بعد ساعات من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات بين طرفي الصراع عقد وفد مشار مؤتمرًا صحفيًا طارئًا بمقر المفاوضات في أديس أبابا أمس اتهم فيه الجيش الشعبي بشن هجوم على مناطق يسيطر عليها بولاية الوحدة، لكن في المقابل نفى متحدث باسم الجيش الشعبي الواقعة، وقال إن هناك معارك دارت يوم فجر الخميس قبل التوقيع على الاتفاق في ذات اليوم. ومع بدء تنفيذ الاتفاق من قبل الطرفين اليوم بحسب الجدول الزمني الذي أقر الاتفاق حتى السادس من فبراير تبدو الصورة مشوهة قليلاً في ظل تخوفات عميقة من انهيار الاتفاق الذي ربما لن يصمد إلا بتكوين اللجنة الفنية الخاصة بمراقبته فورًا في أسرع فرصة. معلومات جديدة وقع الاتفاق بين حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية المعارضة في خطوة لافتة عقب اعتراض سلفا كير السابق على تسمية مجموعة مشار لنفسها بالحركة الشعبية ورفضها التسمية بأنها مجموعة مشار أو جماعة متمردة، وجاءت ورقة الاتفاق باسم توقيع اتفاق وقف العدائيات بين حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية المعارضة برئاسة د. رياك مشار مفوض عنه الفريق تعبان دينق قاي بينما وقع عن جوبا نيال دينق نيال مستشار الرئيس سلفا كير ومفوض عن حكومة جنوب السودان. تفاصيل دقيقة أكدت مجموعة مشار أن القوات الحكومية قامت بمهاجمتها غداة توقيع اتفاق على وقف إطلاق النار، بيد أن الجيش الشعبي نفى ذلك. بينما قال الفريق بيتر قديت رئيس هيئة الأركان بقوات الحركة الشعبية المعارضة إن قوات الجيش الشعبي هاجمت عدة مناطق بثلاث ولايات في توقيت واحد أمس الجمعة وأبلغ «الانتباهة» عبر هاتف متصل بالاقمار الصناعية إن قوات الجيش الشعبي هاجمت مناطق سارجاس ومنطقة قوت في ولاية الوحدة إضافة إلى محاولتها اقتحام مناطق حول بانتيو تسيطر عليها قواتهم وأضاف أن هناك هجومًا آخر وقع على قوات مشار بأعالي النيل في منطقة دوليب فيل فيما لفت إلى عدد من الهجمات قال إن الجيش الشعبي نفذها أمس حول مدينة بور ضد قواته. جوبا تنفي قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي فيليب أقوير إن القوات الحكومية لم تشن أي هجمات عقب التوقيع على اتفاق وقف العدائيات وفيما أقر بأنها قادت هجومًا فجر الخميس قبل التوقيع على الاتفاق نفى أقوير اتهامات قديت، وقال إنه لا يملك أي معلومة بشأن معارك حصلت أمس، وأوضح أن المعارك في جونقلي التي يشير إليها تعود إلى يوم الخميس الماضي. وقال إنه «حتى الآن ومنذ يوم الخميس، تفيد المعلومات التي في حوزتنا أن الوضع هادئ. لم نتبلغ بوقوع أي معركة». حقائق ميدانية من جهته قال قديت إن قواته تسيطر على «9» مقاطعات بأعالي النيل بجانب «4» مقاطعات بالوحدة إضافة إلى مقاطعات بجونقلي اتهامات مباشرة اتهم المتحدث الرسمي باسم مجموعة مشار المفاوضة لول رواي القوات الحكومية بمهاجمتهم غداة توقيع اتفاق على وقف إطلاق النار، لكن الجيش نفى ذلك. وقال في مؤتمر صحفي بأديس أبابا أمس إن «قوات سلفا كير تهاجم حاليًا مواقعنا في ولاية الوحدة النفطية». وأضاف أنه تم صد هجوم آخر في ولاية جونقلي في الشرق، من دون تحديد الموعد. شكوى رسمية قال يوهانس موسى المتحدث باسم مشار ل«الإنتياهة» إن لقواته حق الرد والدفاع عن مواقعها متى ما أرادت وأضاف أن هجوم القوات الحكومية من شأنه أن يؤدي إلى انهيار اتفاق وقف العدائيات وإعادة الأمر إلى سابقه، وكشف عن تقديم وفده لشكوى رسمية لوساطة إيقاد شملت خروقات الجيش الحكومي بعدد من المواقع التي تسيطر عليها قواتهم. ولا طلقة ذكر المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان أتني وك أتني أنه لم تسجل أي معركة. وقال للصحافيين أمس «على حد علمي، لا تدور أي معركة منذ الخميس وحتى الآن. ولا حتى طلقة واحدة في أي مكان». وأضاف أن «الحكومة لا تصدر أوامر لأي قوة بالقتال لأننا وقعنا اتفاقًا لوقف إطلاق النار». فواتير باهظة قررت الآلية بأديس أبابا نقل وفدي التفاوض من فندق الشيراتون إلى مؤسسة فندقية جديدة عقب ارتفاع تكاليف إقامة الوفدين طلية الفترة الماضية حيث تتكون فاتورة الإقامة ليوم واحد في الشيراتون من «450» دولارًا في اليوم بينما فاتورة الإقامة في المؤسسة لليوم «140» دولارًا. مسؤولية الوساطة ذكر المتحدث باسم وفد مشار المفاوض يوهانس موسيس أن وسطاء الإيقاد قدموا وثيقتين إلى طرفي التفاوض شملتا اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين السياسيين، محملاً الوسطاء مسؤولية تنفيذ الإفراج عن المعتقلين، خصوصًا أن وفده قدم تنازلات كبيرة في هذا الاتجاه، مؤكدًا أن المحادثات المقبلة ستبدأ حول القضايا السياسية في السابع من المقبل لمناقشة قضايا الحكم وتقاسم السلطة وإدارة الحزب.