على خلفية كثير من المعضلات التي تعتري سير التفاوض بين أطراف النزاع في دولة جنوب السودان تطرح كثير من المقترحات التي لا تجد التجاوب تارة من الطرف الحكومي وتارة أخرى من الطرف المعارض، الوساطة التي تقودها إيقاد التي دمغتها جوبا سابقاً بالفشل في إدارة الملف التفاوضي والوصول لتسوية سريعة للأزمة التي توسعت وتجذرت وتحولت من أحداث مفاجئة أو صراعات داخلية إلى أزمة سياسية بالبلاد، ربما تستطيع قمة الإيقاد المنتظر انعقادها بأديس أبابا الخميس المقبل في إحداث اختراق حقيقي ونقلها من حوار البندقية على الأرض إلى حوار التصالح والتوافق، وعلى الرغم من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات والصعوبات التي واجهت وسطاء إيقاد في تنفيذ الجزء الخاص بهم إلا أن دخول طرف ثالث لمائدة التفاوض التي قضى عليها طرفا الحكومة والمعارضة أيامهم السابقة، يعني بجلاء أن المفاوضات المقبلة ستكون هي الأعقد أو الأصعب. «7 في صفر» جانب المعارضة المسلحة يرى أن مشاركة طرف ثالث في التفاوض لا يمثل مشكلة، وهو بحسب رئيس وفد مشار المفاوض بأديس أبابا تعبان دينق أمر جيد، بينما ترفض جوبا بصفة قاطعة مشاركة الطرف الثالث الذي يتكون من السبعة المفرج عنهم مؤخراً والسماح لهم بالانتقال من دولة كينيا للمشاركة في المفاوضات، ويعتقد تعبان أن مشاركة السبعة أمر جيد ويقول ل «الإنتباهة» أن السبعة طالبوا بمشاركة منفصلة في التفاوض عنهم وأن تكون المفاوضات ثلاثية، ويرى أن المشكلة الجنوبية باختصار تتعلق بسياسة الحكم والنظام القائم وأن الرئيس سلفا كير ميارديت أقحم شخصيات لا قيمة لها سياسياً أو مؤهلة لقيادة الدولة، ويعمل على تصفية حساباته على حساب مصلحة الوطن. ويضيف أن سلفا كير استطاع إزاحة عدد من القيادات النافذة داخل الحركة وبعض المسؤولين الحكوميين واعتمد تماماً على قبيلته في ملء تلك الأماكن مما أدى إلى بروز مشكلات في الحكم ومشكلات في الحركة الشعبية، مما أدى إلى مشكلة كبيرة في الحكم والحركة، لأن الحركة هي الحزب الحاكم وأية مشكلات تعتريها تؤثر على الحكم، وهذا شيء معروف، ويردف «مثل انفراد سلفا كير بالقرارات تماماً ويعمل لوحده ولا يشاور أجهزة الحزب أو أي مستشار أو قيادي بالحركة». ويلفت تعبان أن سلفا كير أخرج الحركة الشعبية من مسارها تماماً، وأثر هذا على الحكم «وبقت في لخبطة شديدة في الحكم» لذلك ظهر فساد متفشٍ جداً وتفشت القبلية ومشكلات أمنية وعدم استقرار، وأصبح هناك فساد في الحكم والمال وبقي ما في توزيع متوازن للسلطة والثروة لذلك بقيت في قبائل متضررة وأقليات مظلومة جداً مثل قبيلة المورلي التي حملت السلاح جراء الظلم، وقامت القبيلة بحمل السلام ومشكلات أخرى مثل مشكلة الشهيد جورج أطور ومشكلات قبلية على مناطق التماس بين الدينكا والنوير، وهذا كله كان تعبيراً عن سياسيات سلفا كير الظالمة، والفشل في إدارة البلاد والسلطة والحكم، ويوضح تعبان أن المرحلة الآن هي مسألة تقييم مسار الحركة الشعبية وكيفية إدارة البلد خاصة وأن هناك أسئلة مهمة للغاية أن الحزب فشل في إدارة البلاد ومحاربة الفساد والقبلية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وتوفير الأمن ومعالجة العلاقات الخارجية التي تدهورت جداً. مواجهة فاصلة حشد طرفا الصراع في دولة جنوب السودان قواتهما في ثلاث ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل لخوض مواجهة يبدو أنها مفصلية قبل انطلاق جولة التفاوض المقبلة بأديس أبابا في 20 مارس الجاري، ولتقوية الموقف التفاوضي، وبينما ترغب جوبا حسبما قالت مصادر في استعادة ملكال ومناطق حول بور قبيل جولة التفاوض، توضح مصادر متطابقة أن قوات المعارضة المسلحة تحصنت وزادت من انتشارها في أعالي النيل والوحدة وتمركزت حول مدينة بور بولاية جونقلي. جوبا تنفي نفى السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان أتينج ويك ما رشح حول طلب جوبا لدعم من إيقاد لإرسال قوات الى بلاده. وقال إن بلاده لم تطلب من دول إيقاد نشر قوات على أراضيها، وذكر أن الحديث حول الطلب حديث تم تحريفه. مشار بالجنوب قالت زوجة د. رياك مشار المشاركة في وفد التفاوض بأديس أبابا إنهم مصرون على إطلاق سراح الأربعة المعتقلين، نافية بشدة تخطيطهم لانقلاب بدولة جنوب السودان، وذكرت في مقابلة مع «سودان تربيون» أن المقاومة التي تقودها مجموعتهم بغية الحرية وتقاسم النظرة السياسية وتحويل البلاد وبنائها بطريقة ديمقراطية. وترى أن الحركة الشعبية ليست رجلاً واحداً يتمتع بدستور خاص وصلاحيات مطلقة يفعل ما يشاء. وكشفت عن ما سمته بمقاتلتهم لمنع سلفا كير من تمرير دستور غير ديمقراطي بالحركة الشعبية. وحملت الرئيس مسؤولية التصعيد الأخير، ورأت أن ما يقومون به من مقاومة مسلحة تحتمه المسؤولية تجاه الشعب الجنوبي، واتهمت النظام في جوبا بارتكاب جرائم إبادة جماعية وشن هجمات عرقية وتصفيات، واتهمت إنجلينا القوات اليوغندية باستخدام القنابل العنقودية في مدينة بور وإسقاطها على قواتهم والمدنيين هناك، ودعت للتحقيق في ذلك، وقالت إنهم منفتحون وجاهزون تماماً للتحقيق. وطالبت الجهات المختصة بالتحقيق بطريقة عادلة في أنحاء جنوب السودان، ولفتت إلى مقتل أكثر من «20» ألف مواطن في الأحداث، وقالت إن القوات النظامية تقوم بعمليات قتل واسعة. وذكرت أن د. مشار موجود بدولة جنوب السودان ولم يغادرها قط وينتقل داخلها.