الكثيرون يعتقدون أن ولاية البحر الأحمر كلها رائعة في طرقها مثل العاصمة بورتسودان. والكثيرون يختزلون البحر الأحمر في بورتسودان حيث بوابة السودان الشرقية. أرجو أن يزور أصحاب القرار في بلادي طوكر وجنوبها وأربعات وما حولها وجبيت وما يجاورها ليعرفوا ولاية البحر الأحمر عن قرب. وحينما نقول طوكر وجنوبها مؤكد نقصد المدينة الأصل وليست تلك المصنوعة التي يسكن بنيانها الغربان. من يصدق أن طوكر هذي كانت (تصرف) كل السودان في وقت سابق. وهي المدينة الأولى في السودان التي زرعت القطن ومنها خرج مصدراً لمصانع إنجلترا ليعود أجمل الثياب. ولكنها الآن هذه المدينة تشكو الفقر والإهمال المريع. وعلى الرغم من الشوارع المسفلتة التي تملأ مدينة بورتسودان إلاّ أن طوكر (تحرم) من كيلو واحد مسفلت رغم التخطيط الجيد لشوارعها. لا ننكر التحول الكبير الذي حدث في مدينة بورتسودان ولكن البحر الأحمر ليست بورتسودان فقط. والطرق المسفلتة التي وجدتها بعض مدن الولاية كان أحق بجزء منها طوكر. أكثر من خمسة أعوام والأموال تصرف على مهرجان السياحة في الولاية وحتى الآن لم يستفد منها المواطن البسيط. الصحة في تردٍ والمياه يتحصّل عليها المواطن بصعوبة والتعليم و... و.... والكثير من الخدمات يفتقدها المواطن في ظل مهرجان السياحة. وفي ختام الشهر الماضي احتفلت ولاية البحر الأحمر بختام مهرجانها للسياحة في مدينة سنكات. الاحتفال شارك فيه عدد كبير من فناني الولاية الذين لم يجدوا الفرصة الكافية في مهرجان (بورتسودان). أيلا (احتفل) بمهرجان السياحة في زمن (ألا سياحة). وقبل أيام قلائل أعلن الوالي لجنة مهرجان السياحة لهذا العام، ونرجو أن يأتي مهرجان هذا العام لمصلحة الفقراء في الولاية وما أكثرهم. الفقر في البحر الأحمر (علامة بارزة) تستحق أن يقف عندها خبراء الاقتصاد ليحددوا مدى جدوى مهرجان السياحة ودخله إن كان له عائد. نرجو أن يهتم أيلا برعيته في أصقاع البحر الأحمر ووسطها وتوفير الخدمات الضرورية لهم. أحد ظرفاء المدينة قال إن الوالي اهتم بالطرق والسياحة لأنه كان وزيراً للسياحة ثم للطرق في المركز. وقال (ياريت) لو كان المركز جعل أيلا وزيرًا للصحة قبل أن يأتي به للبحر الأحمر حتى يوفر لنا هذه الخدمة. بعد فضائيتي البحر الأحمر وكسلا أهل القضارف ينتظرون رؤية السمسم عبر شاشتهم الخاصة. سعدنا كثيراً بهاتين الفضائيتين ونرجو أن ينقلا نبض الشارع في الولايتين وليس نقل ما يدور في دواوين الحكومة فقط.