تدخل رئاسة الشرطة ووزارة العدل للعام «2014م» باهتمام بالغ لقضايا التقنية وجرائم المعلوماتية وهذا ما صرح به مدير عام قوات الشرطة الفريق أول هاشم عثمان الحسين لدى تصريحه الأول في هذا العام، وذلك عقب توقيعه على القيد الأول لأحوال العام الجديد، وقال ل (الإنتباهة) رداً على سؤالنا حول أكبر هم أمني لرئاسة الشرطة قال: سيكون اهتمانا بالتقانة ثم التقانة، وجعلها منهجاً لكل تعاملات الشرطة سواء على مستوى العمل المنعي أو الكشفي، فيما قال مولانا عمر محمد أحمد مدعي عام جمهورية السودان في ذات الوقت أننا نستشرف عاماً جديداً وهمنا الأول هو إجراء إصلاحات قانونية وتشريعية تواكب مستحدثات العصر لا سيما انتشار جرائم المعلوماتية.. بالوقوف على هذه التصريحات المهمة نجد أنه بالضرورة إعادة النظر فيما تم من تطور لجرائم المعلوماتية والإرهاب الإلكتروني وكيفية التصدي للجرائم المستحدثة. بانوراما «2013م» اهتمت (حوادث وقضايا الإنتباهة) بجرائم الإنترنت منذ وقت مبكر وأطلقت العديد من الإنذارات التي صارت واقعاً ففي يوم الأحد الموافق «15يوليو 2012م» نشرت «الإنتباهة» تفاصيل خطيرة حول تسريب معلومات سرية للنيل من سيادة البلاد، وكشفت عن عمليات تدميرية جديدة هي بمثابة معارك إلكترونية خطيرة، وتحدثت في ذات العدد عن تحذيرات خبراء مواقع التواصل الاجتماعي للفتيات من انتهاك الأعراض والتشهير وتشويه السمعة. حرب الإنترنت تحت هذا العنوان نشرت «الإنتباهة» في يوم «27/يوليو 2013م» تحقيقاً حول تفاصيل عمليات التجسس والاختراق والسرقة والتدمير للمواقع السيادية وأهم ما جاء في هذا الصدد: تواجه البلاد حرباً جديدة وبأسلحة تقنية فتاكة حيث أحالت هذه الحرب الضروس فضاءات الإنترنت إلى مسرح عمليات جديد يُدار بأنامل غضة ومن على البعد.. بعضها يبحث عن معلومات إستراتيجية (تجسس) والبعض يعبس بمقدرات البلاد الاقتصادية (تخريب) والبعض يتطفل على الخصوصيات (تسلل) والبعض يكمل نقصه وانفصامه بحثاً عن الشهرة وإثبات الذات (مريض) وهؤلاء هم من يسمون بالهكر وآخرون ينخرون بخبث في هياكل المجتمع الفضيل (جرائم الجنس والابتزاز والتشهير) كل هؤلاء يجتمعون تحت مسمى مجرمي وقراصنة الفضاء الإلكتروني، كما تصنف أفعالهم بجرائم المعلوماتية وعبر هذه المساحة تطلق «الإنتباهة» عنان مدادها بحثاً وتوثيقاً وتنبيهاً لعلهم يفقهون. ماذا حدث؟ المتابع لتطور الجريمة الإلكترونية ومن خلال الرصد والمتابعة يجد أن غالبية القراءات السابقة تحولت لواقع حقيقي فها هي الشركة السودانية للخطوط الجوية (سودانير) تتعرض لعملية اختراق السيرفر الخاص بالشركة بطريقة خبيثة (من غير تدمير) بغرض التجسس على البريد الإلكتروني والحصول على قاعدة البيانات الأساسية إلا أن الشركة رأت شطب البلاغ رغم توصل النيابة المختصة لهوية المخترقين. حساب الناطق الرسمي تعرض العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لعملية انتحال شخصية حيث قام شخص بتصميم حساب على موقع التواصل (فيس بوك) باسم الصوارمي، وأصدر من خلاله بياناً عن القوات المسلحة. إلا أن الناطق الرسمي أصدر بياناً نشرته وكالة السودان للأنباء كشف فيه ملابسات انتحال شخصيته وقال إن المجهول أطلق تصريحات باسمه وأنه لا علاقة له بما ورد في تلك الصفحة. مولانا الهكر عبث أحد الهكرز المحترفين بموقع هيئة علماء السودان ودمر موقعهم الإلكتروني ووقع عليه مع تحيات مولانا الهكر. بلاغات متفرقة نظرت محكمة الملكية الفكرية (المحكمة المختصة) في العديد من بلاغات التشهير وانتحال الشخصية والابتزاز عبر الفيس بوك ومعظم الضحايا كن من السيدات، المطلقات أو المخطوبات أو اللائي يتعرضن لإشكالات أسرية في عوائل تعاني من التفكك الاجتماعي. تفعيل القوانين رغم أن القانون منذ العام «2007م» إلا أن تفعيله بشكل مباشر من خلال أعمال النيابة والمحكمة فقد بدأ في العام «2013م» حيث صدرت العديد من الأحكام وفي ظل ظروف بالغة التعقيد والتحديات أولها التعامل مع الجرائم الإلكترونية واعتماد شهادة الخبرة وإقناع المحكمة بحجة البينة الإلكترونية وتداخلات التشريع في عمليات التفتيش العادي والتفتيش التقني.. وقد صدر أول حكم قضائي بحق (الهكر) في يوم «23/12/ 3201م» حيث استطاعت النيابة وشهود الخبرة من إثبات تورط متهمي مخترقي موقع وزارة الداخلية. خلاصات بالعودة لتصريحات مدير عام قوات الشرطة والمدعي العام نجد أنه ما زالت هناك تحديات للحد من الجريمة الإلكترونية، ويشارك في هذا التحدي وزارة الاتصالات باعتبارها ممثلاً للجوانب الفنية في حماية المعلومات، حيث تتعرض العديد من المواقع السيادية لشبح الإرهاب الإلكتروني ويبدو أن الشرطة دائماً في قائمة الاستهداف بدليل أنه لا وجود حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر لموقع الإدارة العامة للمرور بينما ظل الموقع الرسمي لوزارة الداخلية محتفظاً بمعلومات يوم «1/1/2014م».