لم تصدق عيناي ما شاهدته بمستشفى مدني عندما كنت مرافقة لشقيقتي المريضة، فالمستشفى عبارة عن مستعمرة للقطط، التي وجدناها في كل مكان بالمستشفى فهي ترافق المرضى في الأَسِرة، وتستغل أَسِرة لوحدها لتنام في هدوء دون حسيب أو رقيب، وتتجول في أرجاء المستشفى وداخل أدراج المكاتب وعلى كراسي غرفة التمريض، وعند سؤالي لإحدى الممرضات بالمستشفى عن هذه الكمية المهولة من القطط، أدهشني ردها حيث قالت: «عادي ما تهتمي اعتبريها ممرضة أو طبيبة ترافقك في كل مكان، فقط عليك إحضار عمودين واحد للمريض وآخر للقطط!»، وقالت إحدى الطبيبات، إن وجود القطط بهذه الطريقة يشتت أفكارها ولم تعد قادرة على التركيز في عملها تجاه المرضى، لأنها دائماً تفكر في حماية نفسها من القطط داخل الاستراحة، وأضافت ممازحة هناك تيم طبي أمريكي زار المستشفى وتساءل عن قسم العناية المكثفة وعند دخوله، وجد القطط على الأسرة والنوافذ فغضب وقال «وحدة العناية بالقطط وليس المرضى وتساءل عن النظافة والتعقيم»، ليس ذلك فحسب الباعة الجائلون يسرحون داخل العنابر ليعرضوا بضائعهم منذ الصباح الباكر، ومتسول يتجول داخل ممرات العنابر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالبيئة متردية داخل المستشفى والأوضاع مزرية، أكوام القمامة تجدها أمام مدخل العنابر وشبكة الصرف الصحي تطفح قبالة عنبر الشهيد الزبير، وضعنا كل ما شهدناه من خلال جولتنا داخل المستشفى أمام طاولة المدير الطبي، لكنه رفض الإجابة عن تساؤلاتنا بحجة عدم وجود تصريح من وزارة الصحة!.
