اقترب ميلاد إعلان (صحافيون ضد الجريمة) تلك المبادرة الراشدة التي انطلقت لفك طلاسم الجريمة بالسودان.. أقول ذلك لقناعتي الشخصية بأن أزمة الجريمة في السودان هي أزمة معرفية في المقام الأول وبالتالي طلاسمها تكون بالمعرفة والتوعية من خلال وسائط الإعلام المختلفة، وما نلاحظه أن مسرح التوعية بالجريمة يشكل غالبية عظمى في بلاط صاحبة الجلالة. وبالتالي فإن النخبة التي تقود هذا العمل من خلال الصحافة تعتزم تقديم رؤية صحفية جديدة من شأنها الارتقاء بوعي المواطن وما يحيط به من مخاطر، رؤية علمية مدروسة من خلال رفع قدرات الصحافيين أولاً وتأهيلهم على مهارات قيادة الرأي العام والخروج من نشر بلاغات السجلات إلى أفق التحليل وقراءة ما بين سطور البلاغات ووضع المعالجات والقدرة الفائقة على التأثير دون الإخلال بمجريات التحري، كما تعتزم جمعية صحافيون ضد الجريمة تصحيح مسار العلاقة الشائكة بين الصحافة والأجهزة الأمنية والخروج برؤية مشتركة وموحدة يسودها الاحترام والتقدير لذلك جاء مجلس الأمناء بتشكيلة فريدة ضمت خبراء في الإعلام والإعلام الأمني وقادة العمل الإعلامي بالمؤسسات الأمنية وغيرها. (صحافيون ضد الجريمة) خرجت من بين فرث ودم لتسقي لبناً صافياً ومستساغاً ولذة للشاربين إلا أنها مولودة حديث التكوين خرجت بعد مخاض عسير، لتعلن وبقوة استمدتها من شجاعة أقلام قادتها ورجاحة عقل أعضاء مجلس الأمناء ودعم الحادبين على نشر التوعية الأمنية ببلادي، الراغبين في أن تسود بلادنا الطمأنينة والأمن، ويسودها العدل ويحكمها القانون. صحافة الحوادث والقضايا الآن بدأت تتلمس الطريق الصحيح وتتخذ من منهج البحث أسلوباً للتعامل مع قضايا الجريمة، لذلك ينبغي للسلطات الأمنية كافة أن تعي هذا الدور وتعززه وتسانده دون إخلال بالمقاصد العليا، فالأهداف مشتركة طالما الجمعية تسعى من خلال دستورها لتحقيق التعاون والتكافل بين أعضاء الجمعية، والاهتمام بالتدريب في كل مجالات العمل الصحفي، تبنى حملات التوعية الأمنية من خلال مناشط مختلفة والتنسيق مع الجهات ذات الصلة، ومحاربة الشائعات الضارة وبث الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد والعمل على تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية التي تعمل على مكافحة الجريمة ورفع معنوياتها من خلال صحافة رصينة وراشدة. من المعلوم أن الجريمة لا تكبح بالقانون والإجراءات وحدها بل هناك أدوار مجتمعية تتكامل مع تلك الجهود و(صحافيون ضد الجريمة) مبادرة مجتمعية جديدة تستحق الاحترام والتقدير والسند. * أفق قبل الأخير ستقدم الجمعية صحافة جريمة مدهشة، وسيتعاون أعضاؤها على البر والتقوى ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فالشكر للناطق الرسمي للشرطة السر أحمد عمر لرعايته الكريمة للجمعية وحفل التدشين والشكر موصول لإدارة المرور وكل من رمى بسهم لإنجاح التجربة الجديدة. ٭ أفق أخير ترقبوا تدشيناً قريباً وغريباً.