منى النور: أخيراً بدا التغير واضحاً في حالتي الطقس والمناخ بشكل ملحوظ للجميع، فيمكن للفرد ان يلاحظ حدوث الفصول الأربعة في اليوم الواحد. والاسبوع الماضي غير شاهد على ذلك، فبعد ارتفاع درجة الحرارة تغير الطقس الى امطار في معظم انحاء العاصمة والولايات ثم الى طقس بارد في الصباح، وكثيراً ما خابت كل توقعات الارصاد ومحاولاتهم لتبصير المواطن بطبيعة الطقس. ريح أمشير الحاجة سكينة صالح عادت بذاكرتها الى الوراء بعد ان اعتدلت في جلستها، وقالت: تغير الطقس كثيراً عن الماضي، ففي زماننا كان البرد قارساً وشديداً حتى انه يؤثر على اجسادنا التي لم يفلح فيها استخدام كل كريمات الترطيب في الزمن «داك»، وتواصل في حديثها قائلة: كان يصعب علينا ممارسة حياتنا العادية من خروج للاسواق وزيارات، وكان فصل الخريف من الفصول الصعبة أيضاً، فتكثر الامطار بصورة غزيرة، وقالت ان الفصل الذي نحن فيه اليوم يطلق عليه ريح أمشير، وهي تفصل بين الشتاء والصيف، وتعمل هذه الريح علي انضاج الخضر والفواكه، والبرد الشديد يسمي طوبة، وهو يعمل على قتل الزراعة وتصبح ذابلة.وتوافقها في الرأي الخالة آمنة صالح / ربة منزل في القول، وتؤكد ان تداخل الفصول أسهم بشكل كبير في تقلب الطقس، فرمضان زمان كان يأتي في الصيف وكان معروف بارتفاع درجة الحرارة بصورة تفوق الوصف، وبذات القدر كان الشتاء قارساً جداً، وسيول 1980م الشهيرة لاتقارن بسيول اليوم، وتؤكد الخالة آمنة ان الطقس اليوم متقلب جداً وغريب، ففي كثير من الاحيان تصعب علينا معرفة الفصل الذي نحن فيه، فالطقس في الاسبوع الماضي كان متقلباً جداً، فيوم تظهر الشمس وساعة يسود الغيم ويهطل المطر، واصبحنا معروفين بعدم الاستقرار في المناخ. تفسير علمي: معتصم الطيب/ صاحب مكتبة قال: ان السودان يقع في المنطقة المدارية، لذلك تنوعت الاقاليم المناخية فيه من المناخ الاستوائي الى الصحراوي، فتجد توزيعها كالآتي: المناخ الصحراوي الحار في شمال السودان، والمناخ المشابه لمناخ البحر الابيض وغيره. ونتيجة لتبادل عملية الفصول تنتج هذه الاجواء المتقلبة. ويذكر عباس الخواض «مشرف على مزرعة» ان الاجواء اضحت متقلبة بصورة مزعجة، ففي الصباح يكون الطقس مغيماً وتتفاجأ باتربة في النهار وبرد في المساء، والايام السابقة كانت غريبة جداً، فقد هطلت أمطار فلم نعد نعرف في اي الفصول نحن، وحقيقية الأمر يحتاج الى تفسير علمي لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء هذا التغيرات. ظاهرة النينو بعد تقلب الطقس يومياً بين منخفض وجو صحو كشف علماء من جامعة المانية بعد قياسهم درجة حرارة الجو فوق سطح الماء في مناطق مختلفة، ان من المتوقع أن يكون عام 2014م العام الأعلى حرارة في تاريخ مراقبة التغيرات المناخية في العالم. وأشار العلماء إلى أن بلوغ ظاهرة النينو الطبيعية «وتعني المولود الصغير وهي مجموعة من التغيرات المرتبطة بدرجة الحرارة والضغط والمعطيات الكيميائية للمحيطات والغلاف الجوي، مع الكوارث الطبيعة» مرتبطه بالتغيرات المناخية وتقلبات درجات الحرارة، موضحين أنه في حال حدوث هذه الظاهرة تبدأ درجة حرارة الماء في المنطقة الإستوائية من المحيط الهادئ في الارتفاع خلال نصف سنة، مما يؤدي الى تغيرات جذرية في اتجاه الرياح والتيارات المائية التي بدورها تسبب الجفاف في مناطق وهطول أمطار غزيرة في مناطق أخرى لم تشهد مثلها سابقاً. وحذروا من أن التغيرات المناخية تسبب أمراضاً مختلفة إضافة الى الحرائق والفيضانات في مناطق واسعة. إضافة لهذا توصل العلماء الى أنه لدى حدوث ظاهرة النينو يزداد احتمال نشوب الحروب الأهلية بنسبة الربع، وذكروا أن التنبؤ بحدوث ظاهرة النينو عملياً غير ممكن، لكن العلماء الألمان وضعوا أنموذجاً يبين زمن حدوثها وتطورها. وحسب معطياتهم فاحتمال ارتفاع درجات الحرارة على الأرض يعادل 75 بالمائة.