أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزارة المعادن ومؤتمر الصين الخامس
نشر في الانتباهة يوم 11 - 11 - 2013

قاد السيد كمال عبد اللطيف وزير المعادن الأسبوع المنصرم وفداً رفيعاً من الخبراء والجيلوجيين والشركات العاملة في قطاع المعادن للمشاركة في مؤتمر الصين الدولي للتعدين المنعقد بمدينة نيانجين تحت استضافة ومظلة وزارة الأرض والموارد الصينية، أي وزارة المعادن، ولقد استمرت فعاليات هذا المحفل الدولي من (2/11 5/11) ولقد كان الحضور الدولي كبيراً من استراليا ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والدول الأوربية والاسكندنافية والدول الإفريقية ودول آسيا حتى أن هناك حضوراً لدول وهي مجموعة جزر بالمحيط الهادي، وإلى جانب هذا الحضور الدولي الطاغي لعدد كبير من دول العالم كانت هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام والسؤال وهي غياب كل الدول العربية عدا السودان الذي كان مشاركاً بوفد وزارة المعادن ولقد كان هناك تقسيم رائع لقاعات العرض الفخيمة في كل شيء وكان هناك أيضاً معرض ضخم بكل معاني الكلمة للمعدات والآليات والأجهزة وآخر التقنيات الصينية في مجال المعدات المصاحبة لعملية التعدين، ولقد بدأ المؤتمر بكلمات لبعض دول العالم عبر ممثليها من سفراء ووزراء، وفي الجلسة الافتتاحية قدم سفير السودان الدبلوماسي الرائع عمر عيسى أحمد كلمة تناولت المناسبة والعلاقات الصينية السودانية في كل المجالات سيما مجال المعادن، وسُمح للوفد السوداني في هذا اليوم أن يقدم عدة أوراق إذ تحدث المهندس محمد سليمان وقدم فلماً عن المعادن بالسودان تناول إمكانيات السودان المعدنية وغيرها باللغة الإنجليزية والصينية، ثم قدم المهندس نصر الدين ود النور ورقة في هذا المؤتمر، وكذلك قدم الدكتور أبو فاطمة مسؤول شركة أرياب كلمة....
واللافت في هذا المؤتمر هو الحضور الدولي الكبير، وسعت كل الشركات والوزراء ممثلي دولهم في هذا المؤتمر لتقديم كل المغريات للشركات الصينية والحكومة الصينية من أجل الاستثمار وجلب رأس المال الصيني لتلك الدول، ولقد كان كل المناديب يقدمون عروض بلادهم للصين في سخاء من أجل تحريك رؤوس الأموال الصينية وشركات الصين من أجل التعاون المشترك والاستثمار... والذي بادر إلى افتتاح هذه الجلسة هو نائب الوزير الصيني وذكر أهمية هذا المؤتمر والمدينة التي يُعقد بها لأهميتها في اقتصاديات الصين والعالم، وهذا المؤتمر لم يغطِّ الجوانب التعدينية فحسب بل لامس قضايا أخرى، على سبيل المثال تحدث ممثل استراليا في هذا الحفل عن حجم التبادل التجاري ما بين بلاده والصين الذي تجاوز ال (150) مليار دولار وذكر أن عدد طلاب الصين باستراليا تجاوز ال (250) ألف طالب وطالبة و(21) من سياح أستراليا إلى الصين أكثر من مليون ونصف مليون سائح كل عام، وطالب بأنهم في أستراليا يريدون مزيدًا من صادرات الصين، وكان تركيز الحديث أو القاسم المشترك هو التعاون الثنائي مع الصين سيما وأن هناك دعوة لشراكة الدول الآسيوية والباسفيكية وسوف يكتمل هذا المشروع أو التكتل الاقتصادي في عام (2035م) الذي سوف يرفع دخل الفرد إلى مستويات عليا، كذلك كان الحديث فيه أشواق إلى تعزيز قضية الأمن والأمان والسلامة في حقول العمل، ويبدو أن هذا الهم هم دولي، وعرض ممثل أندونيسيا بأن بلاده تحتاج إلى (150) مليار دولار لدعم تمويل المعادن والفحم، وهذا طبعاً يحتاج إلى رأس مال خارجي، والصين كما هو معلوم لديها استثمار بأستراليا تجاوز ال (10.5) مليار دولار، كل هذا ومندوب أستراليا يقدم العروض للصين للمزيد من العمل المشترك، ولقد ظهر السيد الوزير الأسترالي (ين ملفلين) بمظهر المسوق لبلاده من أجل جذب أكبر قدر من الشركات لها، تحدث بعده السفير الكندي بالصين وهو السيد (جي) الذي أثنى على هذا المؤتمر باعتباره أكبر مؤتمر للمعادن والتعدين في العالم، وذكر السفير الكندي أن الصين تنمو اقتصادياً بشكل كبير وسريع، وهذا النمو الاقتصادي يحتاج إلى موارد، وذكر أن بلاده، أي كندا، يمكن لها وفي إطار شراكة مع الصين أن تقدم الكثير، وذكر أن بلاده، أي كندا، بها أكثر من (700) خارطة معدنية لمعادن نادرة.
ثم تحدث (لويس جيلي) وهو الوزير الذي جاء ممثلاً لدولة (شيلي)، وذكر أن بين شيلي والصين تكاملاً اقتصاديًا، ويسعى إلى مزيد من التنسيق والتعاون لأنه كما ذكر يريد لبلاده أن ترتقي فيها وتيرة النمو الاقتصادي وبالتالي يرتفع دخل الفرد.
وذكر أن الصين أكبر شريك اقتصادي لشيلي إذ بلغ حجم التبادل التجاري أكثر من (400) مليار دولار، ويأمل في المزيد. الملاحظة الجديرة بالاهتمام هي أن الصين حقاً تسير تجاه تحول كوني كبير في الريادة والقيادة، فيما يبدو أن التجربة الصينية الفريدة والمتفردة التي لم تكن أسيرة النصوص أو القوالب الجامدة من الاشتراكية العلمية أو الشيوعية اتخذت طريقاً وفق مصالحها بعقل برغماتي وانفتاح محسوب ورفدت من كل معين من أجل النهوض الاقتصادي، وأخذت كما يقول القادة الصينيون كل ما يلائم الواقع الصيني، فأخذوا من الاشتراكية العلمية شيئًا ومن الشيوعية أشياء ومن الرأسمالية الشيء الكثير دون أن تهتز الأرض من تحت أقدامهم ودون الإحساس بعقدة، بل رشفوا من كل أواني التجارب الإنسانية رشفة، بل مزجوا كل هذا، أي عصارة تجارب الشعوب وطبعوه على الواقع الصيني فكانت حقاً تجربة فريدة جديرة بالتأمل والنظر العميق، لا نقول المحاكاة والتقليد الأعمى، ولكن يجب على كل قيادة دولة جادة في النهوض أن تتمعن في التجربة الصينية، وقد يقول قائل إن الشعب الصيني ورث الحكمة لأن الفلسفة الصينية تقوم على الصبر والتأمل ومن ثم اتخاذ القرار، فحري بنا أن نستلهم هذه التجربة ليس استلهاماً أو نظرًا على عجل بل بحث وتدقيق لأن العقود القادمة سوف تحول مركز الكون الاقتصادي وبالتالي السياسي والعسكري إلى الشرق وتحديداً إلى بكين التي أضحت دولة كبرى تتأهل للوصول إلى قمة كوكبنا ولكن بخطوات عملاقة إلا أنها حذرة.
وزير المعادن يلتقي كبريات الشركات الصينية
بعد أن القى وزير المعادن كلمته أمام المؤتمر الذي تحدث فيه أيضاً بجانب الوزير السوداني ممثل حكومة زيمبابوي والوزير الكندي وكذلك تحدث في هذا اليوم وزير الاستثمار (بوليفيا) وتحدث كذلك نائب وزير الطاقة بناميبيا والوزير الارجنتيني، وبعد أن تحدث ستة وزراء، رفعت هذه الجلسة ليدخل الوزير كمال عبد اللطيف في لقاءات وحوارات مع وفود الشركات الصينية، واللقاء كان مع أكثر من ثماني شركات في ذلك اليوم، وكل فترة يدخل وفد شركة ابتداءً من اتحاد الشركات الصينية للتعدين. وكان اللقاء مع شركة (جاك يان) فقد ابدت الشركة رغبة جادة في العمل في مجال المعادن بالسودان، وتعتبر هذه الشركة من الشركات ال «500» الكبرى بالصين ولها عدة أفرع في مدن خارج وداخل الصين، ورأس مال هذه الشركة حوالى عشرة مليارات دولار ولديها مناجم في (بيرو) للحديد ومناجم بأندونيسيا وفي الكنغو لديها مناجم للنحاس، وقد ذكر مدير عام الشركة في هذا اللقاء أنه لمس مشاعر السودانيين، ومقارنة بالكنغو فإن السودان العمل به أفضل، ويأمل أن تتاح له الفرصة للعمل في مجال المعادن بالسودان.
وأيضاً مثل أمام الوزير وفد شركة (يسو) وهي شركة كبرى من مقاطعة جاجيان الصينية وتعمل في قطاع التعدين البحري والعمليات البحرية، ولديهم فرع للشركة في دبي، وحمولة سفن هذه الشركات المصنعة عبر فروع هذه الشركة تصل الى «12» الف طن، وتدخل معدات هذه الشركة في كل أعمال التعدين البحري.
وبعد هذا العرض تحدث السيد الوزير كمال عبد اللطيف وقدم شرحاً ضافياً ووافياً حول إمكانات التعدين بالسودان وفرص الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وكان معه في هذا اللقاء سفير السودان ببكين عمر عيسى وخبراء من وزارة المعادن، وقد ساهم في تنظيم هذا اللقاء الكبير الحاشد الى جانب ممثلي السفارة رجل المال والاعمال الصيني السيد (سو). وذكر الوزير لرجل المال وممثلي الشركات الصينية انه في لقاء مع وزير الارض الصيني عرض عليه فرص عمل الشركات الصينية بالسودان.
أيضاً حينما التقى الوزير كمال عبد اللطيف بوفد شركة (جاينا ماينك) تحدث لهم عن أهمية وضرورة العمل بالسودان في قطاع المعادن، وذكر لهم أن الشركات الصينية سوف تمنح امتيازاً خاصاً تماشياً مع روابط العلاقة بين البلدين وتأكيداً لسياسة وزارة المعادن وانفتاحها تجاه كل الشركات الاقليمية والدولية، وأنهم مرحب بهم في السودان، وطلب منهم أن يحضروا إلى السودان بكل إمكاناتهم العلمية والتقنية.
أيضاً التقى السيد وزير المعادن كمال عبد اللطيف وفداً من ممثلي الشركات الصينية العاملة في مجال تصميم وتأهيل المناجم وتخطيطها، وأكدوا للوزير الرغبة في العمل بالسودان وفتح مراكز تدريب لتأهيل الشباب السوداني في هذا المضمار، وأن لهذه الشركة مركز تدريب (شركة هونجوكبج) لتصميم المناجم، وأن هذه الشركة لديها تقنيات لحفر مناجم تصل الى عمق «680» متراً، وذكر مندوب الشركة انه لا مانع لديهم في نقل جانب من مصانعهم الى السودان.
ومن طرائف هذه اللقاءات أن مندوبة شركة بمساهمة كبرى في تكنولوجيا الذهب والتعدين من مقاطعة (شاندون)، وهذه الشركة تعمل في معالجة الخامات ويصل الانتاج لديها في عمليات المعالجة الى «10» آلاف طن في اليوم، ومصنعهم يجهز هذه الآليات. وقدمت عرضاً مصوراً عبر (برجكتر)، وذكرت ان لديهم كذلك مصنعاً يعالج «750» طناً في اليوم يعمل الآن باندونيسيا، وان الآليات التي تعمل بها شركة رضا السودانية الآن من انتاج هذه الشركة، فعرض عليهم الوزير نقل هذا المصنع بكل ما يحتوي الى السودان، وعرض عليهم تقديم كل المساعدة من اجل إنفاذ هذا الجهد، بل ذكر لهم انه سوف يتبرع بالارض لهم، سيما أن لديهم اجهزة تذهب بعيداً في اعماق الأرض بحثاً وتنقيباً. وايضا ذكرت رئيسة هذه المجموعة أن لهم خدمات ما بعد بيع المعدات لشركات التعدين من صيانة وقطع غيار.
وايضاً التقى الوزير كمال عبد اللطيف بوفد شركة (برايد كمبوني)، وهي شركة تعمل في التعدين النهري، ويمكن لها أن تصل بنسبة الاستخلاص للمعادن الى «10» آلاف طن في اليوم بالنسبة لفرز الخام من الطين الرسوبي، ويمكن أن تصل آليات هذه الشركة الى اعماق «140» متراً تحت الأرض، وتعمل هذه الشركة في هذا المضمار مع شركة (هواكان)، وهذه المعدات فاعلة في عمليات التعدين النهري، وهذه الأجهزة تعمل بكفاءة عالية في عمليات التعدين النهري وفرز الطمى ومعالجة الخام، وهذه التقنية متقدمة جداً بالصين، وذكروا أن لديهم خرائط توضح مناطق الإنتاج بالسودان، وهذه المعدات تعمل بالطاقة النظيفة بالهواء فقط وأخرى تعمل بالماء، وهذه المعدات استخدمت في أبو حمد بالسودان وفي دولة (ملاوي).
وهنا قال الوزير كمال عبد اللطيف: إنني سعيد ومسرور لهذا اللقاء، واتمنى ان نلتقى بكم جميعاً في السودان لتكملة هذا الحوار وجعله واقعاً معاشاً يمشى بين الناس ويراه الكل حقيقة ماثلة.
وهنا طلب رئيس الشركة من الوزير تقديم موقعين بوصفهما أنموذجين للتجربة بالسودان، ووافق الوزير في الحال بعد ان تبادل الهمسات مع الجالسين يمينه ويساره، ونظر وقلب بعض الاوراق، وقال نوافق على ان يكون اللقاء فبراير القادم ان شاء الله، وهنا ذكر مندوب الشركة بعد هذه البشرى ان آلياته تعمل على فرز الخام دون استخدام المواد الكيميائية.
وأيضا تقدم الي السيد الوزير وفد شركة C.P.S وتحدث ممثل الشركة وذكروا أن لديهم خبرات كبيرة ومعدات وامكانات ضخمة تعمل الآن في الكنغو ونامبيبا ومنغوليا والمكسيك في مجال الذهب والفضة والنحاس، ولديهم أكثر من «30» عالماً في مجال الجيولوجيا والاستشعار عن بعد متخصصون في الاستكشاف والتنقيب، ولديهم خرائط، والشركة كما ذكر المدير لديها رغبة في العمل بالسودان في قطاع المعادن، وأبدوا سعادة غامرة بالاتفاق الذي وقع بين وزارة المعادن السودانية ووزارة الارض الصينية، وقالوا انهم على استعداد لتقديم التقنية والتمويل وتطوير صناعة المعادن بالسودان.
وهنا تحدث الوزير كمال عبد اللطيف وقال لهم: اسمحوا لي أن اعبر لكم باسم وفدنا الزائر الترحيب بكم في السودان من اجل العمل المشترك، وأن نجعل هذا الحديث والشرح الضافي الوافي واقعاً عملياً، ونتمنى ان تثبتوا لنا جدارة شركتكم ميدانياً، ونريد مزيداً من المعلومات عن قدرتكم المالية والعلمية بشكل مفصل، ثم نبدأ التنفيذ. وهذا سوف يكون ديدنا مع الكل، وأكد لهم الوزير أن هذا يأتي باعتبار أن الاتفاق الذي وقع مع وزير الأرض اتفاق استراتيجي كبير يحتاج إلى إمكانات تقنية وعلمية ومالية وخبرات واسعة.
ثم تحدث مدير شركة الصين العالمية، وقال إننا شركة كبرى ولدينا فرع في لندن وجزيرة فيجي بالمحيط الاطلسي وكندا، ولم يسبق لنا العمل بالسودان، ولكن بعد العرض وما سمعناه من شرح من السيد الوزير كمال عبد اللطيف نأمل بكل جدية في العمل بالسودان، ورحب بهم الوزير بعد أن تبادل الكلمات همساً مع الذين يجلسون جواره من الوفد السوداني وقلب ملفات امامه، ورفع رأسه قائلاً وسط ترقب الوفد الصيني: موعدنا بالسودان في الخرطوم إن شاء الله في منتصف نوفمبر الجاري.
ثم تقدم وفد شركة ليقان جان LaigAng.Products وهذه الشركة من أكبر خمس شركات في الصين والشركة رقم «8» في العالم وتعمل في مجال صناعة الحديد استكشافاً وتنقيباً وتصنيعاً، وتعمل بطاقة إنتاجية للحديد في العام تبلغ «18» مليون طن من الحديد، ودخل الشركة كما ذكر متحدثها «100» مليار يوان وهو العملة الصينية، اي حوالى «15» مليارات دولار في العام، ويستوردون الخام من أستراليا وإيران وسيراليون والفلبين، ويصل حجم الخام المستورد «25» مليون طن، ولديهم استثمارات في هذه الدول، وجاءت بهم الرغبة الصادقة للعمل بالسودان، وذكروا أن لديهم معلومات مفادها أن السودان غني جداً بالحديد وحتى هذه اللحظة لم يستغل ولا توجد استثمارات ضخمة في مجال الحديد بالسودان، ولم تعرض معلومات في هذا المجال، وان لديهم الرغبة في العمل بالسودان في مجال الحديد، ويريدون مربعاً لإنتاج الحديد خاصة الحديد المغنطيسي، وليس لديهم مانع كما قالوا لتمويل هذا المشروع مع الحكومة، وقالوا إنهم يمكن ان يستغلوا امكاناتهم المادية والعلمية وخبراءهم لتأسيس مؤسسة ضخمة بالسودان.
وجاء رد الوزير عليهم بالآتي: نقدم لكم الدعوة لزيارة الخرطوم في اقرب فرصة، ونحن على اتم الاستعداد لمنحكم مربعاً للعمل بالسودان، وهنا طلب ممثل الشركة من السيد الوزير كمال عبد اللطيف والسفير عمر عيسى زيارة مصانع الشركة. وتقدم لهم الوزير بالشكر على أن يذهب السفير نيابةً عن الوفد لاحقاً، وسوف يزور الوزير هذه المصانع في فرصة لاحقة.
وهنا كانت المفاجأة إذ قال مسؤول الشركة إنهم سوف يذهبون الى السودان، واذا وجدوا احتياطياً كبيراً سوف ينشئون مصنعاً للحديد بالسودان.
وزير المعادن يلتقي وزير وزارة الأرض والموارد الصيني بتيانجين
لقد كان هذا اللقاء من أهم أعمال المؤتمر، وذلك لعدة أسباب، منها أن هذا الوزير بجانب وصفه التنفيذي في جهاز الدولة يعتبر من قيادات الحزب الحاكم المهمين، وثانياً كان الوزير الصيني في هذا اللقاء الذي استغرق حوالى الساعة والأطول بين جدول أعماله في ذلك اليوم مع بقية الوزراء وضيوف المؤتمر، سيما ان جدول الوزير، اي الوزير الصيني، كان مزدحما، والوفود تجاوزت المائة من وزراء وسفراء وكبار رجال المال والأعمال، كما أن الوزير الصيني في هذا اللقاء الذي أبدى فيه ارتياحاً واضحاً واهتماماً كبيراً كان ملماً بكل تفاصيل العلاقة بين الشركات الصينية حكومية أو خاصة، وفي ما تعمل وأين تعمل في السودان، ولقد أكد الوزير الصيني في هذا اللقاء مع الوزير كمال عبد اللطيف على دعم الصين غير المحدود وغير المشروط، وظهر أنه متفهم ومدرك لاحتياجات السودان في مجال التعدين، وقدم الشكر في بداية حديثه لوزير المعادن السوداني كمال عبد اللطيف والوفد المرافق له والمعرض الذي كان ضمن فعاليات المؤتمر، وشكر وزارة المعادن السودانية على الدعم الذي تقدمه الوزارة للشركات الصينية وحكومة السودان، وهنا ملاحظة جديرة بالاهتمام هي أن الوزير الصيني لم يتحدث عن الوضع الأمني بالنسبة للشركات العاملة بالسودان لا من بعيد ولا من قريب، بل تحدث عن العمل على زيادة الشركات العاملة في مجال المعادن بالسودان، وقدم وزير المعادن الصيني باسم وزارته برامج تأهيل وتدريب وتعليم تصل إلى مستوى الدرجات العلمية فوق الجامعية بالنسبة للسودانيين، وأكد أنه سوف يعمل مع وزير المعادن السوداني من أجل تنظيم ملتقى استثماري كبير بين السودان والصين، وأكد في ذات الوقت أنه ينوي زيارة السودان في القريب العاجل، وأنه سوف يقدم كل التسهيلات للمعادن السودانية في عمليات البحث والتنقيب والاستكشاف، ووعد بأنه سوف يساعد كذلك السودان في عمليات المسح الجيولوجي، وعبر كذلك عن امتنانه وشكره لمشاركة السودان باعتباره الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في هذا المؤتمر، وكذلك قدم الوزير الصيني منحة سخية وهي رعاية وزارة الأرض والموارد الصينية للنوابغ السودانيين.
وبعد هذا العرض تقدم الوزير كمال عبد اللطيف إلى الوزير الصيني شاكراً له حسن الضيافة واستعداد وزارة المعادن السودانية للسير إلى أبعد مدى ممكن من أجل العمل المشترك بين الوزارتين والبلدين، وقدم له منحة بخمسة مربعات للتعدين في السودان، وبعد الدراسة المشتركة والبحث في هذه المربعات كما ذكر الوزير الصيني، سوف يتم الاتفاق بين المعادن السودانية والصينية على تخصيص الشركات العاملة في هذا المجال الجديد.
وأكد وزير المعادن السوداني كمال عبد اللطيف للوزير الصيني وقوفه شخصياً على عمل الشركات الصينية العاملة في مجال المعادن في السودان، وتسهيل كل العقبات والصعوبات التي تقف أمامها من أجل النهوض والارتقاء بالعمل المشترك بين البلدين.
الجدير بالذكر أن الوزير الصيني السيد «جيانق دامانج» كان حاكماً لمقاطعة «شاندونق»، وحينها استقبل الرئيس البشير في تلك المقاطعة في الزيارة الأخيرة للبشير للصين، وكذلك يعمل كثير من أبناء هذه المقاطعة التي كان يحكمها الوزير الصيني في قوات حفظ السلام بدارفور، وكرر الوزير الصيني دعمه لجلب عدد كبير من الشركات للعمل في السودان، وقد كان خطاب الوزير الصيني خالياً من ذكر أية مشكلات تعتور أو تعترض طريق العلاقة بين البلدين أو إعاقتها عن السير بها إلى الأمام، وهنا ذكر له الوزير كمال عبد اللطيف أنه سوف يكون عيناً ساهرة على الشركات الصينية وبحث مشكلاتها تمتيناً واتساقاً مع مستقبل العلاقات بين بكين والخرطوم، ولقد كانت هذه الجولة من المباحثات مع الوزير الصيني ناجحة بكل المقاييس، وتوجت بتوقيع اتفاقية تمنح الصين، كما ذكرت سابقاً، خمسة مربعات للتعدين بالسودان. وسوف يكون العمل بين هيئة المسح الجيولوجية الصينية والهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية السودانية، ووافق الوزير الصيني على مقترح الوزير كمال عبد اللطيف بعقد الملتقى الاقتصادي بين البلدين في أغسطس القادم 2014م بالخرطوم، على أن يكون في العام التالي في الصين وهكذا. وهنا يجب أن نذكر جهة لعبت دوراً مهماً في كل هذه اللقاءات وانجاحها، ألا وهي البعثة الدبلوماسية السودانية ببكين بقيادة الدبلوماسي الحاذق عمر عيسى سفير السودان ببكين، وكل الطاقم المميز الذي يعمل معه، وقد كانوا حقاً خير رُسل للسودان بالخارج، فقد لعبوا دوراً مهماً في هذا المؤتمر تحفيزاً واعداداً وإخراجاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.