كثيرون يعيشون الوهم... ويبكون ويتباكون على الماضي والبكاء هنا بلا جدوى... وآخرون تملأ قلوبهم الأحقاد والحسد والعياذ بالله، وحتى وقت قريب كنت أشكك في هذا القول وأقول لا يمكن أن يحقد الناس «الناس». ولماذا يحسدونهم وهم يعلمون أن الأرزاق كلها بيد الله تعالى وهو المحرك للكون... لكن طبيعة الناس هكذا تجدونهم لا يتوقفون ولا يهدأ لهم بال إن لم يكن في حياتهم جديد من أخبار الناس أو إيقاع الأذية بهم.. وما يقع على الناس من بعضهم الآخر يكون نتاج المنافسات الدنيوية الفانية. عندما يضعف الإيمان لدى الإنسان يذهب سريعاً ليكون لاهثاً وراء مطلوبات الدنيا فوق ما تقرر لها أن تكون.. وبالطبع هذا «اللهث» يقود لهذا التنافس الذي يتسبب في إيذاء الآخرين والخصم منهم. ظهرت هذه الأيام بما يعرف بثقافة الجبن بالمواقع الأثيرية التي يطلق فيها هؤلاء المتفلتون سمومهم مسببين الأذى للآخرين دون أن يدروا... ليس من الشجاعة ولا من الأدب وسماحة الأخلاق ولا حتى معالجة السوء حتى يتم ذلك... وعندما يتناول هؤلاء أخبار الناس دون مستندات يعرضونها عبر «الإسكنر» ليثبتوا بها حقيقة ما يقولون اتهاماً وجزافاً للناس الذين تصيبهم روائش ورشاش القذف دون حقيقة يستندون إليها. ولست ضد كل الذي يُنشر إذا كان حقيقة في كل أجزائه مسنوداً بالوقائع والمستندات التي على ضوئها ترتفع درجة الصدق في ما يقال ويكتب.. لكن أن يتحدث البعض عبر هذه المواقع فقط للتشفي من الناس فهذا لا قانوناً ولا شرعاً يقرَّه الناس... والذي يؤكد أنه حديث إفك لا يتبعه الشخص بدليل ولا يذيله بما يؤكد من يكون... وليس صعباً أن تتهم أي شخص بينك وبينه عداوة دون إثبات ذلك، طالما أنت تمثل جبناً متجذراً بإخفاء من تكون أنت، وإن لم تكن جباناً ولست على حق قل من أنت واذكر عنوانك حتى يطمئن القراء لهذه المواقع ويصدقون ما تقوله... وأسمى درجات الإنسانية أن تكون صادقاً تقول الحق حتى لو على نفسك وتتصدى للأمر برمته حتى تعالجه... لكن أن تطلق هذه السموم وهذا الحديث الضعيف عبر هذه المواقع ضد جهات حساسة، فهذا دليل على أنك تخاف حين تكتشف، فتسأل عن الإثبات، وحينها تذهب غير مأسوف عليك أيها الجبان. تعودنا حين نكتب أن ننصح لأجل المصلحة العامة ونصدر أسماءنا أعلى الصفحات، لأننا لا نخاف أحداً خلقه الله وكوَّنه في تسعة أشهر تماماً كما نحن.. ولا نخاف إلا الله... لذا لا تجرحوا بالله عليكم الناس الأبرياء... إنهم يدفعون ثمن تفلتكم، ولن يحترم أحد ما تكتبون. وحين تقول وتكتب.. اُكتبْ من أنت.. فتكون شجاعاً وتحمي الآخرين من التجريح.