المعركة الشرسة الدائرة اليوم في مصر ضد الإسلام بحجة محاربة الإرهاب، ليست معركة حديثة اشتعلت بعد فوز أنصار الوسطية والاعتدال من الإسلاميين بخمسة استحقاقات انتخابية على العلمانية اللادينية، إنما هي معركة قديمة هدفها استئصال الإسلام من أرض مصر وإبادة أهله الداعين له بالحكمة والحسنى لتمتد حرب الاستئصال والإبادة إلى أقطار المسلمين الأخرى. الذين تابعوا معارك هؤلاء العلمانيين اللادينيين في ثمانينيات القرن الماضي ضد الإسلام عقيدة وشريعة، يدركون أن المعركة الحاضرة هي امتداد لتلك المعارك السابقة. المشفقون المستنكرون للهجوم الطاغي للعلمانيين اللادينيين المتطرفين في الماضي كانوا يتساءلون من هو المكلف شرعاً للرد على هؤلاء والدفاع عن الإسلام هل هو الحكومة أم القضاء أم الأزهر. أما الآن فلا مجال لطرح هذا السؤال الساذج لأن الحكومة والقضاء والأزهر هم المحاربون للإسلام اليوم. أقطاب التطرف اللاديني في الثمانينيات أطلقوا على الإسلام اتهامات بغير حساب ولا مسؤولية واسمحوا لي أن أنقل إلى الجيل الذي لم يشاهد تلك المسرحيات الباطلة والأقاويل الكاذبة والغمزات والنعوت البذيئة لكي يعرفوا أية شجرة خبيثة هي التي أثمرت الحنظل. د. طاهر عبد الحكيم قال عام 1986م في ندوة «إن هدف التيار الإسلامي هو الإسهام في تركيع الإنسان العربي وهزيمته وفرض الهيمنة الإمبريالية والصهيونية في غيبة العقل والديمقراطية على الوطن العربي». وأضاف «إن الحركات الدينية القائمة الآن هي في جوهرها خاضعة للقطب الاستغلالي في عملية الصراع الطبقي». هذا كلام شيوعي ملحد لا يؤمن بيوم الحساب. وقال آخر أسمه فؤاد زكريا «إن الحركات الإسلامية لا تمثل هويتنا الحضارية بل أن هذه اللعبة التي تسهم فيها قوى خارجية هي عملية تهدف إلى إضاعة هويتنا الحضارية». أما الهالك فرج فودة فقد تذمر من تنامي غيبة العقل المصري وأن التيار الإسلامي وجه ضربتين إلى الاقتصاد المصري لإحداث أزمة في الداخل، أولاهما أن المؤسسات المصرفية والاستثمارية جذبت تحويلات المصريين في الخارج وثانيهما وجهت إلى قطاع السياحة. والضربة الثانية تمثلت في ظهور السياحة الإسلامية وتأسيس فندق باسم «الحرم» وآخر باسم «مكة» ذلك غير الفنادق التي تحرم الخمور حتى على الأجانب. وشخص آخر اسمه د. محمد نور فرحات سدد طعناته إلى ثوابت الدين فقال: أحد المرتكزات الرئيسة للتأثير على الأغلبية الصامتة «الجماهير» هو ضرب المرتكزات الأساسية التي تنطلق منها الاتجاهات الدينية، وأهم هذه المرتكزات قولهم إن هناك نصوصاً ثابتة صالحة للتطبيق في كل مكان وزمان، فإذا ألقينا الضوء على هذه النصوص وبينَّا أنها متغيرة باختلاف الزمان والمكان سنكون قد خطونا خطوة كبيرة». من وجد فرصة لمطالعة ما كتبه شياطين العلمانيين ضد الإسلام سيجد أنهم مجندون من القوى الصليبية والصهيونية لضرب الإسلام في جذوره والتشكيك في جدارة الإسلام لقيادة البشر بالمنهج الرباني وتحقير شرائع الحدود والقصاص وإفراغ الإسلام من محتواه حتى يكون عنواناً بلا حقائق وبلا ثوابت. المعركة التي يقودها الجنرال السيسي المصنوع على أعين الغرب وشيعته من أنصار العلمانية اللادينية هي معركة خطها مرسوم لتعطيل شرائع الإسلام وإبطال شعائره لا لخدمة مصر، فالأمة لا تبنى بهدم الدين من أساسه وتغييب مكوناته من العدل والحرية الشورى والمساواة ومسألة الحاكم، وإنما بالرجوع إلى الهوية والأصل والجذور. من رسم الخط المرسوم أو خريطة الطريق للسيسي. لا شك أن المهندس الحقيقي للخريطة هم اليهود الذين بنوا دولتهم على أساس الدين ورفعوا علم التوراة عالياً على مباني المعادي بالقاهرة. اليهود ينفذون الآن الفصل الأخطر وهو هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه لينزل الله وسط شعبه المختار ليحكم العالم بهم. إذن لا شك أن الحرب الضارية ضد الإسلام ما هي إلا حرب العلمانيين يقودها اللادينيون من أجل الكيان الصهيوني ولصالح مشروعهم الخرافي لا لصالح الشعب المصري المسلم المتدين المتمسك بدينه، رغم الأباطيل والكفر. دعاء: اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءاً فاشغله بنفسه واجعل تدبيره في تدميره.