يخفي العنف الجاري في دولة جنوب السودان صراعًا بين نائب الرئيس رياك مشار والرئيس سلفا كير ميادريت، هذا الصراع يرجع منذ أن قرر سلفا كير إرجاع د.لام أكول إلى الجنوب وتعيينه نائبًا للرئيس، هذا بجانب أن الصراع بين سلفا ومشار له أبعاد أخرى متعلقة أيضًا بالفساد في دولة الجنوب، فبحسب مراقبين فإن قائمة ال«71» التي تضم الفاسدين في الدولة الوليدة كانت السبب الأساسي للصراع في دولة الجنوب، ثم لاحقًا انقلب الصراع ليصبح عرقيًا اثنيًا بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفا كير والنوير التي ينحدر منها رياك مشار، المهم أن الصراع عقب فشل المفاوضات سيكون شاملاً حيث سيضم كل أطراف الدولة الجديدة، مما يؤثر على الأمن القومي السوداني من جهة وعلى المنطقة من جهة أخرى، وفيما تفاصيل أحداث الأمس قبيل اندلاع المعركة الكبرى بين الجانبين:- جرحى المعارك وصل عدد الجرحى في المعارك العسكرية في مستشفى جوبا العسكري إلى أكثر من «987» منذ حدوث الانقلاب حتى أمس، بينما ذكرت مصادر أن هناك «50» جريحًا أيضًا تحت العلاج في مستشفيات واراب، وبحسب منظمة أطباء بلاد حدود فإن عدد جرحى مدينة ملكال بلغ أيضًا «70» مدنيًا. توقف السلام توقفت جهود السلام، أمس فى جنوب السودان المهددة بحرب أهلية ومحادثات السلام بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، لم تبدأ بعد، فيما وصل مساء أمس إلى العاصمة الكينية نيروبي وفد يمثل قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار؛ لبحث الأزمة التي تعصف ببلاده. في وقت تتهم فيه جوبا مشار بحشد آلاف المقاتلين من أفراد قبيلته النوير، بينما بدأت الأوضاع هادئة، حيث جددت حكومة جنوب السودان اتهامها لنائب الرئيس السابق رياك مشار بتعبئة آلاف الشباب المسلحين لمهاجمة مواقعها. وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي، إن رياك يجند شبانه من قبائل النوير، بأعداد تصل إلى 25 ألفًا، ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة في ولاية جونقلي، وأضاف: بإمكانهم المهاجمة في أي وقت. نحن في حال استنفار لحماية المدنيين، وفقًا للقائم بأعمال حاكم جونقلي أوغاتو تشان، فإن العاصمة الإقليمية بور تبدو رغم ذلك هادئة. وقال إن النوير موجودون على بعد 110 كلم، ويستعدون للزحف باتجاه المدينة، مؤكدًا مع ذلك أنه واثق بأن الجيش مستعد لصدهم. ميسفين وسمبيويا ذكر التليفزيون الإثيوبى أمس أنه تم اختيار الدبلوماسي الإثيوبي السفيرسيوم ميسفين ضمن مبعوثي الهيئة الحكومية للتنمية الإفريقية الإيجاد من أجل الوساطة في جنوب السودان، وقال التليفزيون الإثيوبي إن الدول الأعضاء في هيئة الإيغاد عينت السفير ميسفين مع الجنرال الكيني لازاروس سمبيويا كمبعوثين خاصين إلى جنوب السودان، وإنه من المتوقع أن يقودا جهود الوساطة من أجل تحقيق السلام بين الرئيس سلفا كير ونائبه المقال رياك مشار. تأييد ل «مشار» نظم عدة آلاف من مؤيدي نائب رئيس جنوب السودان السابق ريك ماشار مظاهرة حاشدة في مدينة بور الإستراتيجية. وذكرت شبكة تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية أن المتظاهرين الذين ينتمون إلى قبيلة البوير - أكدوا تأييدهم لزعيم المتمردين والذي أطاحه الرئيس سلفا كير في شهر يوليو الماضي. مشار يهدد أكدت القوات الموالية للنائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار، أنهم ملتزمون بالحل السلمي للأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد، مشيرين إلى إن رياك مشار متمسك بالحوار لإنهاء النزاع الدائر، وأنه رشح بالفعل فريق التفاوض له، مع شرط مسبق وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين أولاً، المحتجزين من قبل الرئيس سلفا كير. وأشار بيان صادر عن القوات المنشقة عن الجيش الشعبي الموالية لرياك مشار-وفقًا لوكالة أنباء جنوب السودان أمس الأحد إنه في حال استمرار سلفا كير وقواته في رفض إطلاق سراح المعتقلين، فهو بذلك يضيق فرص الحوار لحل الأزمة الراهنة، مؤكدًا أن خيارنا الوحيد في هذه الحالة هو التوجه والسير ناحية جوبا. وأوضح البيان، أن قوات رياك مشار تسيطر على حقول النفط بالكامل في كل ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي، وإن كانت هناك بعض الجيوب التابعة لسلفا كير توجد بمنطقة شمال أعالي النيل، وأشار البيان إلى أن قوات سلفا كير بجوبا تقوم بقصف المواقع التي تسيطر عليها قوات مشار بالطائرات. جوبا تعترف أكد وزير البترول والتعدين بحكومة جوبا ستيفن دايو، أن القوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار، سيطرت على كل حقول النفط في ولاية الوحدة بجنوب السودان. وقال ستيفن دايو في تصريح لراديو مرايا إن العمال الموجودين بحقول النفط بالولاية، لم يتمكنوا من أداء عملهم أو الاستمرار في ضخ النفط نظرًا لإغلاق الأنابيب، مشيرًا إلى أن هناك مخاوف من حدوث أضرار جسيمة بالمنشآت النفطية والبيئية بحقول نفط ولاية الوحدة. وفي سياق العمليات العسكرية الدائرة بجنوب السودان أفاد راديو المرايا؛ نقلاً عن المتحدث العسكري بجوبا، قوله إن عاصمة ولاية أعالي النيل ملكال، تم تقسيمها إلى قسمين، حيث يسيطر المتمردون على الجزء الجنوبي، في حين تسيطر قوات الجيش الشعبي على المناطق الشمالية، وما زالت المعارك دائرة. المدنيون ضحية قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن المدنيين فى دولة جنوب السودان ممن يحاولون الفرار من العنف بين القوات الحكومية وبين المتمردين الساعين للانقلاب، يقعون ضحية صراع الطرفين. ونقلت الصحيفة قصة أوثوم بول، الذى حاول وزوجته الفرار بأبنائهما إلى ما كان يعتقد أنه مكان آمن، حيث إنه مع اشتداد القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، طال الرصاص مخيمًا مؤقتًا للنازحين، وأصاب مدنيين، بما فى ذلك ابنة بول. ويقول بول الذى يرقد فى المستشفى بجانب ابنته، التى لم تكن تتجاوز السادسة من عمرها حتى تلقت رصاصة فى بطنها نفذت عبر ظهرها: نحن مجرد مدنيين ولا نعرف من بدأ بالقتال، وأضاف: نحن ضحايا صراع لا نعرف مداه.. وتشير الصحيفة إلى أن بول، 27 عامًا، نحيف جدًا، يبدو أن محنة ابنته استنفدت قواه. مبعوث أوروبي وصل المبعوث الأوروبي الكس رونودوس امس إلى جوبا عاصمة جنوب السودان. وقالت المتحدثة الرسمية باسم قسم العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بروكسل مايا كوسيانسيش إن مهمة المبعوث الأوروبي تتمثل في المشاركة في جولة جديدة من المفاوضات الهادفة لدعم تسوية سلمية للأزمة في جنوب السودان. ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يقوم بتنسيق تحركاته حاليًا مع جهود الأممالمتحدة للحث على إرساء اتفاق لوقف إطلاق النار قابل للصمود بين فرقاء النزاع.