تواصلت مفاوضات السلام بين طرفي النزاع في جنوب السودان امس «الثلاثاء» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن المعتقلين لإنهاء العنف القبلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع وقتل الآلاف وتشرد حوالى مئتي ألف شخص، وقال عضو في الوفد الحكومي: بدأنا اجتماعنا بشأن وقف الاشتباكات. كما أكد مابيور قرنق عضو وفد مشار إلى أديس أبابا بدء المحادثات وبدوره قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان هذا الصباح: التقينا لمدة تسع ساعات، مضيفاً أن الوفد الحكومي قدم وثيقتين، إحداهما بشأن تطبيق وقف لإطلاق النار والأخرى بشأن الإفراج المحتمل عن معتقلين مقربين من رياك مشار. وفي ذات السياق كثف الجيش الحكومي انتشاره في العاصمة جوبا، وذكر الناطق باسمه أنّ المدينة آمنة تماماً، وأنّ القوات الحكومية تتقدم نحو عاصمتي ولايتي جونقلي والوحدة معقل المجموعات الموالية لمشار، وإن استعادة السيطرة عليهما باتت مسألة وقت فقط، وفي ما يلي تفاصيل ردود الافعال الدولية والداخلية لأحداث دولة جنوب السودان أمس: نقص الوقود بالاستوائية شهدت ولاية غرب الاستوائية نقصاً في الوقود متأثرة بنقص الإمدادات جراء أعمال العنف الأخيرة في البلاد، وقد أثر العنف على العديد من الأعمال التجارية وخلق الكثير من الخوف وخصوصاً للشركات الأجنبية العاملة في البلاد، فمقاطعة يامبيو شهدت نقصاً في الوقود مما أعاق الأنشطة وفقاً لمفتش اللحوم المحلي أندرو ماثيو الذي لم يتمكن الحصول على وقود لدراجته النارية في محطة وقود، وقال اندرو انه محبط جداً لأنه بحث في جميع محطات البنزين ويكاد لا يكون هناك أي وقود مما يؤثر على عمله لأنه سيكون من الصعب بالنسبة له أن يذهب إلى مكان العمل في الصباح الباكر، وهناك الاستمرار في التفتيش عن كل الحيوانات التي سيتم ذبحها للاستهلاك العام في مقاطعة يامبيو. ارتفاع عدد نازحي بور كشف مدير منظمة الصليب الأحمر في ولاية البحيرات ديفيد قاي، عن ارتفاع عدد النازحين الذين فروا من مدينة بور جراء الاشتباكات التي وقعت بين القوات الحكومية وقوات مشار التي انتهت بسيطرة الأخيرة على المدينة، إلى «100 » ألف نازح يوم أمس، ومازالت هنالك تدفقات مستمرة، وسط أنباء عن انتشار كثيف للملاريات وحالات الإصابة بالإسهالات نتيجة لانعدام مياه صالحة للشرب، وأوضح قاي في تصريح لراديو تمازج من منطقة نيج كامن التي تحتضن النازحين بولاية البحيرات، أن عدد النازحين جراء الصراعات بين طرفي النزاع في جونقلي ارتفع إلى «100 » ألف نازح، وهم يعيشون أوضاعاً صعبة في ظل انتشار مريع لأمراض الملاريا والإصابة بالإسهالات خاصة الأطفال نتيجة لانعدام مياه الشرب، إلى جانب ذلك كشف قاي أن منظمة الصليب الأحمر الدولي والصليب الأحمر بدولة جنوب السودان وبجانبهما منظمات أممية أخرى انتظمت في تقديم المعينات للمتضررين، إلا أنها لا تفي بحاجة المتضررين نسبة لارتفاع الأعداد باستمرار. أوربا قلقة دعا الاتحاد الاوروبي امس الى انهاء العمليات العسكرية في جنوب السودان فوراً، محذراً من أنه إذا لم يتم احتواء الأزمة فمن الممكن أن تؤدي إلى تقسيم عرقي. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الإفريقي الكسندر روندوز في مؤتمر صحفي في بروكسل إن الخطر يكمن في أنه إذا لم تشهد الأوضاع في جنوب السودان قدراً من عودة الحياة السياسية الطبيعية فمن المؤكد أن تتجه البلاد الى نتيجة غير مرضية الا وهي التقسيم العرقي. وفي إشارة الى محادثات السلام الجارية بين الأطراف المتصارعة في العاصمة الكينية نيروبي أكد ضرورة اتخاذ قرارين فوراً، أولهما الاتفاق رسمياً على إعلان وقف الأعمال العدائية والآخر بدء حوار سياسي ذي مصداقية يتضمن الإفراج عن السجناء السياسيين. وأضاف روندوز الذي عاد أخيراً من زيارة المنطقة، أن تلك مسؤولية أطراف الصراع، فطالما أنهم بدأوه فعليهم انهاؤه. ومن جانبه حذَّر مدير شؤون إفريقيا في جهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الاوروبي نيك ويستكوت، من أن كل يوم يمر على الصراع في جنوب السودان يساهم في تفاقم الأزمة في البلاد، مشدداً على ضرورة تجنب أن يتطور الوضع في جنوب السودان لأن يصبح كالأنموذج الصومالي. حياد كمبالا طالب أحد أعضاء فريق رياك مشار المشارك فى مفاوضات إثيوبيا، حكومة يوغندا بعدم التدخل فى الشؤون الداخلية لجنوب السودان، واتخاذ موقف محايد من الصراع مع قوات الرئيس سلفا كير. وجاء ذلك فى حوار أجرته صحيفة ديلى مونيتور اليوغندية مع دهيو ماكوك دينج وول، العضو المشارك فى مفاوضات إثيوبيا عن فريق النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار، والذى أوضح أن يوغندا تحاول بتدخلها فى شؤون دولة جنوب السودان أن تغطى على صراعها الداخلي، وكان وفد رياك مشار قد وجه فى وقت سابق اتهامات ليوغندا بالتسبب فى تردى الأوضاع فى جنوب السودان، وقال إن القوات اليوغندية شاركت فى قصف مواقع لهم براً وجواً، وهو الذى يعتبره الوفد السبب فى عدم الوصول إلى اتفاق مع رئيس جنوب السودان سلفا كير. وكان مصدر فى قيادة القوات الخاصة لكمبالا وهى وحدة يقودها ابن الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى قد صرح فى نهاية الشهر الماضى بأن بعض جنود قيادة القوات الخاصة توجهت إلى جوبا للمشاركة فى تأمين العاصمة. واعتبر دينق وول أن وجود القوات اليوغندية فى جنوب السودان يعتبر معيقاً لعملية السلام والمفاوضات الجارية فى العاصمة أديس أبابا، وأضاف أن الصراع فى دولة جنوب السودان قد ساء فهمه من قبل حكومة يوغندا. ومن جانبه دافع رئيس المركز الإعلامي التابع للحكومة اليوغندية أفونو أويوندو عن موقف بلاده، قائلاً إن كمبالا ترفض مطالب المتمردين، داعياً إياهم للتمسك بالمفاوضات ودعم جهود منظمة «الإيقاد» «الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا» لإحلال السلام فى جنوب السودان. وأضاف فى تصريح لصحيفة ديلى مونيتور أن يوغندا لن تسحب قواتها من جنوب السودان ما لم تستقر الأوضاع ويعود السلام والاستقرار. وأشار أويوندو إلى أن يوغندا لها مصالح فى استقرار جنوب السودان، وليست هى الدولة التى دعت المتمردين لحمل السلاح وزعزعة الاستقرار فى جنوب السودان، مضيفاً أن تصريحات وفد جناح رياك مشار عارية عن الصحة وتلفيق للحقائق، على حد وصفه. وذكرت الصحيفة أنها أجرت اتصالات مع وزارة الخارجية اليوغندية ووزارة الدفاع لكنها لم تتمكن من الحصول على تعليق رسمى على الاتهامات الموجهة إليها من قبل جناح رياك مشار. الأممالمتحدة تحذِّر حذَّر متحدث باسم الأممالمتحدة يوم أمس من نفاد الإمدادات في قاعدة تابعة لبعثة حفظ السلام تأوى آلاف اللاجئين فى مدينة بور بجنوب السودان، بسبب القتال الدائر فى أحدث دولة فى العالم. وقال فرحان حق للصحافيين فى نيويورك إن إمداد قاعدة مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلى، التى لجأ إليها نحو 9 آلاف مدنى أصبح قضية حرجة. وتابع قائلاً: لقد تم استنفاد القدرات الطبية إلى أقصى درجة ممكنة. وأضاف فرحان حق قائلاً: خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت هناك إشارات على قيام كلا الجانبين بحشد القوات. وأوضح أن الوضع فى بور مازال متوتراً بعد أيام من القتال العنيف فى جنوبالمدينة، كما أكد فرحان وجود مؤشرات على حشد القوات الموالية والمعادية للحكومة في الكثير من المناطق بالبلاد خلال اليومين الماضيين. ولفت إلى أن بعثة أونميس أفادت باستمرار توتر الوضع في العاصمة جوبا مع وقوع حوادث إطلاق نار خلال اليومين الماضيين، منها تبادل لإطلاق النار مساء يوم السبت الماضي قرب سوق الجبل ومقر الأمن الوطني، مما أدى إلى لجوء أكثر من ألف من السكان المدنيين إلى قاعدة الأممالمتحدة. وأكد المسؤول الأممي أن هناك مزيداً من التعزيزات قد وصلت بالفعل إلى بعثة الأونميس، مشيراً إلى وصول ثلاث طائرات هيلوكوبتر عسكرية بنغالية إلى جوبا على سبيل الإعارة المؤقتة من بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال فرحان حق إن الطائرات الثلاث سوف يتم استخدامها في نقل الموظفين والمعدات لدعم قواعد بعثة الأونميس بأنحاء جنوب السودان، فيما تجرى الاستعدادات لنشر كتائب جديدة وأعداد إضافية من أفراد الشرطة خلال الأيام المقبلة. كوريا الجنوبية تدعم قررت الحكومة الكورية الجنوبية تقديم مساعدات إنسانية بقيمة مليون دولار لدولة جنوب السودان التي تشهد صراعات متواصلة بين الحكومة وقوات متمردة. وكانت الأممالمتحدة قد قدرت عدد اللاجئين بحوالي «190» ألفاً، وذلك نتيجة لتفاقم المواجهات بين الجانبين.. وطالبت المجتمع الدولي بتوفير «160» مليون دولار مساعدات طارئة بحلول مارس القادم. وتخطط الحكومة الكورية لتوفير أغذية ومياه للشرب وأماكن إقامة مؤقتة لأولئك اللاجئين بالتعاون مع المنظمات الدولية. الجارديان تعلق سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على زيارة الرئيس عمر البيشر إلى جوبا لإجراء محادثات مع الرئيس سلفا كير، حول الأزمة الحالية التي دخلت أسبوعها الثالث دون التوصل إلى الحل، وقالت الصحيفة: في الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، للوصل إلى حل للازمة، وجهت الصين أيضاً دعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان. وأضافت الصحيفة: إن زيارة البشير إلى جارته جنوب السودان، بسبب تعطل تدفقات النفط الذي يضر بالاقتصاد السوداني، فضلاً عن أن الاقتصاد السوداني يواجه صعوبات أصلاً. وصرح ناطق باسم وزارة الخارجية في الخرطوم قائلاً: إننا على استعداد لتقديم كل ما في وسعنا لضمان نجاح أية مبادرة لوقوف الصراع. وقالت صحيفة الجارديان: إن العلاقة بين جنوب السودان والسودان ظلت مشحونة، وتجدد الحرب بين الدولتين كان محتملاً في مارس الماضي، لكن الدولتان اتفقتا على استئناف ضخ النفط عبر خطوط أنابيب من الجنوب إلى الشمال. نيجيريا تجلي رعاياها قررت نيجيريا إجلاء رعاياها من جمهورية جنوب السودان، على خلفية التدهور الأمني خلال الأسابيع الماضية الذى أدى إلى مقتل وإصابة المئات. وطالبت نينا أوكيغا رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس فى تصريحات صحفية أمس الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإجلاء النيجيريين الذين يرغبون فى العودة لبلادهم لتجنب أعمال العنف والحفاظ على حياتهم. وأكدت البرلمانية النيجيرية أن العديد من النيجيريين محاصرون فى أماكن مختلفة من جنوب السودان، وأنهم يعانون جراء القتال المتوقع أن يتصاعد فى حال فشل جهود الوساطة الإفريقية الهادفة إلى إعادة الهدوء.