حكمة الله في الكون ان تتعاقب الأيام والشهور والسنين والفصول بل الثواني والدقائق والساعات. وإن اختلاف الليل والنهار من الآيات التي يتوجب علينا أن نتفكر فيها. فلو خلق الله كل زمن ثابت في مكانه أو سابق لأوانه لاختل الأمر، ولو لم يكن هناك تعاقب لليل والنهار لما تساءل أهل الكهف «كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً او بعض يوم» الكهف: «19» لا أستطيع أن أتخيل كوناً بلا زمن.. ولذلك عندما تساءل الناس عن الأهلة جاءتهم الإجابة الشافية «يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج» البقرة: «189» بل فصل الله سبحانه وتعالى أعظم قاعدة بيانات زمنية عندما أنزل «هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون» يونس: «10» ثم «وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً» الإسراء: «12». كيف نستطيع أن نعلم عدد السنين والحساب والزمن متوقف؟ كيف تفصل العبادات على مدار الثواني «الذكر وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» وعلى مدار اليوم «الصلاة» وعلى ميقات سنوي «الصوم والزكاة» وعلى ميقات في العمر «الحج»؟ كل ذلك سيصبح غير ممكنٍ إن لم تكن هناك قاعدة بيانات كونية تتعلق بالزمن كالتي صممها الخالق جل شأنه لعباده ولمخلوقاته على وجه العموم. عندما جعل الله الإنسان خليفة على الأرض لم يجعله خليفة على كوكب أصغر من هذا فتزداد جاذبيته ويصعب التحرك فيه. ولم يجعله خليفة على كوكب أكبر حجماً فتقل جاذبيته وتتسرب منه الغازات المهمة لمعيشة الإنسان. وأعظم من ذلك كله خلق له زمناً فصله تفصيلاً ليستوعب نشاط الإنسان، فجعل الليل لباساً والنهار معاشاً. وحاول بقدر الإمكان أن تتصور كوناً أو أرضاً بلا زمن. وتلك معضلة من أعقد المعضلات الفلسفية والفيزيائية من لدن الهندسة الإقليديسية إلى كون نيوتن والبرت أينشتاين وإستيفن هوكنج واحمد زويل. ومن الزمن المسطح إلى الزمن الثلاثي الأبعاد إلى الزمن الرباعي الأبعاد الذي يستوعب «والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون» الذاريات: «47»، والكون المتمدد المتسع في حاجة لزمن يحدث فيه. وحاولوا أن تتصوروا كوناً بلا زمن.. هذا لا يمكن. ولذلك عندما تحدثنا عن خطأ تغيير الزمن الجغرافي وتقديم الساعة فإننا كنا نشير إلى زمن جعل الله فيه الآذان يرتفع حول العالم على مدار الأربع وعشرين ساعة ف «لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون» عودوا إلى زمنكم القديم يرحمكم الله.