جلست بالقرب منه بعد أن تنهدت طويلاً «آها ياحاج الضحية عملت فيها شنو ؟» نظر إليها وسرح لبرهة ثم أجابها والله ياحاجة السرة المرة دي إلا أجيب ليكم 2 كيلو لحمه وأسجل ليكم صوت الخروف في شريط» الحالة السابقة تعبِّر عن حال أغلب الأسر السودانية التي باتت ترتسم على وجوهها ملامح الهمِّ مع اقتراب عيد الأضحى والارتفاع الجنوني لأسعار الخراف، فالكل بات في حالة تفكير دائم من أين سيدبرون ثمن «الخروف» هذا مابان على وجه «محمد علي» الموظف في إحدي المؤسسات الذي قال إن الضحية أصبحت مشكلة كبيرة هذا العام مع «غلاء الخرفان» والتي سبقها ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ما جعل قضية توفير بعض المال من المرتب صعبة جدًا، وأضاف«في كل عام أقوم بتوفير بعض المال من مرتبات كم شهر كي أجمع قروش الخروف» ولكن هذا العام لم أستطع توفير «فلسا واحدا» وعزا محمد ذلك إلى«ارتفاع الأسعارللمواد كافة» الذي وصفه بغير المبرر، اتفق «أحمدعباس» معلم في إحدى المدارس مع محمد في أن هم الضحية هذا العام جعل ضغطه يرتفع في كل مرة يسمع فيها أن «العيد قرب» ويجعله يدخل في حالة من السرحان الطويل مفكرًا في من أين سيوفِّر ثمن الخروف الذي كما قالوا إن سعره يضاهي الألف جنيه وأضاف «حتى الصندوق الناس أصبحت تتشاكل فيه للخروف وكل زول داير الصرفة قبل العيد» أما بخيتة مصطفى أم لطفلين فقالت إنها مجبورة على شراء الأضحية لصغارها، فهم لايفقهون شيئاً عن الظروف ولايقدرون لأنهم يرون غيرهم «ضابحين» لذلك اتجهت إلى بيع ذهبها من أجل شراء «الخروف» لصغارها أما عثمان موسى سائق أمجاد فبدأ حديثه بجمله «والله الخروف جننا» وأردف قائلاً أنا أعمل ليل ونهار في«السواقة دي»من أجل جمع ثمن الخروف الذي بات يقسم أكثر من نصف الإيراد اليومي وأصبحت أقوم بتقسيم الإيراد إلى ثلاثة أجزاء«جزء للأكل والشراب وجزء لطلبة الجامعات والمدارس وجزء للخروف» ومع هذا لا أعتقد بأنني أستطيع جمع ثمنه، وعلّق على الأحاديث التي دارت في الفترة الأخيرة عن شراء الخروف بالأقساط بأنها ليست حلاً لأنها تجعل بائعي الخراف يزيدون الأسعار و«على عينك يا تاجر دون تدخل أي جهة لمنعهم» وختم حديثه «الله كريم يابتي».. الباحث الاجتماعي د.حسن محمد قال إن مسألة ارتفاع الأسعار عامة أصبحت هماً مرهقاً للجميع والكل تجده مهووساً بها خاصة مع اقتراب عيد الأضحى الذي ارتفع فيه سعر الخراف هذا العام، وقال إن هذه المسألة باتت تزعج الكل حتى الذين في وضع مادي جيد، فالكل متخوف من اقتراب العيد.. وأكد حسن أنه لاحظ العديد من الناس يتحدثون إلى أنفسهم خاصة في المواصلات حيث تجد واحدًا يتحدث مع نفسه عن«ارتفاع الأسعار والضحية قربت والماهية لا تكفي ما يؤكد أن هذه القضية هي همٌّ عام، وطالب حسن الجهات المختصة بالتدخل العاجل لحل المسألة وذلك بتحديد أو تخفيض أسعار الخراف رأفة بالمواطن.