقوة هذا الكيان بولاية النيل الأزرق على وجه الخصوص، وفي السودان بصفة عامة، وستضع هذه الإدارة خلال المرحلة القادمة خارطة الطريق لتنمية الولاية وتحقيق السلام المستدام فيها من أجل دعم الاقتصاد السوداني وإخراجه من مأزقه، وهذا ما أشار إليه حسين خلال خطابه، حيث قال إن البلاد تمر هذه الأيام بأزمة وابتلاء من خلال القرارات الاقتصادية والمخرج الوحيد لهذه الأزمة هو الصبر والعمل على إفلاح الأرض لدعم الاقتصاد ورفع البلاء عن البلاد والعباد.