أقامت جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية مهرجانها الرابع للنخيل والتمور بفناء قاعة الصداقة بالخرطوم في نهاية سبتمبر الماضي برعاية الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية وبتشريف من وزير الدولة بوزارة الزراعة الاتحادية والسادة وزراء الزراعة الولائيين لولايات الخرطوم ونهر النيل والشمالية، ومسئولين زراعيين، ومزارعين ومنتجين للتمور وعدد كبير من المهتمين والمواطنين من الولايات الثلاث. ودخلت ولاية الخرطوم نطاق فلاحة النخيل وإنتاج التمور ولحقت بركب الولاية الشمالية وولاية نهر النيل بالجهود المكثفة والاهتمام المتعاظم لجمعية فلاحة ورعاية النخيل والتمور بالسودان، وهي جمعية طوعية برئاسة البروفيسور/ أحمد علي قنيف «وزير الزراعة الاتحادية الأسبق» ويتمتع السودان ببيئة ملائمة لاستكثار النخيل حيث يمكن ان تمتد فلاحة النخيل حتى خط عرض 11 درجة «حتى ولاية سنار» كما ذكر رئيس الجمعية، مما يمكن السودان من غرس ملايين الفسائل مستقبلاً. وشملت فعاليات المهرجان كلمات من السادة الوزراء، ورئيس الجمعية، وفواصل شعرية وغنائية، كما تم تكريم السيد/ عماد إدريس «مدير مكتب الجمعية» كعنصر فاعل في الجميعة بل الدينمو المحرك لها، وهو تكريم صادف أهله. كما كان هنالك معرض مصاحب بمشاركة عدة جهات وشركات زراعية مختلفة، حيث تم عرض إنتاجهم من مختلف أصناف التمور السودانية والعربية، وكذلك فسائل لأصناف مختلفة خاصة الصنف برحي وهو صنف سعودي أثبت نجاحه بالسودان. آفات وأمراض النخيل والتمور، ويجب أن تكون الجامعات ومراكز البحوث بالسودان وخاصة بالولايات الثلاث على قدر التحدي حفاظاً على هذه الثروة القومية، كما أن الدولة ممثلة في وزارة الزراعة الاتحادية ووزارات الزراعة بالولايات الثلاث، ووزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة الموارد البشرية، يجب أن تهتم بهذا الجانب حفاظاً على هذه الثروة القومية والعمل على استكثارها لأنها رافد من روافد الأمن الغذائي حيث تعتبر التمور من المحاصيل الإستراتيجية بالولاية الشمالية. فالجانب الوقائي والعلاجي ليس متقدماً في السودان بالدرجة الكافية ليس في مجال النخيل وحده وإنما في المجال الزراعي بأكمله بالرغم من وجود كوادر بشرية مؤهلة. وتقول التقارير المختلفة إن من الحشرات التي تعاني منها أشجار النخيل الحشرة القشرية البيضاء، وهي من أكثر الحشرات انتشاراً في السودان في جميع مناطق فلاحة النخيل، إلا أن التقارير تقول إن مكافحتها سهلة عن طريق الخدمات الزراعية «من نظافة، وإزالة للحشائش والتقليم والتخلص من السعف المصاب والجاف، والمكافحة الإحيائية التي تتم بصورة طبيعية، وسلامة الفسائل الحديثة». أما الأرضة «النمل الأبيض» فيساعد على انتشارها عدم الرعاية السليمة والمتواصلة للنخيل، بينما تقل خطورتها عن طريق العناية بالأشجار واستعمال المبيدات المناسبة، ومن أخطر الحشرات التي تهدد النخيل «الحشرة القشرية الخضراء». وكان أول تقرير كتب عنها عام 1986م حيث ظهرت بمنطقة القولد عن طريقة فسيلة مصابة جلبت من خارج السودان عن طريق أحد المغتربين. وكان الرأي الحصيف عندئذٍ محاصرة جميع الأشجار المصابة بمنطقة القولد وإبادتها حتى لا تنتقل الحشرة إلى مناطق أخرى. وعدم تطبيق الإبادة أدى إلى انتشارها الآن ما بين منطقة الغابة جنوباً إلى جزيرة ارتقاشة شمالاً. والرأي المطروح الآن لدى المختصين الوقائيين هو مكافحتها عن طريق المكافحة البيولوجية، وإلى أن يتم استجلاب الأعداء الطبيعيين من الخارج أو الحصول عليها من الداخل فهل ستتوقف الحشرة القشرية الخضراء عن الانتشار؟ وثقافة الإبادة موجودة في كل أنحاء العالم في المجال الزراعي وتطبيقها على مختلف أنواع النباتات عندما تصل الإصابة إلى درجة الوباء، وذلك حفاظاً على نفس الأنواع في المناطق الأخرى. فنرجو اتخاذ قرار حاسم بإبادة جميع الأشجار المصابة حفاظاً على هذه الثروة القومية، كما يجب تطبيق الحجر الزراعي بصرامة شديدة. أما عنكبوت الغبار «حلم الغبار» فيصيب الثمار في المرحلة الأولى من تكوينها وإذا لم تتم المكافحة المبكرة فتؤدي إلى إتلاف جل الثمار أو كلها. وتتم المكافحة باستعمال زهرة الكبريت «حوالى 150جم» للنخلة الواحدة في الموعد المناسب، كما أن التمور تكون معرضة للتلف من قبل عدد كبير من الحشرات إذا لم يتم تخزينها بصورة سليمة مع استعمال المواد الكيميائية المناسبة في المخزن وكذلك على التمور المخزنة. كما بث عدد من المزارعين المنتجين المشكلات التي تقابلهم خاصة مرض الكرموش «التكرمش»، حيث تتكرمش الثمار في مرحلة النضج مما يؤدي إلى فقد المزارع نسبة كبيرة من الإنتاج قد تصل إلى 80%. كما وردت إشارات بخلو السودان من مرض البيوض ومن السوسة الحمراء، ويجب أخذ الحذر وعدم إدخالهما إلى السودان باتباع المراقبة المستمرة للفسائل المجلوبة من الخارج وتطبيق الحجر الزراعي بصرامة. الجانب البحثي: ولا بد من الاهتمام بالجانب البحثي في المجال الزراعي بصفة عامة وفي مجال النخيل والتمور بصفة خاصة، وإنشاء المعامل المجهزة بأحداث الأجهزة والتي يقوم عليها تقنيون متدربون وعلى دراية تامة بالعمل في المختبرات، والتقنيون هم عماد النهضة الحقيقية في أي بلد، وبدون وجود كادر تقني متخصص في جميع المعامل «بالجامعات ومراكز البحوث.. الخ» فلا يمكن أن تحدث نهضة. إن العلماء يهتمون بالجانب النظري ومناقشة النتائج «النتائج التي يتحصل عليها التقنيون» ومن ثم كتابة التوصيات. د. عوض فقير فرح