تجري هذه الأيام حركة شديدة بدار اتحاد الصحفيين فبالإضافة إلى نتائج امتحانات السجل الصحفي والملاحق، هناك حملة للتقديم لحيازة المنازل في كل من الوادي الأخضر والصفوة وشمال الحارة 75 76 بأم درمان، وهي نتاج جهود مضنية واجتماعات مطولة وحوارات مع جهات الاختصاص لإتمام عمليات تخصيص منازل للصحفيين لأن الاتحاد يرى أن إسكان الصحفي يأتي في درجة متقدمة من درجات احتياطاته التي تحقق له قدراً من الاستقرار وتمكِّنه من تجويد عمله والتزود بالمعرفة والعلم في مجال عمله، لأن الاستقرار النفسي يعد من أهم العوامل لاستقرار الإنسان في ضروب حياته الأخرى، وتجربة إسكان الصحفيين بالرغم من أنها ليست الأولى من نوعها في السودان فقد حدثت من قبل ولكن ليس بهذه الكثافة العددية وليس في صورة مجمعات «مدن سكنية» وليس بهذا الأسلوب المنظم بالأقساط المريحة ولم تكن بيوتاً مبنية وإنما كانت أرضًا ضمن الخطط الإسكانية مثلهم مثل أي مواطن يستحق السكن ضمن الخطط الإسكانية التي لاتتكرر إلا كل عقد من الزمان ونسبة لأن الكثيرين من هؤلاء الصحفيين لا يعرفون حجم معاناة المواطن العادي للحصول على مثل هذه الخدمة من انتظار الدور.. وتنافس الدرجات وعدد من الشروط التي نادراً ما تتحقق للصحفي، فإننا نطالع في بعض الصحف أقلام بعض الكتاب والصحفيين من غير ذوي الخبرات في سنن الحياة وقواميسها ومن غير العالمين بقواميس ومفردات المطلوبات في مثل هذه الحالات وهي تضرب شرقاً وغرباً وتضع نفسها في مواضع الحكم وتصدر الأحكام التي غالباً ماتكون مضحكة إن لم تكن مبكية وشر البلية ما يضحك كما قيل.. هذا بلاء ينزل علينا، وقليلون الذين يتفهمون ما نقوم به، وقليلون هم أولئك الذين يشكرون الله أن منحهم مثل هذه البيوت الجاهزة وسخر لهم اتحاداً يبذل الجهد ويسكب العرق لكي يحقق لهم مثل هذا الإنجاز .. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله الذي قال في محكم تنزيله «ولئن شكرتم لا زيدنكم» صدق الله العظيم. فنحن لا نريد شكراً من أمثال هؤلاء الجاحدين الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم ولا يرون الأبيض أبيض والأسود أسود لأنهم يعانون من مرض عظيم اسمه عمى الألوان، حمانا الله وإياكم من مثل هذه الأعراض والأمراض والأغراض!!! . وردت عليّ هذه الخواطر عند قراءتي لمقال كتبه احد الصحفيين ينتقد فيه الاتحاد أولاً على بُعد موقع البيوت، وهو ذات الانتقاد الذي وجهه أحد الزملاء في السابق عندما بدأنا المرحلة الأولى في الحارة مائة بأم درمان والوادي الاخضر بشرق النيل ثم عاد والتمس وأدخل الوساطات لكي ينال أحد تلك البيوت.. صاحبنا هذه المرة كان مترشحاً لمنصب نقيب الصحفيين!! ولا أدري كيف كان سيكون الحال إذا ما قدر الله وفاز بهذا المنصب.. هل سيظل تفكيره قاصراً كما هو الحال الآن؟؟ والأغرب من كل هذا أنه تقدم كذلك لحيازة منزل من هذه المنازل التي وصفها بأنها في الخلاء.. فأي خلاء ياهذا!!؟. إن هذه المنازل معها عشرات الآلاف من المنازل والأحياء والسكان أو أنه يرغب في موقع يجاور القصر الجمهوري أو شارع النيل!؟ ربما!؟ هذا التصرف ذكرني بكاتب «جديد» كتب عام 2005م مقالاً في إحدى الصحف اليومية داعياً الصحفيين إلى عدم التعامل مع هذا الاتحاد أو الذهاب إلى داره لأن الحكومة منحته لهم والاتحاد نفسه حكومي!! فرددت عليه في حينه .. وبعد قليل جاءنا بنفسه يريد إذناً للكتابة وهو اليوم يكتب بصفة راتبة مع أن إذن الكتابة لا يبيح لصاحبة الكتابة الراتبة وعليه اليوم أن يراجع قسم السجل الصحفي بالاتحاد ليؤكد أحقيته بالكتابة الراتبة أو يعمل على تصحيح وضعه قبل فوات الأوان!!