امرأة من معارفي قابلتني في أحد المنتديات فقالت لي: أنا لوكت قريب كنت بقرا كل كتاباتك.. لكن هسع حرمت أقرا ليك أي حاجة.. قلت مستفسراً: ليه يا ستي لا قدر الله؟ قالت: إنت مش كتبت وقلت إنو العرس زي الحنة لو ما طبقوه ما بمسك؟ قلت: يمكن أكون كتبت كدا.. لكن حصل شنو؟ قالت حصل شنو؟ يعني إنت ما عارف ولا بتستهبل؟ مالك ما عارف الراجل عمل بنصيحتك وطبق؟ يا سلام.. بالله في رجال بصدقوا الكلام البقروه .. دي أنا عاملها حاجة كدا أشاغل بيها الناس.. قالت ولم تتزحزح عن موقفها قيد أنملة: وتشاغلهم مالك ومالهم... هوي يا ود الريّح .. وإنت مالك ما طبقت ؟ فقلت: لا ... أنا بس خايف من حكاية لتركبن طبقاً عن طبق.. وتذكرت إنني كنت قد أرسلت لصديق مقالاً نشر بمجلة «اليمامة» السعودية للكاتب الأستاذ عبد العزيز الدباسي بعنوان «طق النساء بالنساء يصلح حالك» والردود المتباينة التي وردت، وكان صديقي ذلك ممن تراودهم أحلام اليقظة في الزواج من أخرى تحل «ضرة» مكرمة على زوجته الأولى وقلت له: أرسل لك المقال: طق النساء بالنساء يصلح حالك والردود النارية التي وصلت لكل من تسول له نفسه الأمارة «بتعدد الزوجات» حتى يرعوي أصحاب العيون الطائرة «على وزن الشيكات الطائرة» ولا يقدموا على ذلك العمل الذي لا تحمد عواقبه، وإلا فالزيت الحار والنهار الحار.. « والزيت الحار في النهار الحار» هو أحد المخاوف التي كان يشير إليها صديقي في حديثه عن تعدد الزوجات عندما جاء في الأخبار أن امرأة صبت الزيت المقلي على رأس زوجها النائم عندما تأكدت أنه قد تزوج عليها. وجاءني الرد من صديقي يقول إنه عرض رسالة الأخ عبد العزيز الدباسي على زوجته بعد أن أخفى عنها الردود الغاضبة ... وهو يقول إنها بعد أن قرأت المقال قالت له جملة أثارت الحيرة في ذهنه ... فقد قالت له: بس إنت ما بتقدر. وهو يتساءل عن معنى تلك الجملة طالما إنه يملك من الأموال ما يجعله يتزوج أربع زوجات. وكنت أجادل صديقي هذا عندما يتطرق إلى مشروع زواجه الذي لن يرى النور قائلاً: إنك يا صديقي مثل الذي دخل مطعماً وجاءه الجرسون يحمل قائمة الطعام فأدار بصره في جميع أصناف الطعام ثم أختار طبقاً معيناً ... وبعد مدة جاءه النادل وهو يحمل ذلك الطبق ووضعه أمامه .. فالتفت الرجل حوله ورأي النادل يحمل طبقاً آخر لرجل يجلس بجانبه ... وهنا تمنى لو انه كان قد طلب طبق جاره. صديقي كان يثور ويقول لي: أنت فقط تريد أن تحول كل شيء جاد إلى نظرية ... إلى شيء أشبه بالمعادلات الحسابية ... وهذا لا يجدي .. موضوع «التعددية الزوجية» سيظل موضوع نقاشات قادمة.. فالمرأة التي لا تصبر على «ضرة» لن تستطيع تحريم أمر شرعه الخالق تبارك وتعالى، إلا أنها تستطيع أن توظف كل ما عندها من مواهب وغرائز دفاعية لإبطال تلك الفكرة إن كانت فكرة في رأس زوجها، أو أن تحيل الموضوع كله الى تجربة مريرة يخوضها الزوج وهو قد وقع بين سندان المرأة الأولى ومطرقة الثانية.. إلا أن كل ذلك لا يخيف بعض الرجال. والرسول صلى الله عليه وسلم قد حسم قضية الاختيار وجعلها في الدين «فاظفر بذات الدين تربت يداك».. لأن ذات الدين هي امرأة شاملة وليست مجزأة إلى حسب ونسب ومال وجمال .. ولذلك فالذين يعجبهم شيء معين في المرأة فيتزوجونها كلها.. هم الذين يتجهون بأبصارهم صوب الفضائيات ويحتارون بصوت خافت «هسع ديل نسوان ونسوانا نسوان؟».