إن أمراض العيون المختلفة يمكن لاستشاري العيون أن يستدل بها على جميع الأمراض المختلفة التي يظهر أثرها على العين، كما أن الناظر إلى العين يمكن أن يستدل بها على الحالة النفسية كالفرح أو الخوف أو الانبهار وما إلى ذلك من ما تعبِّر عنه العين عن حالة الإنسان النفسية. فالعيون هي لغة التواصل بين كل الأجناس التي لا تحتاج للتعلُّم.. وقد ألهمت الكلمات المعبرة كبار الشعراء والكُتّاب التي وصفوا فيها جمال العيون والنفس بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك فوصفوا بها عيون الوطن «حدق العيون ليك يا وطن».. وللعيون أسرار وأسرار والحفاظ عليها يقي من الكثير من الأمراض خاصة العمى «أي فقدانها».. حول العيون تحدّث إلينا كبير استشاريي طب وجراحة العيون د. عدلي محمد دياب فإلى إفاداته: ٭ متى تبدأ أمراض العيون؟ تبدأ أمراض العيون منذ الطفولة بمعنى أن هنالك أمراضًا كثيرة يُولد بها الطفل، ومنها أمراض وراثية وعيوب خلقية مثل الكتراكت «الموية البيضاء» والجلاكوما «الموية السوداء» وأمراض الشبكية مثل التليُّف الصبغي للشبكية والأورام السرطانية وأمراض أخرى أقلّ أهمية. ٭ ما هي أكثر أمراض العيون انتشاراً؟ أمراض العيون الأكثر انتشاراً في السودان وبقية بلاد العالم هي مرض الكتراكت «الموية البيضاء»، وتؤدي الإصابة بهذا المرض لفقدان الإبصار. ٭ ما هو مرض الكتراكت؟ مرض الكتراكت عبارة عن عتامة عدسة العين. ٭ ما هي أسباب الإصابة بمرض الكتراكت؟ أهم أسباب الإصابة بمرض الكتراكت هي كبر السن، كما تحدث الإصابة بمرض الكتراكت نتيجة للإصابات أو نتيجة لمضاعفات بعض الأمراض مثل السكر. ٭ ما هي أعراض مرض الكتراكت؟ أهم عرض هو ضعف الإبصار بالعين المصابة.. ويعني ذلك أن الإصابة بالكتراكت يمكن أن تحدث في إحدى العينين أو كلاهما.. ٭ هل من الفحوصات؟ لا توجد فحوصات سوى الكشف على العين من قبَل اختصاصي العيون. ٭ هل يمكن علاج مرض الكتراكت نهائياً؟ يعتبر العلاج في طب العيون الجراحي خاصة لمرض الكتراكت الأكثر تطوّراً وذلك خلال العقود الأخيرة. ٭ كيف يتم علاج الكتراكت جراحياً؟ جراحة الكتراكت عبارة عن إزالة عدسة العين. ٭ ثم ماذا؟ قديماً كان على المريض بعد إجراء العملية الجراحية لإزالة الكتراكت أن يلبس نظارة سميكة ليعوّض بها عن فقدان العدسة الطبيعية وكانت النظارة تشبه «قعر الكباية» كما أنها متعبة جداً للمريض نسبة لثقل وزنها ولأنها تؤدي لتكبير الرؤيا. ٭ ما هي الاستحداثات في جراحة الكتراكت؟ تم تطوير العلاج بزراعة عدسة داخل العين المصابة بعد إزالة الكتراكت بالعملية الجراحية لتحل العدسة المزروعة محل العدسة المستخرجة. ٭ وهل من استحداث آخر؟ آخر ما توصل إليه طب جراحة العيون لعلاج الكتراكت هو استخراج العدسة من داخل العين عن طريق فتحة صغيرة جداً لا تصل إلى ثلاثة مل متر وذلك عن طريق تفتيت العدسة بواسطة الموجات فوق الصوتية أو كما يسميها بعض الناس تفتيت العدسة «بالليزر». ٭ هل لتلك العملية من مميّزات؟ أهم مميّزات هذه الطريقة أن المريض يعود إلى منزله بعد العملية مباشرة ويستطيع أن يؤدي عمله في خلال أسبوع واحد على الأكثر كما أن من مميزات هذه الطريقة لاستخراج الكتراكت أيضاً هو أنها تجرى العملية بدون خياطة لموضع دخول المعدات الخاصة بالأشعة فوق الصوتية ووضع العدسة الصناعية FoLAbLE 1.0.L. ٭ هل يعطى المريض أدوية طبية بعد إجراء العملية؟ بعد إجراء العملية يستعمل المريض بعض العلاجات وهي عبارة عن قطرات خاصة بالعيون لمدة شهر. ٭ أيعني ذلك أن على المريض مراجعة الطبيب بعد شهر!؟ نعم وقد يقرر له الطبيب استخدام نظارة طبية. ٭ لماذا النظارة وقد تمت زراعة عدسة طبية داخل العين؟ إن العدسة الطبية المزروعة داخل العين ليست كالطبيعية فهي لا ترى بوضوح إلا من بُعد محدّد سواء قريب أو بعيد وذلك حسب البرمجة عند قياس العدسة. ٭ توضيح أكثر؟ العدسة الصناعية هي عدسة ثابتة وليست كالإلهية التي تستطيع التأقلم مع النظر للبعيد والقريب غير أن العين تفقد مرونتها في الإبصار بعد تجاوز عمر الأربعين فما فوق وذلك نسبة لفقدان العدسة لمرونتها في التأقلم للنظر مع الصور البعيدة أو القريبة. هل من إرشاد؟ أولاً: على الذين يتعاملون مع النار والشمس كالعمل في الأفران و«صانعات الكسرة» والباعة وغيرهم الاهتمام بأعينهم فهؤلاء ينبغي عليهم استخدام النظارات للوقاية ولكن إذا تعذر ذلك عليهم الكشف الدوري كل ستة أشهر، وكذلك على مرضى السكر خاصة الذين يرتفع لديهم السكر في الدم لأكثر من 051 الذهاب للكشف الدوري مرتين في السنة.