في إطار إعداده واستعداده للانتخابات القادمة قام وفد من المؤتمر الوطني المركز العام بعقد سلسلة من اللقاءات مع قياداته بالولايات لقراءة الوضع السياسي والوقوف على حجم العضوية والتعبئة استعداداً للانتخابات القادمة، ومتابعون يقولون إن الهدف من هذه الزيارات هو قطع الطريق أمام مجموعة سائحين والإصلاحيين الذين شغلوا الحزب كثيراً على الرغم من قلة المنضوين تحتها إلى درجة أن اضطر للنزول للولايات ولقاء القيادات لتحسس وتفقد العضوية خوفاً من تمدد الإصلاحيين بأفكارهم للولايات واجتذاب واجترار عضوية الوطني بالتأثير في أفكارهم، واتضح ذلك جلياً حين زيارة الوفد لولاية سنار، وعقد لقاء مع القيادات بدار المؤتمر الوطني بالولاية الكائن بمدينة سنجة حينما قال نائب رئيس الاتصال التنظيمي بولاية سنار فضل المولى الهجا ممازحاً أحد المداخلين في اللقاء قائلاً: (إن فلان هذا طوّل مننا احتمال يكون بقى اصلاحي)! ومتابعون يقولون إن الرسالة في ظاهرها ممازحة ولكن مضمونها يؤكد أن الحزب متخوف جداً من انتقال عدوى التشظي لداخل الولايات. رئيس المؤتمر الوطني والي سنار المهندس أحمد عباس ابتدر حديثه قائلاً: إن الولايات هي الأرضية التي ينفذ عليها الحزب سياساته وأفكاره وهي جزءًا أساسياً من الحزب، وأضاف أن الحزب في سنار في أتم حاله ويؤدي دوره كاملاً معلناً عن اتاحة الفرصة للشباب لقيادة الحزب في التكوينات الجديدة في الدورة القادمة. ويبدو أن المؤتمر الوطني واثقاً من الفوز في الانتخابات وقيادة البلاد وما يؤكد ذلك حديث رئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني المركز العام الأستاذ حامد صديق حينما أكد تمسكهم بالحكم لرفع راية التوحيد ونشر الدعوة وقال لن نسمح بأن تسقط الراية، وهذا القول إما أن يجعل الأحزاب ذات القواعد الضعيفة تتراجع عن خوض المنافسة في حلبة الصراع (الانتخابات) وإما استعدت مبكراً بلملمة من ليس لهم علاقة بالسياسة من بسطاء الرأي وإما اخترقت عضوية المؤتمر الوطني من الذين أصابهم الغبن والذين يكيدون للوطني، وإما التحالف مع بعضها والاستفادة من المنقسمين عن الوطني لإسقاط النظام. والكل ينتظر ما تسفر عنه نتائج الانتخابات القادمة في ظل التشظي الذي يصيب صفوف الوطني! ودعا حامد إلى أن تكون عضوية الوطني قدوة في الانضباط وقال وهو يستعرض محاور الإجراءات الاقتصادية الأخيرة إن المطلوب من الوطني تحديد الفقراء الذين لم يشملهم الدعم الاجتماعي بغرض المعالجة. واكتفت القيادية بالمؤتمر الوطني تهاني تور الدبه بوصف مذكرة الإصلاحيين بالتأجيجية! ولا علاقة لها بالإصلاح حينما طلب منها نائب رئيس الاتصال التنظيمي للمؤتمر الوطني بالولاية فضل المولى الهجا بعدم فك الجواكر والاحتفاظ بها لاجتماع المكتب القيادي عقب اللقاء. وقال عضو الوطني بسنار يوسف حديثاً ساخناً كبّرت له العضوية التي تجلس في الصفوف الخلفية لسرادق اللقاء حيث قال: كنا نضحك على تفرق وتشتت الأحزاب والآن نضحك على أنفسنا والسبب في ذلك بعدنا عن الشورى والجماعة، وأكد عدم ممارسة الشورى بالطريقة الصحيحة والعمل بالشلليات والتكتلات في المؤتمرات العامة مما قاد للصراع، متسائلاً عن الداء الذي أصاب الحزب؟ وحديث يوسف بالتأكيد عبّر عن رأي كثيرين في الصفوف الأمامية لكن يصعب عليهم التكبير وهم تحت أنظار مسؤولي الولاية والمركز! وأكدت قمر خليفة هباني عن أمانة المرأة بالوطني المركز العام أن المرأة ستظل حارسة للمشروع الحضاري وهي أكثر من تأثرت وتفهمت القرارات الاقتصادية الأخيرة وقالت ما يجري حولنا في الإقليم يؤكد السعي لاقتلاع الإسلاميين داعية إلى تقوية الصف الوطني ومراجعة المشروع مؤكدة أن المشروع لن يفشل بإذن الله، كما أكدت نظام الحكم اللامركزي الذي أتاح للولايات كينونتها داعية إلى تقييم التجربة، وقالت إن حلبة الصراع الوحيدة والطريق للسلطة هي الانتخابات القادمة. وأضافت لدينا ثوابت في الدستور الدائم لا نحيد عنها، وقالت إن اتفاقية نيفاشا تركت بؤراً للصراع على الرغم من انفصال الجنوب داعية إلى وضع برنامج وطني شامل وطرح برنامج لتثبيت دعائم السلام في سنار باعتبارها حدودية.