أكد مسؤولون في الحكومة الليبية المؤقتة ل«رويترز» أمس أن تحرير ليبيا سيُعلَن اليوم في مدينة بنغازي التي غالبًا ما يشار إليها بصفتها مهد الثورة التي أطاحت معمر القذافي وليس في العاصمة طرابلس. في وقت قال وزير رئاسة الجمهورية د. أمين حسن عمر عن مقتل العقيد معمر القذافي في ليبيا أمس الأول: «نحن رابحون في كل الأحوال» بتقليل العبء علينا، وتوقع أن تتحول المحنة إلى منحة بسبب علاقات بلاده مع الأطراف الليبية والمناخ الإيجابي الذي ساد المنطقة. فيما كشف حزب الأمة القومي عن جملة من النصائح التي قدمها للعقيد معمر القذافي بعد اندلاع الثورة الليبية التي لقي حتفه على يدها مؤخرًا، من بينها احترام الآخر، إقامة الحكم الراشد، الكف عن استخدام العنف ضد المدنيين. وقال المسؤولون إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل سيصدر الإعلان. وأضاف «القرار اتُّخذ... إعلان التحرير سيصدر في بنغازي وليس طرابلس.. فيما أكد مسؤولون آخرون في المجلس ل«رويترز» أن إعلان التحرير يمثل خطوة رسمية لنقل السلطات المؤقتة من بنغازي العاصمة الثانية في الشرق إلى طرابلس العاصمة في الغرب. إلى ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن روسيا تعتقد أنه كان يتعين معاملة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي كأسير حرب بموجب اتفاقات جنيف، وكان يتعين ألا يقتل مطالبًا بتحقيق في موته. وقال لافروف في مقابلة إذاعية «يتعين أن نستند إلى الحقائق والقانون الدولي، وهي تقول إنه في الصراعات المسلحة يتعين تطبيق القواعد الإنسانية الدولية المنصوص عليها في اتفاقات جنيف». وفي ذات السياق أكد مصدر قيادي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي أنه سيتم دفن الزعيم المخلوع معمر القذافي خلال 24 ساعة، وسط أنباء عن محاولة نجله سيف الإسلام الفرار إلى النيجر، بينما يستعد المجلس لإعلان تحرير كامل الأراضي الليبية اليوم. وأعلن عبد السلام عيلوة أحد قادة قوات الانتقالي في مصراتة أمس أن الإجراءات قد اتُّخذت لدفن القذافي خلال 24 ساعة، وأن الأخير سيحصل على حقه كأي مسلم من حيث غسل الجثة ومعاملتها طبقًا للشريعة الإسلامية.ووصف عمر في برنامج «مؤتمر إذاعي» أمس، مقتل القذافي بالنهاية الدرامية للنظام الذي سبق أن انتهى قبل موت القذافي، في إشارة لاستيلاء الثوار على ليبيا. وقال: «مهما انتهى عليه النظام في ليبيا إلى نظام يسيء للعلاقات بين البلدين، لن يكون مثل ما أساء لها نظام القذافي». من ناحيتها أكدت وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد دعم السودان حكومة وشعباً ومساندته للشعب الليبي والمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقالت في تصريح لوكالة السودان للأنباء، إن السودان يأمل في أن يكون هذا التاريخ بداية جديدة لليبيا الحرة الجارة والشقيقة. وفي السياق قال رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ان القذافي لم يستجب لنصائحه، لتسليم السلطة والاتفاق على حقن الدماء ووضع خريطة الطريق إلى التحوُّل الديمقراطي في ليبيا. وأشار المهدي في تصريحات صحفية صادرة من مكتبه الخاص أمس بعد ترحمه على شهداء ليبيا، أشار إلى علاقتهم السابقة المستمرة بالقيادة الليبية لتحقيق مصلحة الشعبين الشقيقين، وأضاف قلنا لهم بوضوح : ينبغي احترام الرأي الآخر، وإقامة الحكم الراشد على المشاركة والمساءلة وسيادة حكم القانون، واحترام التعددية باعتبارها الوجه الآخر من الحرية، ولكن النصيحة لم تُقبل، ثم بعد أن تحولت الحركة لثورة خاطبناه أن يسلِّم السلطة لأحد زملائه لكي يحادث الثوار للاتفاق على ما يحقن الدماء، ويضع خريطة الطريق إلى التحول الديمقراطي في ليبيا، دون استجابة، ما جعلنا نعلن اعترافنا بالمجلس الوطني الليبي. ووجه المهدي نداءً عاجلاً لقيادة الثورة الليبية بفتح صفحة جديدة لبناء وطنها، وأن تعقد المحاكمات العادلة العلنية لكل من أهدر حقوق الشعب الليبي، وإصدار عفو عام للذين لم يرتكبوا جرائم محددة، وأن تسعى لإبرام مصالحة وطنية عامة، وأن تمضي في سبيلها لبناء الوطن تحت ظل الحريات الأساسية والديمقراطية، وأن تعتبر اللجوء لحلف ناتو مرحلة استثنائية، فالضرورات تبيح المحظورات، ولكن ينبغي إنهاء دور الحلف فوراً، والاعتماد على وحدة الشعب الليبي واستعداد جيرانه وأشقائه لدعم مسيرته نحو مستقبل أعدل وأفضل.