هنالك بحي طيبة الشعبي بمدينة نيالا البحير أسرة تقطن في منزل بسيط تشيد قطاطية من الحصير والبروش ووقفت ظروف الحياة حائلاً تجاه التسوير فعاشوا في عراء كحياتهم بعد أن كان يظلهم الحب والوئام في كنف والدهم محمد جبريل الذي كان يحتطب صباحاً فيبيعه لأصحاب الكمائن مساءً من أجل توفير لقمة العيش لأسرته التي تتكون من زوجته وأبنائه السبعة الذين لم يدروا أن القدر يخبئ لهم أمراً جللاً حيث خرج والدهم ذات يوم ولم يعد وحتى بعد أن أليل المساء وأصبح الصباح وتسارعت الأيام يومًا بعد يوم حتى مضى عامان من عمر الزمان والله وحده يعلم كمية الدموع التي ذرفها صغاره في الانتظار إلا أنه لم يعد حتى الآن ليكبر الاستفهام؟ أين هو؟ أحي أم ميت؟ وكعادة المصائب لا تأتي إلا مجتمعة فبعد أن تحملت الأم مسؤولية التربية بالعمل في البيوت وبيع «التسالي والفول» أمام منزلها وبالرغم من أن الأطفال اكتفوا بمطالبة والدتهم بتول حسب الله بتوفير الوجبة فقط بعيدًا عن تطلعات التعليم راضين بقدر أن الظروف هي التي تجعلهم أميين في زمن أصبح العلم فيه من الضروريات، برغم كل هذا اتسعت دائرة المعاناة فمرضت أمونة ذات الثمانية أعوام فجأة قبل شهرين من الآن جلطة مفاجئة سببت لها الشلل وأقعدتها عن المشي لتكبر معاناة بتول من أين ستجلب مبلغ العلاج والدواء؟! خيم الحزن على تفاصيل الأسرة الصغيرة عندما جاء التشخيص المبدئي للطبيب العمومي أن ثقبًا بالقلب نتج عنه كل هذا العناء، وحتى تسطيرنا هذه الكلمات لم تتمكن والدتها حتى من أن توفر لها مبلغ مقابلة اختصاصي بالولاية، جاءت كلمات بتول غصة متقطعة بالدموع «ما عندنا حق الاختصاصي ولا حنقدر نسفرها الخرطوم زي ما طلب مني العمومي منو الحيوفر لي مصاريف باقي الأطفال أنا طلب الدعم الاجتماعي بالزكاة ما لقيت زمن أجري فيهو».. إلى حكومة الولاية.. إلى وزارة الصحة.. إلى كل الخيرين، أنقذوا هذه الأسرة، سارعوا بعلاج أمونة، اسعوا لمساعدة الأم المنكوبة، تكفلوا بتعليم هؤلاء ولكم الثواب بإذنه تعالى