في إطار الجهود التي يبذلها السودان لمكافحة ظاهرة تهريب البشر أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني عن إحباطه لمحاولة تهريب «124» اجنبياً بينهم «35» طفلاً يحملون جنسيات دول مجاورة كان قد تم تهريبهم إلى العاصمة السودانية تمهيداً لتهريبهم خارج البلاد، وكشف مسؤول الإعلام لدى جهاز الأمن والمخابرات الوطني أنه تم إلقاء القبض على شبكة تهريب تشمل أجانب وسودانيين تمارس جرائم التهريب والاتجار بالبشر عبر تنسيق كامل بينها في العديد من الدول، وقال إن التحريات الأولية أوضحت أن الشبكة تقوم بنقل المهربين من معسكرات اللاجئين عبر الحدود ليتم إخفاؤهم بالسودان تمهيدًا لتهريبهم إلى ليبيا ومالطا ثم إلى أوروبا. وكشف المصدر النقاب عن عملية متابعة لنشاط الشبكة أفضت لمداهمتهم لعدة منازل بمحليتي أم درمان والخرطوم «الصالحة الصحافة» تم إخفاء هذا العدد فيها وتكديسهم بأعداد كبيرة في غرف صغيرة وفي ظروف صحية بالغة السوء، كما اتضح أن بعضهم يتعرضون للضرب ويُحظر عليهم الاتصال بذويهم، وأوضح مسؤول الإعلام بجهاز الأمن أن السلطات متيقظة لدورها في مكافحة جريمتي التهريب والاتجار بالبشر علماً بأن تلك الشبكات تعتبر السودان هو الأنسب كمعبر للتهريب من خلال موقعه الجغرافي، مبيناً في هذا الصدد أن الجهود الأمنية تمخضت خلال العام المنصرم «2013م» عن تنفيذ «13» عملية تم خلالها إحباط عمليات مشابهة كما تم تقديم المتهمين للمحاكمة، هذا وتفيد تحريات جهاز الأمن والمخابرات الوطني أن ما يدفع لتلك العمليات هي الظروف السيئة بمعسكرات اللجوء إضافة للأرباح الطائلة التي تجنيها تلك الشبكات مبيناً في ذات الصدد أن بعض الضحايا يتم بيعهم للعصابات التي تتاجر في الأعضاء البشرية بدول الجوار. وأوضح المصدر أنه بالنسبة للأطفال الذين ضبطوا بحوزة المهربين فقد تم تسليمهم لوزارة الرعاية الاجتماعية ممثلة في الأمانة العامة لرعاية الطفولة بحيث تكفل لهم الرعاية الصحية اللازمة كما تم إخطار دولهم عبر سفارات بلدانهم بالخرطوم إضافة للمنظمات ذات الصلة مثل منظمة «يونسيف» تمهيداً لإعادتهم لأسرهم. وفي ذات السياق فقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المهربين تمهيداً لتقديمهم للعدالة، وأكد مسؤول الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني عن تواصل اليقظة على كل المستويات والإفادة من تراكم تجربة الجهاز لمكافحة تلك الجرائم لتجفيفها بالتعاون التام مع الدول ذات العلاقة والمنظمات الدولية.