إنصاف العوض: قال تقرير نشره موقع «بيزنس ديلى» امس تحت عنوان «دور الصين فى دولة الجنوب.. بداية تغيير السياسة الخارجية الصينية»، قال ان مبعوث الصين لدى القارة تشيونغ جيان هوا اكد للموقع ان جهود الصين من اجل انهاء الصراع بدولة الجنوب يعتبر فصلاً جديداً فى تاريخ السياسة الخارجية الصينية، وانه يعنى ان الصين سوف تنخرط بدرجة اكبر فى مجال الامن فى افريقيا. ويقول التقرير ان الصين اكبر مستثمر فى مجال النفط فى افريقيا، الامر الذى يجعلها اكثر حرصا على استباب الامن بالقارة من اجل حماية استثماراتها الضخمة، ويقول الممثل الخاص للصين للشؤون الافريقية تشيونغ جيان هوا للموقع إن على الصين الانخراط اكثر فى مجال الامن فى افريقيا، ويضيف جيان الذى انضم الى محادثات السلام بين جوبا والمتمردين بقيادة مشار فى اديس ابابا التى افضت الى اتفاقية وقف الاعمال العدائية الهشة بدولة الجنوب، ان هذا يعتبر تحدياً للصين، وهذا امر جديد عليهم، وهو فصل جديد فى السياسة الخارجية الصينية، وان احلال السلام فى الدولة الوليدة يعتبر اولى اولويات السياسة الخارجية الصينية الآن. ويقول التقرير إنه منذ عام 1954م وقبل ان تصبح الصين قوة اقتصادية عظمى آلت بكين على نفسها انتهاج سياسة خارجية تقوم على مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الاخرى، غير ان الدبلوماسيين الغربيين يرون أن وزن الصين بوصفها مستثمراً فى جنوب السودان يعطيها قوة اضافية لنزع فتيل الحرب هناك، لذلك فإنهم انتقدوا ما سموه سياسة الصين الدكتاتورية المتعصبة، ويمضى هوا قائلاً إن الحاجة الى توسيع بصمة سياسة الصين الخارجية وحماية مصالحها تفرض عليها وجوب وجود مكثف لها بدولة الجنوب، وان الصين لا تستطيع ان تترك دولة جنوب السودان تتصرف من تلقاء نفسها. ويرى المحللون ان الصين تلعب دوراً عميقاً فى احلال السلام بالدولة الوليدة، وانها الطرف الوحيد القادر على وضع مزيد من الضغوط على جوبا حتى لا تنكص وعداً جديداً لإيقاف الحرب حال عقد اتفاق نهائى بذلك. ويقول مسؤول غربى يتابع علاقات الصين مع افريقيا عن قرب فضل حجب هويته للموقع، ان مصالح الصين النفطية الضخمة فى القارة هى التى جعلتها لاول مرة سباقة لمعالجة الأزمات الخارجية، وانها استوردت 3.5 مليون طن من النفط بدولة الجنوب فى العام الماضى، الأمر الذى يجعلها اكبر عملاء الدولة الوليدة. ويرى هوا ان الصين يجب ان تمضى فى سياستها الجديدة بحذر شديد، معطياً بعض التفاصيل حول كيفية توسيع دورها، واضاف قائلاً: نحن لسنا طرفاً فى النزاع حتى نقدم المبادرة الخاصة بنا على الاقل فى هذة المرحلة، لذا فإننا سنحث كل الاطراف على احترام الحلول المقدمة من قبل الاطراف الافريقية ذات الصلة، ويتشكك بعض الخبراء حول السرعة التى يمكن ان تفرض بها الصين هيمنتها على القارة التى يتذمر بعض بلدانها قائلين إن الصين التى تقدم قروضاً ميسرة وبفوائد ضئيلة تمتص مواردها الخام دون ان تستثمر فى مجال تنمية المهارات والقدرات بالقدر المطلوب، وهو ما سعت الصين لنفيه عندما قام الرئيس الصينى شى جين بيونغ بزيارة افريقيا العام الماضى، حيث تحدث عن نقل التكنلوجيا وتقديم التدريب للمساعدة فى بناء الصناعة فى إفريقيا. وبحسب التقرير مازال ينظر للصين على انها القوة الدافعة للمحادثات فى جنوب السودان بقيادة «الايقاد» بالرغم من الجهود الدبلومساية التى تقودها كل من الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا والنرويج. وتقول لورا باربرا مساعد برامج الشؤون الافريقية الدولية فى كلية لندن للاقتصاد: بالرغم من الدور المحدود الذى تلعبه الصين الا انه مازال فعالاً فى وقت ترفض فيه الصين الخوض فى مواضيع اشتراك القوات اليوغندية فى الصراع المسلح بدولة الجنوب.