بالرغم من وجود فائض في إنتاج الألبان في ولاية الخرطوم إلا أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً وكبيراً في الأسعار، حيث وصل سعر الرطل ل «جنيهين» بدلاً من «1,500» جنيه، علماً أن إنتاج الألبان في السودان يقدّر بحوالى «6» ملايين طن في العام منها «90%» تنتج بواسطة القطاع التقليدي و«40%» منها مهدرة، ويبلغ حجم الإنتاج بولاية الخرطوم من الألبان «600» طن في اليوم وكمية الألبان الطبيعية الواردة للمصانع تبلغ «100» طن في اليوم، فيما يقدّر حجم احتياجات ولاية الخرطوم من الألبان بما يقارب «800» طن يوميًا وحجم الكميات المنتجة يتراوح ما بين «450 500» طن في اليوم.. ويستورد السودان الألبان بمبلغ «100» مليون دولار سنوياً من هولندا والدنمارك. وتبلغ نسبة استهلاك الألبان والأجبان «77%»، فيما تصل فاتورة اللبن المجفف «227» مليون دولار. وفي ذات السياق حذّر رئيس اتحاد الرعاة بولاية الخرطوم الشيخ خالد محمد إبراهيم في تصريحات صحفية من ارتفاع جديد لأسعار الألبان السائلة في جميع أنحاء الولاية خلال شهر نوفمبر المقبل، بسبب الارتفاع المفاجئ والمستمر للأعلاف الطبيعية والمصنعة، وانتهاء فصل الخريف مما يترتب عليه انحسار المراعي الطبيعية واستلام شركات الألبان لكميات كبيرة يوميًا، داعيًَا الدولة إلى وضع مخزون إستراتيجي للأعلاف ووضع يدها على الردة، التي تمثّل الغذاء الرئيسي للمواشي أسوة بالخبز، الذي يوجد منه مخزون إستراتيجي، بجانب وقف تصدير البرسيم لحين انجلاء الموقف، وأضاف خالد قائلاً: إن الأسباب التي دفعت «مربي» الماشية إلى رفع سعر الرطل إلى «جنيهين» تعود بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف الطبيعية والمصنعة كالردة التي يعتمد عليها مربو الماشية، حيث ارتفع سعر الجوال عبوة 50 كيلو من 47 إلى 65 جنيهًا، مشيرًا إلى أن الردة المستخلصة من القمح تمثل «35%» من الأعلاف التي تتغذى بها الماشية التي تنتج الألبان في ولاية الخرطوم، مشيرًا إلى أن توفر الأعلاف يرفع إنتاجية الألبان ومن ثم وفرتها وانخفاض أسعارها.. وبرّر عدد من مسوقي الألبان بحلة كوكو في حديثهم ل (الإنتباهة) ارتفاع سعر الرطل من الحليب إلى «جنيهين» بدلاً من «1,500» قرش إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وشح الأمطار في بعض مناطق إنتاج الألبان، وأشار محمد إلى مساعي اتحاد الرعاة الولائي بتوفير نسبة معقولة من الأعلاف إلا أنهم توقعوا المزيد من الارتفاع في غضون الأيام المقبلة لدخول موسم العيد، والذي أن ترتفع فيه نسبة الاستهلاك إضافة إلى ضعف الوارد من الألبان من مناطق الإنتاج بجانب بُعد مناطق التسويق عن مناطق الاستهلاك مما ينعكس على عملية الترحيل وتدخل الوسطاء المضاربين في العملية التسويقية.. الذي يؤدي إلى ارتفاع التكلفة مما ينعكس سلبًا على الأسعار والمواطن، وقال إن كمية الألبان المنتجة تحقِّق الاكتفاء الذاتي في الولاية وتفيض. إلى ذلك أكّد عددٌ من الباعة المتجولين ومربي الماشية بمحلية بحري ل (الإنتباهة) أن شركات الألبان لعبت دورًا كبيرًا في ارتفاع الأسعار، بشرائها كميات كبيرة من الألبان السائلة من أصحاب المزارع المباشرة بأسعار أفضل من التي يبيعون بها لسكان الأحياء الذين يتعاملون مع هذه النوعية من الألبان، مبينًا أن الشركات الآن لديها مناديب ومكاتب في أماكن تجمعات وإنتاج الألبان في المناطق التي تشتهر بإنتاج الألبان السائلة في جميع أنحاء الولاية، مشيرًا إلى أن الشركات تشتري منهم كميات كبيرة وبأسعار فورية خلافًا للزبائن العاديين في الأحياء الشعبية، ومن جانبه شرح رئيس غرفة الألبان وغرفة الإنتاج الزراعي والحيواني باتحاد أصحاب العمل الزبير إبراهيم خطة الاتحاد لتطوير صناعة الألبان في السودان وفق مشروع تطوير تم إعداده لتحسين اقتصاديات الألبان ويرتكز المشروع على تأهيل الحظائر بأفضل المواصفات اللازمة ومساندة المنتج لتبني برنامج تغذية متوازنة متكاملة بأفضل تكلفة ممكنة بجانب توطين استخدام تقانات الحلب الآلي والتبريد ومساندة المنتج للحفاظ على صحة القطيع، وأشار إلى أن المشروع يتم تنفيذه في ثلاث سنوات، وأعرب عن أمله في تحقيق الاكتفاء الذاتي والانطلاق نحو الأسواق العالمية وإيقاف الألبان المستوردة التي بلغت فاتورتها 250 مليون دولار.