رفضت دولة جنوب السودان إطلاق حلفاء رياك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت المعتقلين لديها، في حين أشادت واشنطن بالجهود التي يبذلها الرئيس عمر البشير لحل النزاع الدائر في دولة جنوب السودان. ورفضت دولة جنوب السودان مطلب مجموعة مشار بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين لديها بعدما اجتمع الجانبان لفترة قصيرة لأول مرة الثلاثاء في أديس أبابا ضمن إطار مفاوضات السلام الرامية إلى إنهاء القتال الذي دفع البلاد إلى شفا حرب أهلية. فيما اعتبر رئيس وفد مشار المفاوض رفض جوبا بغير المقبول ورهن التعاطي مع جوبا بسريان بندي وقف العدائيات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالشرط الأساسي والمربط الرئيسي للمحادثات. وعلى الميدان تواصلت الاشتباكات بين طرفي الصراع في ولاية جونقلي حيث يوالي الجيش الشعبي تقدمه باتجاه مدينة بور بينما يواصل الفريق قديت الموالي لمشار في حشد قواته للدفاع عن المدينة. كواليس أديس سلمت مجموعة مشار ردها على مقترح الوساطة الخاص بأجندة التفاوض الرئيسية التي تشمل وقف إطلاق النار وتشكيل آلية لمراقبته ووقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح المعتقلين بينما دفعت جوبا بردها أمس وكشف تعبان دينق رئيس وفد مشار المفاوض ل «الإنتباهة» تسليم وفده للرد للوساطة تمهيدًا لدراسته من قبل الوساطة والرد عليه لاحقًا.. في المقابل أعلن رئيس وفد جوبا المفاوض نيال دينق نيال رفض الرئيس سلفا كير إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وقال للصحفيين «سأخبركم بما قاله الرئيس سلفا كير للمفاوضين» إنه لن يتم الإفراج عن المحتجزين على الفور، لكن سيسعده ذلك شريطة الانتهاء أولاً من الإجراءات القانونية الواجبة». وبحسب وفد جوبا المفاوض فإن الرئيس سلفا كير أبلغ وسطاء «الإيقاد» الثلاثة عند زيارتهم له في جوبا أمس الأول، بأنه لن يقوم بالإفراج عن المحتجزين ما لم تنته الإجراءات القانونية. وفي أديس أبابا ينتظر الوفدان عودة وسطاء إيقاد اليوم لدفع مفاوضات تراوح مكانها لبحث المقترحات الخاصة بالمقترح الذي دفعت به سابقًا الوساطة للطرفين. الخطر المقبل قال د. رياك مشار إن ما سماه بالتدخل اليوغندي يشكل خطرًا كبيرًا على السودان، وبينما اتفق معه رئيس وفده في تلك الناحية ذكر مشار أن مجموعته تتمتع بعلاقات جيدة مع الخرطوم، وقال للصحيفة أمس «لامشكلة لدينا مع الخرطوم» من جهته أضاف تعبان دينق المفاوض بأديس أبابا أن التدخل اليوغندي في دولة جنوب السودان خطر على السودان ورأى في حديث مع الصحيفة من العاصمة الإثيوبية أمس أن الخطوات اليوغندية العسكرية الأخيرة بدولته غير مقبولة على الإطلاق وتشكل خطرًا على السودان. برنابا في الخرطوم ينخرط وزير الخارجية بجوبا برنابا بنجامين في لقاءات مكثفة مع المسؤولين في زيارة للخرطوم تبدأ اليوم وتستمر ليومين يسلم عبرها رسالة للرئيس البشير من الرئيس سلفا كير، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أبوبكر الصديق إن برنابا سيلتقي إبان زيارته وزير الخارجية علي كرتي إضافة إلى وزير الداخلية عبد الواحد يوسف. رفض وأزمة قال يوهانس موسى فوك المتحدث باسم وفد مشار لرويترز في أديس أبابا حيث تجرى المحادثات، إن رفض جوبا إطلاق سراح المعتقلين يعني «أنهم يدمرون العملية كلها». وأضاف فوك الذي كان يتحدث بعد أن رفضت الحكومة مطلبهم الإفراج عن 11 سياسيًا من حلفاء مشار، «لكننا لن ننسحب من المحادثات، فما زلنا نأمل أن يثوبوا إلى رشدهم». قتال مباشر عقب رفض الرئيس سلفا كير إطلاق سراح المعتقلين وما يجري من حديث حول انهيار المفاوضات رغم إعلان وفد مشار عدم الانسحاب منها قابل اللواء قبريال تانج عملية إطلاق سراحه بعمل ميداني أمس بالهجوم على حامية للجيش الشعبي في منطقة الرجاف. حق قانوني قال مستشار قانوني بدولة الجنوب إن من حق الرئيس سلفا كير رفض إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بحجج قانونية ودواعٍ أمنية يكفلها له الدستور، وأوضح المستشار الذي طالب بحجب هويته أن المعتقلين يواجهون بلاغات قضائية مما يمنع إطلاق سراحهم إلا عقب سير القضية إلى المحكمة للبت فيها، وأضاف: «إن صدرت في مواجهتم أحكام ربما بعد ذلك يتدخل الرئيس ويطلب الإفراج عنهم وفق اتفاقيات ربما يوقعها مع مجموعة مشار»، وقال إن الوضع القانوني لجوبا بشأن اعتقال المتورطين في المحاولة الانقلابية سليم مائة بالمائة. ترتيبات للإطلاق من جهته قال رئيس وفد حكومة جنوب السودان نيال دينق نيال في المحادثات في مؤتمر صحفي بجوبا، إن الرئيس سلفا كير أوضح لفريق مبعوثي مجموعة هيئة التنمية لدول شرق إفريقيا «إيقاد» الذين زاروه إنه لن يتم الإفراج عن المحتجزين على الفور. وأضاف نيال أن سلفا كير أبلغ الزائرين بأنه يسعده الإفراج عن المحتجزين شريطة الانتهاء أولاً من الإجراءات القانونية الواجبة. وتصر جوبا على إجراء التحقيق مع المحتجزين وسيواجه من يسند إليهم ارتكاب أي جرم بالإجراءات القانونية المتبعة. البشير في واشنطن سيطرت أجواء زيارة الرئيس البشير إلى جوبا على الأوساط الأمريكية الحكومية، وفي هذه الأثناء أشادت الخارجية الأميركية أمس الأول بالجهود التي يبذلها الرئيس عمر البشير لحل النزاع في دولة جنوب السودان. وقالت المتحدثة باسم الوزارة الأميركية جينيفر بساكي للصحفيين «حسب معلوماتنا على الأرض، لا شيء يدل على أن السودانيين يلعبون دورًا سلبيًا، وهم يعملون من أجل مفاوضات سلام» بين المتنازعين في جنوب السودان. وأشادت بساكي بالزيارة التي قام بها البشير لجوبا، ولكنها أبدت تقييمًا حذرًا للدور الذي يؤديه الرئيس البشير. كيري وسلفا كير وأشارت المتحدثة إلى أن الوزير جون كيري اتصل مرة جديدة الإثنين الماضي بالرئيس سلفا كير وطلب منه إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فورًا. معارك وتحذير ميدانيًا، أعلن مصدر بالجيش الشعبي أن قواته تواصل التقدم نحو بور عاصمة ولاية جونقلي شرقي البلاد، مشيرًا إلى أن السيطرة على المدينة لا يفصلها سوى ساعات. غير أن موسيس رواي لات الناطق باسم قوات مشار اعتبر أن تصريحات الجيش الحكومي لا تعدو أن تكون ضربًا من الدعاية، مضيفًا أن قواته تملك زمام المبادرة في بور ومدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، وشدد على أن واشنطن تضغط على مشار لعدم اقتحام العاصمة جوبا. نفاد الإمدادات من جهة أخرى قالت الأممالمتحدة إن المعارك ما زالت متواصلة حول مدينة بور الإستراتيجية، وحذر المتحدث باسمها فرحان حق من نفاد الإمدادات في قاعدة تابعة لبعثة حفظ السلام تأوي آلاف اللاجئين في مدينة بور بسبب القتال الدائر حول المدينة. وقال للصحفيين في نيويورك إن إمداد قاعدة مدينة بور التي لجأ إليها نحو تسعة آلاف مدني «أصبح قضية حرجة». وتابع: «لقد تم استنفاد القدرات الطبية إلى أقصى درجة ممكنة». تراجع النفط انخفضت صادرات مزيج النيل بعد توقف الإنتاج في ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان في الشهر الماضي. وقالت مصادر إن برنامج الشحن المعدل يتضمن شحنتين من مزيج النيل في يناير بدلاً من ثلاثة في البرنامج الأصلي، وكان من المقرر أن يتم تحمل إحدى الشحنتين في ديسمبر.