عدة أيام وسقطت مدينة بور في يد قوات الفريق فيتر قديت من جديد عقب استعادتها من قبل القوات الحكومية الأسبوع الماضي، فيما نفى قديت مشاركة ما يسمى بالجيش الأبيض في الهجوم، وسخر من التقارير التي تحدثت عن وجود «25» ألفًا من الشباب التابعين لما يسمى بالجيش الأبيض وذكر في اتصال مع «الإنتباهة» عبر هاتف متصل بالأقمار الصناعية أمس أن الجيش الأبيض قوة تم حلها بداية التسعينيات وأكد أن قواته سيطرت تمامًا على مدينة بور منذ العاشرة من صباح أمس في الوقت الذي أكد فيه مواطنون من المدينة سقوطها، وشهدت الطرق هناك عمليات فرار جماعية لسكان المدينة، وأوضح قديت أن قواته ستواصل التقدم باتجاه ييي وجوبا بينما أكد أن هناك قوات انضمت إليه من مناطق لو نوير ونجاك وإيوت وأبان أن المقدم ماقويك ناك قاي استطاع السيطرة على مدينة ابيمنم بولاية الوحدة عقب هجوم أمس على قوات اللواء فوك جانك واستولى على 2 مدفع مضاد للطيران «zoo 37 » إضافة إلى «60» سيارة عسكرية تاتشر وكميات من الذخيرة المختلفة، ولفت إلى أن الوضع في ملكال ينقسم من ناحية السيطرة العسكرية على جزئين حيث تسيطر قوات مشار على نصف المدينة من ناحية سوق ملكال، فيما يسيطر الجيش الشعبي على المنطقة من الري المصري، ونوه بأن الوضع الميداني في مناطق النفط بالولاية يخضع كذلك من جهة حقل عداريل إلى اللواء صدام شايوت الموالي لمشار بينما يسيطر الجيش الشعبي على حقل فلج. تحذيرات أممية أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جديد ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان، في حين اتهمت جوبا مجدداً المتمردين بإعداد الآلاف من ميليشيا الشباب للقتال. وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان من نيويورك إن «جميع أعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان يجب أن تتوقف فورًا». وأضاف «يجب أن يعاقب المسؤولون «عن الانتهاكات» على أفعالهم»، داعيًا جوبا وجميع الأطراف المعنية المنخرطة بالنزاع الى «ضمان حماية حقوق وسلامة المدنيين». ملاحقة مشار وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكواي قال ل«الشرق الأوسط»، إن جيش بلاده سيظل يطارد نائب الرئيس السابق رياك مشار بعد أن وصفه ب«الانقلابي الفاشل»، إلى أن يجري القبض عليه في المكان الذي يختبئ فيه، وأضاف: «نحن ما زلنا نبحث عن مشار وسنقبض عليه»، وتابع: «نحن طالبنا بوقف العدائيات بين القوات المتحاربة ولم نتحدث إطلاقًا عن وقف إطلاق النار الذي يجري عبر تفاوض ونقاش حتى يجري خلق آليات للتنفيذ والإشراف». وقال: «يبدو أن مشار لا يفرق بين وقف العدائيات ووقف إطلاق النار وهذه مشكلته هو وليست مشكلتنا وموقفنا واضح أننا جاهزون للحوار من دون شروط»، مشيرًا إلى أن مشار في كل لحظة يحاول أن يضع شروطًا جديدة، وقال: «مشار انقلابي فاشل ومع ذلك يحاول أن يفرض شروطه هو على الحكومة». وقال مكواي إن مشار في ظل رفضه الاتفاق على وقف العدائيات فلن تطلق الحكومة سراح بقية المعتقلين الذين اشتركوا في المحاولة الانقلابية في السادس عشر من ديسمبر الجاري، وأضاف: «النقطة الرئيسة أن يجري وقف العدائيات بيننا وإذا رفض مشار فلن نطلق سراح المتبقين من المعتقلين وهم أنكروا في التحقيقات أي علاقة لهم به وبانقلابه الفاشل»، وقال: «لقد فوت مشار ومجموعته فرصة ذهبية برفضهم فرصة قدمتها دول الإيقاد بإعلان وقف العدائيات بل ما زالت قوات مشار تهاجم مواقع الدولة ولن نقف مكتوفي الأيدي وسنرد عليه»، وأضاف: «إذا لم يقبل مشار قبل الثلاثاء وقف العدائيات وهو موعد بدء المفاوضات فلن يكون هناك تفاوض معه»، وتابع أن مشار هو الذي يطالب بإطلاق سراح باقان أموم ودينق ألور وكوستي مانيبي، وهذا يعني بالنسبة لنا أنهم شركاؤه في الانقلاب رغم أنهم أنكروا ذلك، وقال إن «المقبوض عليهم خططوا للانقلاب ووجدنا خطة احتلال جوبا كما وجدنا علمًا جديدًا للدولة، بمعنى أنهم خططوا إلى تغيير علم الدولة»، وأضاف: «علم الانقلابيين فيه ألوان كثيرة وصورة بقرة»، وقال: «إذا أطلق سراحهم في هذا الوقت فسيذهبون إلى التآمر مرة أخرى». ونفى وزير الإعلام مشاركة طائرات الجيش الأوغندي في القتال الدائر في عدة مناطق في جنوب السودان، وقال: «مشار يطلق مثل هذه الاتهامات من دون أدلة، جيشنا لديه مروحيات مقاتلة وهو يعلم ذلك وليس لدينا طائرات «ميغ 29»، مشيرًا إلى أن كمبالا لديها قوات في الاستوائية، ووقف اتفاق ثلاثي بين بلاده وأوغندا والكونغو الديمقراطية لمقاتلة جيش الرب بقيادة جوزيف كوني، وقال: «هذا الاتفاق معروف منذ فترة ومشار يعلم ذلك عندما كان نائبًا للرئيس ولم تدخل أي قوات أجنبية في هذه المعارك»، وأضاف: «نحن سنواصل مقاتلة مشار وقواته إلى أن يستسلم أو يخرج من جنوب السودان». تطورات الوضع رفض الدكتور رياك مشار الالتزام بأي هدنة، مطالبًا بأن أي وقف لإطلاق النار يجب أن ترافقه آلية للمراقبة، في المقابل أعلن الرئيس سلفا كير ميارديت التزامه بوقف إطلاق النار والإفراج عن معتقلين، ونقلت «بي بي سي» عن مشار قوله في اتصال هاتفي عبر الأقمار الصناعية من مكان لم يحدد، أن وقف إطلاق النار حتى يتمتع بالمصداقية «وحتى لا نخدع أنفسنا» يجب أن يخضع للمراقبة، ويكون تفاوضيًا بما يسمح بوضع آلية للإشراف عليه. وأضاف أنه قال للوسطاء إنه من أجل بدء مفاوضات مباشرة مع سلفا كير يفضل أن يجري الإفراج أولاً عن «المعتقلين السياسيين». المدينةالمحتلة ظلت مدينة ملكال طوال تاريخها تعاني كثيرًا من شؤم الاحتلال والسقوط في أيدي المتمردين وظلت كذلك طوال فترات مختلفة تشهد تمرد عدد من ضباط الجيش الشعبي وتعاني من الهجوم عليها، فقبل أعوام شهدت المدينة هجومًا قاده اللواء قوردن قونق الموالي الحالي للدكتور رياك مشار والذي يسطير على بانتيو، وشهدت المدينة مؤخرًا عمليات عسكرية أدت لسقوط قيادة الجيش والسوق الكبير «الملكية» في يد قوات مشار التي نصبت لواءً عليها وتُعتبر مدينة ملكال أكثر المدن الجنوبية التي شهدت أحداث تمرد وقتال بين فئات مختلفة.