اشتهرت القارة الإفريقية باستخدام أعمال السحر في ملاعب كرة القدم ربما لحب وعشق جماهيرها لكرة القدم بجنون، فالأندية تلجأ لهذا الحل الجبان والكسول كما يلجأ إليها الأفارقة أيضاً على مستوى المنتخبات، وأوردت صحيفة الأهرام المصرية في عدد سابق تقريرًا عن عدد من حالات السحر والشعوذة في إفريقيا عام «2002»، وأشارت أنه في مباراة بين نيجيرياوكينيا حينما رفضت نيجيريا حضور ساحر كينيا مباراة الفريقين في تصفيات كأس العالم وفازت نيجيريا بثلاثية نظيفة أكدت كينيا أن هزيمتها بسبب عدم وجود الساحر، وفي العام نفسه أيضًا اكتشف مراقب مباراة مصر والسنغال بتصفيات كأس الأمم الإفريقية وجود حقيبة موضوعة أسفل مقاعد البدلاء للمنتخب المصري، وبفتح الحقيبة تبين أنها كانت تحتوي على عظام حيوانات وبعض الأعشاب وقصاصات ورق مكتوبة بلغة غير مفهومة، وقيل إنه «عمل» على الطريقة الإفريقية. وفي عام «2010» عندما نظمت جنوب إفريقيا نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخ النهائيات أن تستضيف دولة إفريقية كأس العالم، وافتتحت كأس العالم على الطريقة الجنوب إفريقية بذبح ثور أمام الملعب الذي يحتضن مباريات أكبر تظاهرة كروية بالعالم، وبررت الجماعة التي تُطلق على نفسها اسم «منظمة المعالجين التقليديين» إقدامها على ذبح الثور أمام ملعب سوكر سيتي في جوهانسبرج بمباركة البطولة العالمية وتعريف الأسلاف بأن العالم يتوافد على جنوب إفريقيا، وكانت تلك الخطوة اللافتة للاهتمام فاتحة الحديث عن السحر المونديالي، إذ أكدت التقارير أن نحو «300» ساحر من كبار المشعوذين بجنوب إفريقيا قاموا بتحضير أرواح الأسلاف ليطلبوا منهم رعاية المونديال بالسحر. ومع ذلك لم تفز جنوب إفريقيا بالبطولة رغم الجيش الجرار من السحرة والمشعوذين. لكن يبدو بالفعل أن المصريين يُعطون موضوع السحر في القارة السمراء اهتماماً جاداً، ففي البطولة الإفريقية التي فازت بها مصر قبل سنوات قليلة عمد مدرب الفريق حسن شحاتة لذبح ثور وتوزيعه للفقراء هناك بغرض صد الأعمال الشريرة الناتجة من السحر، كما اتهم اللاعب المحمدي الغانيين باستخدام السحر بعد تلقي المنتخب المصري مؤخراً هزيمة ثقيلة وغير متوقعة، بيد أن مدرب غانا غوران ستيفانوفيتش قال في تصريح سابق لهذه المباراة «إنه منذ سنين وإلى يومنا هذا ما زالت الفرق الإفريقية تلجأ إلى السحر والسحرة والمشعوذين طلبًا للمساعدة أو لزعزعة الفريق المنافس، علينا جميعًا أن نساهم في تغيير عقليات بعض اللاعبين الذين استخدموا «السحر الأسود» لتدمير بعضهم بعضًا». لكن حتى في الكرة العالمية فهي ليست بعيدة تماماً عن مفاهيم السحر وإن كان بدرجة أقل كثيراً من إفريقيا، فهناك حديث بأن السحر قد استُخدم لأول مرة في مباريات كأس العالم في بداياته عام «1934» والذي فازت به دولة أرغواي، أما على صعيد اللاعبين فنجد أن المدافع الإنكليزي جون تيري اعترف عام «2005» بأنه يمارس ما لا يقل عن خمسين معتقدًا من المعتقدات الخرافية. أما الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» فلم يعد يسمح بوجود ما يسمى ب الأطباء السحرة داخل غرف مغلقة، إلا أن الكاف يرى أيضًا أن السحر الأسود الذي يرافق الكثير من المنتخبات أو الفرق الإفريقية ظاهرة متأصلة داخل الثقافة مما يجعل منعها أمرًا شبه مستحيل. أما في عالمنا العربي فقد قالت صحيفة الأنباء الكويتية «إن نادي الوصل قام على سبيل المثال وليس الحصر مؤخراً بإذاعة آيات من الذكر الحكيم لأحد المشايخ الكبار في مكبرات الصوت لمدة ثلاثة أيام متتالية في ملعب الكرة الرئيسي، لتحصينه وطرد الأعمال والشياطين.. وحتى بلادنا لا تخلو من هذه الظاهرة السلبية التي تتقاطع تماماً مع الإسلام فهي من الكفر الصريح، ونجد الكثير من اللاعبين يلجأون إلى استخدامه إما طلباً للتوفيق أو بغرض دفع أعمال السحر، لكن بالطبع فإن الحل الشرعي والناجع متاح فهو التحصين الشرعي والذي يتمثل في الاستعاذة من الشياطين وقراءة آية الكرسي والمعوذتين قبل النزول للملعب وكذلك لا بأس من تكرارها بين الشوطين، لكن على اللاعبين طرح الأشياء الشركية التي يحملونها في الشنكار أو في الشراب وغيره إذا أرادوا التوفيق ومرضاة الله، وأخيراً «يا ناس الكورة لو جاء حاج أبكر مع بلوتون من الشياطين ما بقدروا يعملوا لكم حاجة وما بقدروا يجيبوا قون إستروبيا ولا بقدروا يضربوكم في الركب أو في الرباط الصليبي بس كيف تختوا الرحمن في قلوبكم؟.