معذرة يا أستاذ ياسر انصرف عن خدمة ولاية جنوب كردفان والنيل الازرق، فإذا كان لك فضل زاد من الحنكة السياسية والوعي الإنساني قدمه لأهلك في الولايات الشمالية، واترك قضايا النوبة ومشكلات ولاية جنوب كردفان لأبنائها من ألوان الطيف القبلي والحزبي، لأن دخولك في تلك المشكلات يقتل الرجال ويرمل النساء وييتم الأطفال. كل المشكلات التي وقعت الآن بالولاية بسبب عدم فوز عبد العزيز الحلو في الانتخابات التكميلية ليكون والياً عليها، وهذا لا يحدث في أي مكان وزمان إلا في هذه الولاية، لأن وجود أمثالك من المتربصين ومروجي الشائعات والفتن جعلوا من عدم فوز مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز آدم الحلو مشكلة وبداية تذمر جديد ضد الحكومة، ونازلوها بقوة السلاح، وفي أمر يمكن مداركته إذا كان هنالك ولاء لقبيلة النوبة قلباً وقالباً. فلا يعقل أو يصدق أن عدم فوز عبد العزيز آدم الحلو بمنصب والي الولاية في الانتخابات أن يكون مدعاة لفرض نفسه بالقوة لدرجة أن يتسبب في قتل المواطنين وترويعهم وتهجيرهم من منازلهم، وهل يقبل الأستاذ ياسر عرمان حدوث مثل تلك الانتهاكات في أية ولاية من الولايات الشمالية، طبعاً لا وأبداً لا، وهو خطأ، وما كان ينبغي أن يحدث لا في جبال النوبة ولا في أي مكان آخر، إلا أن الأستاذ ياسر عرمان ناكر لهذه الحقيقة لعلةٍ. لأن ظهوره في الشمال بوصفه سياسياً ضليعاً له تأثير في مجريات الأمور السياسية بالبلاد مهما كانت الظروف والاعتبارات غير وارد، ولكن يمكن أن يظهر ياسر عرمان بعيداً في المناطق النائية على حساب مواطنين غير شماليين كالجنوبيين والنوبة ويكون سياسياً له وزن وثقل اجتماعي، ويمكن أن يمرر أجندة «المهمشين والمكرمشين» لأن مثل تلك الماكينات أو إذا صح التعبير تلك الدعايات لا تنطلي على المواطن الشمالي لدرجة أن يحمل السلاح ويقتل بعضه البعض ويعادي الحكومة المركزية، فلعدم تهيئة الأجواء في الشمال اتجه ياسر جنوباً حيث الجو المناسب، ويمكن أن تقبل تصوراته وجولاته وقد كان، وأمضى فترة طويلة من الزمان عضواً فاعلاً في الحركة الشعبية بالرغم من أنه من القبائل الشمالية، ولما انتهت قضية جنوب السودان بالانفصال اتجه إلى جبال النوبة ووضع مواطنيها في خانة الفاتحين لبوابة الشر والعدوان في السودان. الأستاذ ياسر عرمان الحقيقة اتضحت.. فأنتم الشماليون تعلمون سبب تدهور الأوضاع بدولة السودان في شتى دروب الحياة الاجتماعية، هي الحرب الدائرة في جنوب السودان التي امتصت جميع السيولة النقدية بالصرف على بند الجهد الحربي، هذا الجانب كان له الأثر الكبير في إهمال معظم المناطق التي تنادي برفع السلاح في وجه الحكومة بدعوى رد المظالم والاعتبار في حين لا توجد ثروة أصلاً، فالموجود منها يذهب لوزارة الدفاع لحفظ الأمن في الجنوب، لهذا أصبحت الحكومة فاقدة للشيء، وفاقد الشيء لا يعطيه. الشماليون بطبعهم صبورين بالرغم من أن مناطقهم مفتقرة إلى أبسط مقومات التنمية، سكتوا ولم يشتكوا لأنهم يعرفون أين تذهب أموال الدولة، بل ناموا على الخط ورفضوا كلمة حمل السلاح للبناء والتنمية أو إذا صح التعبير لجلب الكفاوي والابتلاءات لذويهم جراء معاداة الحكومة، فحمدوا الله على تنميتهم البشرية الموجودة تامين وغير ناقصين بشرياً بسبب إفرازات وسلبيات الحرب، فحجم الفقد البشري الهائل الذي حدث في المناطق التي رفع أهلها السلاح في وجه الحكومة كبير، فأصبحت العملية عندهم ميتة وخراب ديار، وزادوا من الظلم ظلمات على أهلهم وعشائرهم، والسبب تلك الدعاوى الباطلة التي يستندون عليها مثل توسيع قاعدة المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة، فتلك المطالب لم تأت إلا بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق، فأرجوك يا أستاذ ياسر عرمان انصرف عن قضايا ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق.. ابتعد عنا واتركنا لرحمة الأقدار. الشيخ الله جابو سرور متطوع لنشر ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي 0916770307