ترتبط المملكة المغربية بعلاقات متجذرة مع السودان من النواحي الاجتماعية والثقافية، كما أن البلدين لهما علاقات سياسية قوية برزت مع وقوف المملكة المغربية مع السودان في كثير من المواقف الدولية، وعلى هذا الأساس ولتوطيد العلاقات أكثر واستصحاب المحور الاقتصادي بل والتركيز عليه على أساس علمي انعقد بقاعة الصداقة بالخرطوم في الفترة من 21- 22 يناير 2014م منتدى العلاقات السودانية المغربية الثاني الذي نظمته ركائز المعرفة للدراسات والبحوث بالتعاون مع معهد الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط. حيث كان المنتدى برعاية كريمة من وزير الإعلام السيد أحمد بلال عثمان الذي أكد على حرص الحكومة السودانية على خلق علاقات إستراتيجية مع الشقيقة المملكة المغربية معلناً دعم الحكومة لكل ما من شأنه أن يطور هذه العلاقات، وقال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمنتدى العلاقات السودانية المغربية الثاني بقاعة الصداقة الذي نظمه مركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث بالتعاون مع مركز الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس السويسي بالمملكة المغربية، أن أبواب السودان مفتوحة لكل المستثمرين خاصة من الأشقاء العرب، ودعا المستثمرين المغاربة إلى الولوج للاستثمارات في السودان مع إعطائهم أولوية لكل المشروعات وتسهيلات من أجل الوصول إلى أمن غذائي عربي، وأبان أن المقولة المشهورة «السودان سلة غذاء العالم العربي» قد آن الأوان لتحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع، وثمَّن دعم المملكة المغربية للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، متمنياً أن يمتد هذا الدعم في المجال الاقتصادي أيضاً. كما تحدث الدكتور محمد ماء العينين سفير المملكة المغربية في الجلسة الافتتاحية للمنتدى وقال إن العلاقات السودانية المغربية متطورة في المجالات كافة ولكن ينتظرها عمل كثير في المجال الاقتصادي، وأكد على أن هنالك شركات مغربية بدأت الولوج للاستثمار في السودان مثل شركة مناجم التي تعمل في تنقيب الذهب في منطقة قبقبة، وأبان حرص بلاده على تطوير العلاقات مع السودان، مشيرا إلى أن الاستثمارات في القارة الإفريقية تعتبر المغرب ثاني دولة إفريقية لها استثمارات في القارة. وقال إن إمكانية السودان الزراعية تجعله محط الأنظار والدولة الأنسب لقيام المشروعات الزراعية التي تحقق الأمن الغذائي العربي، مشيداً بمبادرة السيد رئيس الجمهورية في هذا المجال.وتخللت الجلسة الافتتاحية عدد من الكلمات صبت في جملتها على أهمية أحياء العلاقات الأزلية بين البلدين خاصة الاقتصادية، كما قدمت أوراق عمل في ثلاثة محاور، حيث تطرق المنتدى في المحور السياسي للعلاقات السودانية الإفريقية والدينامية الجديدة في العلاقات المغربية مع دول إفريقيا والعلاقات السودانية المغربية. وفي المحور الاقتصادي ناقش المنتدى اقتصاد المعرفة والتنمية وفرص وآفاق الاستثمار في السودان ومقومات الشراكة الاقتصادية وأولوياتها بين السودان والمغرب، كما تطرق المنتدى للتجربة المغربية في السياحة القروية وآفاق التعاون المغربي السوداني والسياحة في السودان الواقع والطموح، بينما اتجه المحور الاجتماعي الثقافي لمناقشة العلاقات الثقافية السودانية المغربية، والدبلوماسية الموازية في العلاقات المغربية السودانية، ودور الدبلوماسية الشعبية في تعزيز التواصل بين الشعبين. وبعد نقاش مستفيض خرج المنتدى بالعديد من التوصيات أهمها توجية الباحثين والطلاب للعمل في موضوعات ذات أولوية للعلاقات المغربية /السودانية مع العمل على الإشراف المشترك للبحوث بين المؤسستين. وأوصى على العمل على خلق بنك أو حاضنة للمعلومات الإحصائية والوثائق الخاصة بمؤهلات البلدين في شتى المجالات. وتطوير عمل المنتدى حتى يكون قادراً على إنجاز الدراسات والاستفسارات بمختلف الفاعلين المختصين بالعلاقات المغربية السودانية. كما أوصى المنتدى بتبادل المنشورات والوثائق والمخطوطات بين المؤسستين. وجعل هذا المنتدى أنموذجا يقتدى به لتطوير العلاقات العربية الإفريقية. وتقديم التوصيات التحصيلية المقدمه خلال المنتدى الثاني إلى الجهات المختصة، وتمتين الدبلوماسية الموازية باتجاه تطوير العلاقات المغربية السودانية في شتى المجالات من خلال المؤتمرات. والعمل على تكثيف التعاون العلمي بين الجامعات في كل البلدين. وتم الاتفاق على تخصيص المنتدى الثالث الذي سيعقد بالمغرب حول قضايا الاستثمار بين البلدين وتقديم ثلاثة مشروعات في قضايا حيوية في المجالات التالية: «الفلاحة، الصناعة، السياحة». إضافة لإشراك القطاع الخاص وباقي الفاعلين في إعداد تصور لهذه المشروعات الثلاثة.