دمعت عيناي حين أدت الفرقة القومية يا هو ده السودان في حفل افتتاح بعض المشروعات التنموية الكبرى بولاية الخرطوم، وما أقرب دموع المغترب حين يأتي ذكر الوطن العزيز، واكتملت اللوحة السودانية العظيمة وأنا أتابع هذا المشهد العظيم عبر فضائية الخرطوم وليس عبر تلفزيون محمد حاتم سليمان اللوحة كانت حين بشر معتمد الخرطوم عمر نمر ثم طلب من نائب الوالي المهندس صديق أن يكرم إحدى أمهات السودان لأنها أنجبت أحد أبناء الوطن حقيقة يا هو ده السودان الذي يكرم أبناءه. يا هو ده السودان وهو يسخر من محمد حاتم سليمان وأمثاله وهم يفتحون شاشة تلفزيون الوطن التي كانت كبيرة والأعلى مشاهدة قبل أن تكون حالياً في ذيل قائمة القنوات حالياً، رغم أن الجهاز يضم أفضل الكوادر من أولاد التلفزيون وهم يرون المدير المسنود رئاسياً يعتمد في إدارة الجهاز على غير أبناء الحوش العظيم.. وسخر السودانيون وهم يبلغوننا أن حفل السودان بتدشين عربسات جاء خالياً من ذكر أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، وأخشى ألا تكون الدعوة قد تجاوزت بناة قناة النيلين الرياضية المهندس الطيب مصطفى والدكتور أمين حسن عمر والأستاذين محمد هاشم إبراهيم وياسين إبراهيم وشخصي الضعيف في آخر القائمة. يا هو ده السودان الذي يزدري ذكر أن انطلاقة قناة النيلين بدأت مع شركة خليجية مشبوهة تم التوقيع معها في الخفاء كما ذكر أخونا العزيز خالد الأعيسر، وكون العملية مشبوهة لأن توقيع مذكرة التفاهم في الكويت وعقد الشراكة في الخرطوم تم بعيداً عن مدير عام القناة، ومن ساعتها عرفنا الجواب من عنوانه. وكان الختام حين هرب الشركاء في مطلع يونيو2013م الماضي، لأن العقد ينص على أن تتولى الشركة العجيبة دفع فاتورة الدوري السوداني مناصفة مع التلفزيون مطلع يوليو2013م ويتم تقييم الشراكة، فكان أن عمل الجماعة «زغبير» ومعهم سر الشراكة العجيبة كما وصفها ديوان المراجع العام ورئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان الفاتح حاج سليمان ورئيسة لجنة الإعلام عفاف تاور في جلسة رسمية للمجلس موجهة السؤال لوزير الإعلام ولم يجب عليه حتى الآن. نقطة نقطة انطلاقة قناة النياين بدأت عام 1995م كفكرة من المهندس الطيب مصطفى، وانطلقت أرضية بشراكة نظيفة مع تلفزيون ووزارة الإعلام بالخرطوم عام 3006م، وكنت أحد الموقعين على عقدها وسميناها «النيلين» ولم يغيبوني كما فعل محمد حاتم سليمان والشريك الهارب الماحي الماحي، ثم انطلقت فضائية مطلع أبريل 2012م بنفس الاسم والكوادر ومعظم الخريطة البرامجية الحالية، فهذا هو التاريخ ووثائقه موجودة وموزعة على نطاق واسع، والحقائق لا يمكن تزويرها، ومن يفعل ذلك كمن يحاول حجب ضوء الشمس بغربال. الانتقال لعربسات فكرة قديمة مطلوبة، ولكن وجدنا أن نايلسات الأشهر والأسهل للمشاهد في السودان، ولهذا اقترحت أمس بعد الترحيب بعربسات استمرار البث على نايلسات، ونحن حالياً في السعودية نتابع الدوري السعودي على نايلسات، أي إنه ليس حصرياً على عربسات كما يتردد، والمشاهدون في السودان يتابعون الدوريات العربية كلها حالياً عبر نايلسات وليس عربسات. فكرة اتحاد الإذاعات السودانية نبعت مع استضافة الخرطوم الجمعية العمومية لآسبو عام 2010م، وكلفني محمد حاتم سليمان بالإعداد للمشروع، وأصدر قراراً بتعييني منسقاً للاتحاد، وأعطاني مكتباً بمقر القناة الدولية، وأخشى من يخرج علينا غداً بأنه المؤسس وصاحب الفكرة، وكنت أعلم أن محمد حاتم يخطط ليكون رئيساًَ له كما يفعل حين يشعر بأن أيامه قد اقتربت من نهايتها، كما وعد الرئيس ونائبه الأول بالتغيير الشامل، بعد أن أكمل عشر سنوات لم يقض جزءاً منها الآباء المؤسسون.