أخيراً وبعد فراغ إداري أثار الخوف والقلق والتوتر وسط الجماهير الهلالية المتطلعة لنجاح كبير في معركة التسجيلات يقوي صفوف الفريق ويجعل منه قوة ضاربة تحقق حلم أنصاره بالفوز بأول بطولة خارجية في تاريخه وتنهي إلى الأبد عقدة الصعود لمنصة التتويج الإفريقية والعربية. وقد رحبت الجماهير الهلالية بتشكيل المجلس الجديد الذي تمثلت فيه كل التنظيمات والشرائح الهلالية بقيادة الباشمهندس الحاج عطا المنان الذي وقفنا معه وساندنا ترشيحه لتولي رئاسة الهلال بقوة ليس لأسباب جهوية لانتمائه لقبيلة الشايقية كما يردد البعض، ولكن لأنه الرجل المناسب والأحق والأجدر بقيادة النادي في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة والمعقدة من تاريخ النادي التي تحتاج لرجل بعيد عن الصراعات والخلافات التي اجتاحت النادي في العشر سنوات الماضية وأحدثت أسوأ انقسام في تاريخه والذي تسبب في نسف استقراره وتمزيق وحدته وعرقلة مسيرته وإفشال جهوده في تحقيق الطفرة المنشودة في مختلف المجالات. كما يحتاج الهلال للحاج عطا المنان كرجل جاد وحاسم وصاحب شخصية قوية تملك القدرة على حسم الأمور بعدم السماح لأية جهة إدارية أو إعلامية أن تحتويه للمتاجرة والمزايدة باسمه ولتنفيذ أجندتها التي تخدم مصالحها وليس مصالح الهلال. ونثق تماماً بأن عطا المنان قادر على إدارة النادي بمنهجية علمية بعيداً عن سياسات التخبط والارتجال ورزق اليوم باليوم والتي لم تورث الهلال سوى الخيبة والفشل في كل ما يتطلع إليه الأهلة من نجاحات وإنجازات في المجالات الرياضية والإنشائية والثقافية والاجتماعية. كذلك من المهم جداً الالتزام بالمؤسسية في إدارة النادي التي تعني مناقشة كل قضايا النادي على طاولة الاجتماعات واتخاذ القرارات بالإجماع أو الأغلبية حتى يدافع عنها كل الأعضاء حتى لو اختلف بعضهم معها وكانت ضد قناعاتهم واتجاهاتهم. فالفردية والديكتاتورية التي كانت سمة العمل في السنوات الماضية هي التي فجرت الخلافات داخل المجالس وأدت للاستقالات في عهدي صلاح إدريس والبرير وتسببت في أزمات ومشكلات ما زال الهلال يعاني منها حتى الآن. ولذلك لا بد من الاستفادة من هذه الدروس والتجارب المريرة لبناء أرضية صلبة من المؤسسية تسير على هديها المجالس القادمة، خاصة وأن الهلال هو نادي الحرية والديمقراطية الذي يفترض أن يكون أنموذجاً في الممارسة السليمة للمؤسسية والديمقراطية التي أفرغت من كل محتوى بالعضوية المستجلبة التي تمنح أصواتها لمن يتولى القيام بإجراءاتها ويدفع لها، وليس للأحق بالعمل في مجالس النادي، أيضاً من أكبر مشكلات الهلال عدم احترام سرية المداولات والقرارات ومواقف الأعضاء داخل الاجتماعات والتي يتم تسريبها للصحافة للتنصل من موقف أو قرار لإرضاء بعض الجهات وهو أمر يثير المشكلات والخلافات، الأمر الذي يفرض تطبيق اللائحة على كل من يقوم بالتسريب حتى يصبح عظة لغيره. من أهم القضايا التي يفترض أن يضطلع بها هذا المجلس هي لم شمل الأسرة الهلالية بتصفية الخلافات وتنقية الأجواء وتجميع الصفوف دون إبعاد أية جهة إلا إذا حاولت أن تفرض سيطرتها ونفوذها في نادٍ هو ملك لجميع عشاقه الذين ليس هناك ما يميز بينهم سوى العمل الجاد، فوحدة الأهلة هي صمام الأمان لاستقرار النادي ومشاركة الجميع بالجهد والفكر والمال في دفع المسيرة. هذا على مستوى العمل العام للمجلس الجديد، ولكن المسألة المهمة والعاجلة والتي ينبغي أن يوليها اهتمامه ويقوم بها على وجه السرعة لإسعاد الجماهير وجعلها تلتف حوله وتسانده وتؤازره، هي قيامه بإعادة تسجيل كاريكا ومساوي وخليفة ومحمد عبد الرحمن وسيدي بيه الذي يعتبر أفضل محترف أجنبي لعب بالسودان خلال السنوات الماضية، والذي أدهش الجماهير بقدراته الخرافية في التمرير والحركة السليمة وخلق الفرص، بجانب مهاراته العالية في التهديف وإحراز الأهداف بالرأس والقدم، فإعادة تسجيل هذا الخماسي ستكسب المجلس شعبية كبيرة وتؤكد إحساسه بنبض الجماهير وتجاوبه السريع مع مطالبها ورغباتها. آخر الشارع رغبة رئيس الجمهورية في أن يتولى الحاج عطا المنان رئاسة الهلال تؤكد أن الحاج هو الرجل القادر على إخراج النادي من أزماته ومشكلاته وخلافاته والانطلاق به إلى آفاق الاستقرار والتقدم. الفريق بحر الأمين العام لمجلس الهلال السابق قال في تصريح للزميلة «الهدف» أن المريخ قد فاز ببطولة الممتاز بجدارة بعد أن بذل أهله جهود جبارة من أجل التتويج واسترداد اللقب وبالتالي فان انتصارهم بالبطولة يستحق التهنئة وليس التشكيك.. أنه تصريح يستحق الإشادة لأنه يعكس الروح الرياضية التي ينبغي أن تسود بين الأندية لأن الرياضة في مفهومها الشامل صداقة ومحبة وليست عداوة وكراهية وتبادلاً لحملات الإساءة والتبخيس. أحر التهاني للدكتور عمر النقي الذي انضم إلى قائمة لاعبي الهلال من حملة الدكتوراة بجانب دكتور علي قاقرين ودكتور عثمان الجلال ودكتور أحمد عبد الله إضافة للدكاترة الأطباء أمام دوليب ودكتور كسلا أما المريخ فليس به دكتور سوى كمال عبد الوهاب الذي منحه اللقب الحاج حسن عثمان كواحد من أكثر لاعبي المريخ ذكاء ومهارة عبر تاريخه الطويل.