أكملت قوات الجيش الشعبي سيطرتها على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي مدعومة من قبل القوات اليوغندية، في وقت أحكمت فيه قوات رياك مشار السيطرة على مدينة ملكال وعدارييل وتتجه إلى منطقة ملوط والرنك، فيما أكدت حكومة الجنوب قرب الانتهاء من التحقيقات مع المتهمين في المحاولة الانقلابية الفاشلة. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش اليوغندي بادي أناكوندا بأن قواته حررت مدينة بور، بينما ذكرت مصادر عن مقتل «150» جندياً يوغندياً بجانب رواية أخرى تتحدث عن «250»، وقالت المصادر اليوغندية إن الجيش كان متحمساً لتحرير مدينة بور، وأضاف المصدر بأننا اضطررنا لسحق جميع نوير الجيش الأبيض لاستعادة المدينة. من جانبه أعلن الجيش الشعبي أنه استعاد السيطرة على مدينة بور، وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أغوير أمام الصحافيين إن قواته دخلت بور، عاصمة ولاية جونقلي، ولفت لمقتل أكثر من «15» ألفاً من أنصار رياك مشار. بدوره قال القائد بيتر قديت إن قوات جيشه لا تزال تسيطر على مدينة بور، ووفقاً لمسؤولين عسكريين في جوبا بأن خطة حكومية كانت ترمي للانقضاض على مدينة بور في نفس الوقت الذي فقدت فيه الحكومة مدينة ملكال. انتهاء التحقيق وفي السياق، قالت وزارة العدل بحكومة جنوب السودان، إنها على وشك الانتهاء من استكمال التحقيقات مع «11» معتقل متهمين بالضلوع في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة بجوبا. وقال المتحدث الرسمي لحكومة جنوب السودان مايكل ماكوي في تصريحات صحفية أمس وفقاً لراديو «مرايا» بجوبا إن التحقيقات في القضية تتم على قدم وساق من قبل قضاة التحقيق، مشيراً إلى أنه سيتم الانتهاء قريباً جداً من تقييم الأحداث المصاحبة، ومدى تورط المتهمين في القضية. عقوبات للعرقلة من ناحيته، أعلن مجلس السلم والأمن الإفريقي في بيان رسمي، أمس، عن نيته فرض عقوبات على من يعرقلون جهود السلام والمصالحة بدولة جنوب السودان. وأقر المجلس إنشاء لجنة تحقيق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت إبان الأحداث التي اندلعت منتصف الشهر الماضي لتقديم المتورطين للمساءلة وإجراء المصالحة. كما تم الإعلان عن عقد اجتماع طارئ لمجلس السلم الإفريقي على مستوى رؤساء دول الاتحاد الإفريقي يوم «29» يناير الجاري لإعادة النظر في الوضع الجنوبي. فرار مدنيين إلى ذلك أعلنت الأممالمتحدة أن المدنيين فروا مجدداً من مدينة بور. وقال فرحان حق، مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة في بور «أوضحت بعثة الأممالمتحدة أنه لم يعد هناك مدنيون». وأضاف أن عدداً من المدنيين يسعى للجوء إلى مخيمات الأممالمتحدة كما يحاول آخرون مغادرة البلاد. وأعلن المتمردون في جنوب السودان دخول قواتهم مناطق إنتاج النفط بعد سيطرتهم على مدينة ملكال. وقال المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسيس فوك في تصريح صحفي: «أصبحت قواتنا تسيطر على أغلب مناطق أعالي النيل بما فيها ملكال ودخلت منطقة عدارييل التي بها بعض حقول النفط وتتجه نحو مواقع الحقول الأخرى في ملوط إلى جانب مدينة الرنك». وأضاف أن القوات تحاصر عاصمة البلاد جوبا من عدة محاور كما اشتبكت مع القوات الحكومية المدعومة من القوات اليوغندية في بلدة منقلا شمال العاصمة. تنوير موسفيني إلى ذلك قدم الرئيس اليوغندي يوري موسفيني تنويراً لقيادات الجيش بشأن دخول قوات بلاده إلى دولة جنوب السودان عقب الانتخابات التي جرت عصر أمس الأول لانتخاب مدير جديد للمخابرات العسكرية، وقال موسفيني لقيادات جيشه في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في بومبو في مقر سلاح القوات البرية إن دخول القوات اليوغندية إلى الجنوب هو إجراء لمنع سقوط حكومة جنوب السودان المنتخبة ديمقراطياً من الانهيار، وإن قواته في حالة جيدة. كما أكد موسفيني بأن هناك دعماً جنوبياً لهم من قبل الرئيس سلفا كير شخصياً بجانب ربيكا قرنق. الكونغرس يحثُّ من جانبهما حث عضوان كبيران في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، زعماء جنوب السودان على وقف العنف الذي يهدد بالتحول إلى حرب أهلية في بلد يحصل على مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. وكتب العضوان الديمقراطيان روبرت مينينديز رئيس اللجنة، وكريس كونز رئيس لجنة إفريقيا الفرعية، رسالة لسلفا كير ومشار أبديا فيها قلقهما العميق بشأن الاضطرابات. وقال مينينديز وكونز لكير: بوصفنا صديقين منذ فترة طويلة لجنوب السودان فعلينا أن نبدي أولاً قلقنا العميق لكم كرئيس «جنوب السودان» على أمل أن تفعل كل ما في وسعك لوقف القتال فوراً. وحثَّ الرجلان كل الأطراف على الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة، وطالبا كير أيضا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين للسماح لهم بالمشاركة في مفاوضات السلام.