حقق مجلس الهلال إنجازاً كبيراً بنجاحه في الوصول إلى تسوية بشأن مستحقات المحترفين الثلاثة يوسف محمد وسنكارا وبامبا بمبلغ يناهز الثلاثمائة ألف دولار الشيء الذي يؤكد جدية المجلس في تسديد الديون التي ورثها من المجالس السابقة لتفادي العقوبات من الفيفا ولحفظ سمعة وكرامة الهلال التي هي أكبر من مليارات الدولارات وليس مئات الآلاف، كذلك يسعى المجلس لتسوية مستحقات كامبوس وغارزيتو وإيفوسا وديمبا والتي تتجاوز السبعمائة ألف دولار أي ما يقارب 6 مليارات وهو عبء ثقيل تحمله المجلس بثبات لإخراج النادي من أزماته ووضعه على طريق المؤسسية والقرارات المدروسة بعيداً عن الفوضى والتخبط والارتجال الذي أوصل الهلال لهذه المرحلة التي شوهت صورته في أوساط الفيفا والاتحاد الإفريقي، وهو الذي ظل عبر تاريخه أنموذجاً يحتذى في الالتزام بدفع مستحقات المدربين واللاعبين المحترفين في الوقت المحدد دون تأخير لأنه كان يدار بواسطة قيادات تؤمن بقيم ومباديء وأخلاقيات الهلال التي ترفض الظلم وتعطي كل ذي حق حقه.. وإذا كانت الأحكام النهائية التي صدرت في حق النادي من الفيفا هي المرة الأولى فإننا نتمنى أن تكون الأخيرة حتى لا يتعرض الهلال لمثل هذه المواقف التي تسيء لسمعته في كل أنحاء القارة كنادٍ لا يلتزم بدفع حقوق اللاعبين وتجعل الكثيرين يرفضون الانضمام له حتى لا يضيعوا وقتهم وجهدهم في اللعب لنادي لا يمنحهم أجورهم ومستحقاتهم مع سبق الإصرار ودون أي اعتبار لما يترتب على مثل هذه التصرفات الخرقاء من عقوبات دولية قد تحرم النادي من اللعب الخارجي وتجعله موضعاً للسخرية والاستهزاء من الأقلام الحمراء التي تنتظر مثل هذه الأشياء لتبخيسه والتقليل من شأنه بعد أن ظل الهلال متفوقاً على المريخ منذ نشأته في الشعبية والمكانة والبطولات والإنجازات والتاريخ الوطني العظيم باعتباره نادي الحرية والديمقراطية الذي أسسه الخريجون الأوائل الذين قادوا حركة النضال ضد الاستعمار وأسهموا بدور كبير وفاعل في انتزاع السودان لاستقلاله وحريته من براثن الاستعمار البريطاني، وهو تاريخ مشهود ومعروف وموثق، فيما لم يكن للمريخ أي دور في حركة النضال الوطني منذ أن كان اسمه فيكتوريا والأهلي والمسالمة، والمريخ الذي كان فريقاً لكرة القدم ولا علاقة له بالسياسة أو أي دور وطني من أجل التحرر والانعتاق من قبضة المستعمر البريطاني.. «500» مليون من طه علي البشير للهلال في عشر دقائق!! رغم أن حكيم الهلال طه علي البشير يوجد خارج السودان بلندن فقد لبى نداء الهلال دون تردد أو إبطاء عندما طلب منه رئيس النادي الحاج عطا المنان عبر اتصال هاتفي مبلغ 500 مليون لأمر عاجل فأكد له الحكيم أن المبلغ سيكون عنده بعد عدة دقائق واتصل بأحد الأشخاص وطلب منه أن يسلم المبلغ فوراً لعطا المنان الذي اندهش لسرعة الاستجابة والتنفيذ في ظرف عشر دقائق من محادثته مع طه. هذا الموقف المشهود للحكيم ليس بغريب على الرجل الذي أعطى الهلال بلا حدود وتحمل كل نفقاته عندما كان يعمل بمجالسه لفترة لا تقل عن ثلاثين عاماً والتي لم يتوقف بعدها عطاؤه ودعمه للمجالس المتعاقبة ليؤكد أن تبرعه للهلال الكيان ليس مرتبطاً بمنصب أو موقع بل من أجل أن تظل راية الهلال أبداً خفاقة في سماء الانتصارات والبطولات. إن ما يقدمه طه للهلال بلا من أو تفاخر يستحق أن ترفع له القبعات لا أن توجه له الشتائم والإساءات! هل يسدد الكاردينال الضربة القاضية للمريخ؟! يستحق قطب الهلال الكاردينال الإشادة والتقدير على تكفله بتسجيل المحترف الإثيوبي اسرات لاعب وسط منتخب إثيوبيا وعلى الجهود التي يبذلها للتعاقد مع المهاجم الإثيوبي الخطير أوكيري الذي فاوضه المريخ بتوصية من كروجر الذي دربه في سان جورج ويعرف قدراته وإمكانياته.. واعتقد أن الكاردينال بما له من استثمارات وعلاقات وصلات مع المسؤولين الإثيوبيين يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تحويل وجهة أوكيري للهلال رداً على تسجيل المريخ لهيثم مصطفى وسعيه لتسجيل تراوري والدعيع. الفرصة متاحة للكاردينال لتسديد الضربة القاضية للمريخ بانتزاع أوكيري وتسجيله للهلال كأكبر إنجاز في معركة التسجيلات. لن تتحقق الوحدة الهلالية إلا بهذه الخطوة!! لا شك في أن السبب الأساس للصراعات والانقسامات في الأوساط الهلالية هو عمليات حشد واستجلاب العضوية بعشرات الآلاف التي قادها تنظيم الأصالة وجاراه فيها تنظيم الصدارة كرد فعل طبيعي لحملات الهجوم والاستفزاز والتحدي التي قادها إعلام الأصالة والذي أثار الفتن وأجج الصراعات وشخصن القضايا بزرعه للكراهية والأحقاد بين أبناء الهلال ولذلك فإن إيقاف عمليات الحشد والاستجلاب التي ارتبطت بمصالح خاصة لبعض المشجعين والتزام الإعلام بالموضوعية والبعد عن المهاترة والتجريح والتناول الشخصي هو الخطوة الأولى للم الشمل وتحقيق الوحدة الهلالية التي ظلت حلماً بعيد المنال خلال العشر سنوات الماضية للأسباب سالفة الذكر!